مع وجود ما يقرب من وظيفتين متاحتين لكل باحث عن عمل، فإن النقص في العمال في الولايات المتحدة يجعل العديد من أرباب العمل يحاولون اكتساب المواهب والاحتفاظ بها، ولكن بالنسبة للمرشحين الذين عادة ما يغفلهم مديرو التوظيف، فإن نقص العمالة يوفر لهم أكثر من فرصة.
يقول المدافعون عن الفئات المهمشة مثل الأشخاص ذوي الإعاقة، والسجناء سابقاً الذين يعانون انعدام الأمن السكني، إن سوق العمل اليوم تمكن الأشخاص الذين يعملون معهم من أن يثبتوا لأصحاب العمل أنهم يمكن أن يكونوا مساهمين قيمين في اقتصاد مزدهر. ورأى دوغ سميث مدير خدمات التوظيف في "تشيمز"، وهي منظمة غير ربحية تساعد في توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة أن أرباب العمل اليوم "أكثر استعداداً لإعطاء فرصة لشخص ما لإثبات أنه مؤهل للوظيفة"، وقال "لقد شهدنا، على الأقل خلال العام الماضي، زيادة كبيرة في عدد الأفراد الذين يتم توظيفهم"، في حين أن نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يعملون لا تزال منخفضة للغاية عند 22.5 في المئة، وهذا يمثل زيادة على 21.6 في المئة قبل عام وفقاً لبيانات من مكتب إحصاءات العمل الأميركي.
تجمعات عمالية غير مستغلة
وقالت كارلي كاميرر المديرة التنفيذية لـ"وايلد فلاير كوفي"، وهي منظمة غير ربحية مقرها مينيابوليس تساعد الشباب على تأسيس وضع معيشي مستقر واكتساب مهارات وظيفية "لا أعتقد أن أرباب العمل يمكن أن يكونوا انتقائيين تماماً كما كانوا من قبل، هناك إحساس بالكرامة والقيمة ينبعان من العمل، في بعض الأحيان، مجرد تلك الثقة في شق طريقك الخاص والحصول على راتب يمكن أن تقطع شوطاً طويلاً". وأشارت إلى أن أصحاب الأعمال الصغيرة يستغلون وكالتها للحصول على العمال. وقالت، "ينظر الناس إلينا تقريباً على أننا وكالة توظيف، لذلك تمكنا من زيادة الفرص وأن نكون مثل خط أنابيب أو مصدر إحالة لشبابنا".
ورأت بريت سترو الرئيسة التنفيذية لشركة "سوستاننيغ كوفي" في مينيابوليس أنه تم رفع الأجور بالفعل بنسبة 15 إلى 20 في المئة عندما بدأت سوق العمل في التسخين في الخريف الماضي، لكن هناك صعوبة في إضافة العمال الذين يحتاج إليهم العمل خلال الأشهر الستة الماضية لمواكبة نمو الأعمال. أضافت، "عليك القيام بكثير من التوظيف النشط للحصول على كمية العمالة التي تحتاج إليها لتنمية الأعمال التجارية"، لافتة إلى قيامها بتوسيع نطاق البحث وتوظيف أحد الشباب المشاركين في برنامج "وايلد فلاير".
فرص التوظيف العادلة تكتسب زخماً
وقال خبير الاقتصاد العمالي والباحث الأول في معهد "دبليو أي أبجون" لأبحاث التوظيف آرون سوجورنر، إن الأشخاص الذين لديهم إدانة سابقة بجناية يواجهون تحدياً مختلفاً، وبطرق عديدة أكبر. أضاف "بين عامي 1980 و2010، تضاعف نصيب الأميركيين بسجل جنائي ثلاث مرات نتيجة تصاعد الحرب على المخدرات والسجن الجماعي، هناك عدد أكبر بكثير من الأشخاص في مجتمعاتنا الآن ممن لديهم تلك الخبرة ولديهم هذا الحاجز أكثر مما كانت عليه الحال في السابق"، ولكن مع تدافع أرباب العمل لملء الوظائف الشاغرة، فإن فرص التوظيف العادلة، التي تشير إلى ممارسات التوظيف التي لا تستبعد أو تميز ضد المرشحين الذين لهم تاريخ إجرامي، يتم إلقاء نظرة فاحصة عليها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويبدو أن أرباب العمل اليوم أكثر تقبلاً لتلك الرسائل. وقالت كبيرة الاقتصاديين في "إنديد" آن إليزابيث كونكيل، إن عدد الوظائف الشاغرة التي تشير صراحة إلى هذه الأنواع من السياسات قد ارتفع بنحو 10 في المئة خلال السنوات الثلاث الماضية، كما ارتفعت نسبة عمليات البحث التي أجراها الباحثون عن عمل باستخدام عبارات مثل "عدم التحقق من الخلفية" بنسبة 75 في المئة. أضافت، "تخبرنا هذه البيانات أن أرباب العمل يوسعون مجموعة الموظفين الذين سيفكرون في تعيينهم، والباحثين عن عمل على علم بذلك".
جدول زمني
وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "ووش سيكل لاوندري" غابرييل ماندوجانو، "في معظم منشآتنا، علينا العمل سبعة أيام في الأسبوع، أحد الأشياء الأكثر شيوعاً التي نراها هو أن الناس قد يغادرون لجدول زمني من الإثنين إلى الجمعة، وهذا بالتأكيد شيء لم يحدث كثيراً قبل الوباء"، ولفت ماندوجانو إلى أن دورة الغسيل لديها التزام طويل الأمد بتوظيف الأشخاص الذين غالباً ما يغفلهم مديرو التوظيف، بما في ذلك الأشخاص الذين لديهم سجلات جنائية والأشخاص ذوو الإعاقة، وهي قيمة قال، إنها ساعدته على إضافة عمال حتى أثناء نقص العمالة.
وكافح ستيف ستانسبيري المقيم في فيلادلفيا من أجل الحصول على عمل مستقر منذ عودته إلى الوطن في مارس (آذار) 2021. وقال، "أعلم أن السبب وراء ذلك هو أنني أملك سجلاً جنائياً"، لكن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تم تعيينه في "ووش سيكل لاوندري". أضاف، "لقد أجريت بالفعل محادثة مع مديري يسألني عما أريد أن أفعله، إنه ما يجعل العمل أسهل، لأنني أفعل شيئاً أحبه".
وقالت مديرة المخازن والعمليات في "باكستون جيت"، وهي شركة تجزئة تعتمد على العلوم الطبيعية، إليز لارك: "لقد زادت كشوف الرواتب لدينا بنسبة 30 في المئة على الأقل أو أكثر، وهذا فقط في العام الماضي"، كما قام المتجر بتوسيع تغطيته الصحية، ولكن حتى مع هذه الجهود، فشلت محاولاتهم في التوظيف، مضيفة: "نحن في الأساس مثل متحف التاريخ الطبيعي، لذلك فهو متخصص جداً في البيع بالتجزئة، أنت بحاجة إلى شخص متحمس للعلوم الطبيعية".