Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عائلة فلسطينية متمسكة بحرفة دباغة الجلود في مدنية الخليل

تضع إسرائيل عراقيل عدة بوجه هذه المهنة خصوصاً عبر منع استيراد مواد كيماوية خاصة

على الرغم من قدمها قدم الإنسان على الأرض، إلا أن حرفة "دباغة الجلود" ما زالت تحافظ على وجودها مستفيدة من التطور العلمي مع بقاء فكرتها لاستخدام جلود الحيوانات في صناعة الأحذية والألبسة والحقائب.
ومع أن عملية تحويل جلود الحيونات إلى الاستعمال البشري ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، لكنها لم تتحول إلى حرفة إلا منذ مئات السنين.
وقبل مئة عام استقدم عدد من الفلسطينيين في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية حرفة دباغة الجلود من مصر، جارتهم الشرقية، لتبقى موجودة حتى يومنا هذا عبر توارثها من جيل إلى جيل.
واشتهرت مدينة الخليل بالدباغة التي يعمل فيها عشرات الفلسطينيين في 12 "مدبغة" تحتكرها حالياً عائلة الزعتري.
مراحل الدباغة
وتمر عملية دباغة الجلود بمراحل عدة تستغرق نحو 14 يوماً يستخدم فيها ملح الطعام ومواد كيماوية بدل المواد النباتية، فبعد سلخ الجلود عن أجسام الحيوانات تجلب تلك الجلود إلى المدبغة لتبدأ عملية معالجتها باستخدام الملح والزرنيخ والكروم السداسي والأصبغة.
وتنقع تلك الجلود في الملح لثلاثة أيام قبل وضعها في خلاطات ضخمة لتخليصها من الدماء والشوائب، ثم تدخل في ماكينات خاصة لإزالة اللحوم المتبقية عنها قبل أن تعود إلى الخلاطات بعد إضافة مادة الزرنيخ إليها لتنظيف الجلود من الشعر.

وبعد ذلك توضع الجلود في ماكينة خاصة لعصرها من المياه والمواد الكيماوية قبل أن يتم تحديد سمكها بحسب الطلب بعد توحيد سماكتها، إذ إن لكل استخدام للجلد سمكاً معيناً وطبيعة معينة من الخشونة سواء ناعمة أو خشنة.
وفي المرحلة الأخيرة، تصبغ الجلود بالألوان بحسب الطلب قبل أن ترسل إلى مصانع الأحذية والألبسة والحقائب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن أسعار الجلود المحلية تفوق أسعار المستوردة منها بسبب كلف المواد المستخدمة في الدباغة وارتفاع أجور العاملين فيها مقارنة ببعض الدول المصدرة.

مهنة عائلية
وقال حاتم الزعتري الذي يعمل منذ نعومة أظفاره في حرفة الدباغة إنه ورثها عن والده الذي أخذها بدوره عن والده، بخاصة أنه امتهن تلك الحرفة منذ عام 1943 ليكون الأول في الضفتين الغربية والشرقية (الأردن).

ومع أن عائلات عدة كانت تمتهن حرفة الدباغة إلا أن عائلة الزعتري هي الوحيدة التي بقيت تمارسها وذلك بسبب إغراق الأسواق الفلسطينية بالسلع المستوردة، وأضاف الزعتري أن جلود العجول هي الأغلى ثمناً بسبب متانتها وسماكتها وجودتها العالية على عكس جلود الأبقار، مشيراً إلى أن جلود الأغنام جيدة.
وتصل الجلود من مسالخ الضفة وإسرائيل وكذلك من قطاع غزة قبل أن تمنع تل أبيب ذلك.

كما يشتكي الزعتري من بعض المشكلات التي تعرقل عملية دباغة الجلود "بسبب منع إسرائيل استيراد بعض المواد الكيماوية مدعية أنها مواد خطرة ومزدوجة الاستعمال".
ويحول قرار المنع الإسرائيلي دون إدخال بعض المواد الأساسية لصناعة الدباغة، مما يؤدي إلى عدم ضبط استيراد السلع وغياب معايير الجودة ويمنع بالتالي تطور تلك الصناعة.
ومع أن مدابغ الجلود موجودة في المنطقة الصناعية لمدينة الخليل، إلا أن مخلفات تلك الصناعة تتسبب بتلوث البيئة وتضرر الأراضي الزراعية.
وبعدما أنشأت الوكالة الأميركية للتنمية محطة لمعالجة المياه الملوثة الناتجة من دباغة الجلود وتنقيتها عبر تخزينها في حجرات خاصة تسمح باستخدامها مرات عدة، توقف عمل تلك المحطة بسبب منع إسرائيل دخول حامض الكبريتيك اللازم لتشغيلها "لأسباب أمنية".

المزيد من منوعات