أفادت تقارير إخبارية بأن المسؤولين في "المنظمة الأوروبية للبحوث النووية" (اختصاراً "سيرن" CERN) قد وضعوا مشروع خطة يرمي إلى وقف تجاربهم العلمية في مجال الفيزياء مؤقتاً، وذلك تجاوباً مع أزمة الطاقة التي تمر بها أوروبا راهناً.
سيقدم المسؤولون اقتراحاً يقضي بإيقاف تشغيل معظم مسرعات الجسيمات الذرية خلال فترات ذروة الطلب على الكهرباء إلى ممثلي حكومتي فرنسا وسويسرا في نهاية الشهر الحالي.
في هذا الصدد، نقلت "وول ستريت جورنال" عن سيرج كلوديت، منسق الطاقة في "سيرن"، الذي كان أول من نشر تقريراً عن عملية التوقف المخطط لها أن "ما يثير قلقنا فعلاً استقرار الشبكة الكهربائية، ذلك أننا نبذل كل ما في وسعنا من أجل الحؤول دون انقطاع التيار الكهربائي في منطقتنا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"إذا حصلنا على ميزانية للنهوض بتجارب علمية، وطوعياً، أوقفنا العلوم من أجل توفير الطاقة، فعلينا التأكد من حصولنا على دعم البلدان المعنية"، أضاف كلوديت.
سيبقى "مصادم الهدرونات الكبير (LHC) الذي تبلغ تكلفته 4.4 مليار يورو (ما يساوي 3.8 مليار جنيه استرليني) قيد التشغيل من أجل تجنب تعطيل أكبر جهاز تجريبي للمنشأة، ولكن أٌفيد أن "سيرن" تدرس أيضاً احتمال وقف تشغيله.
في الواقع، من شأن إيقاف تشغيل "مصادم الهدرونات الكبير" أن يفضي إلى تأخر تجاربه العلمية طوال أسابيع عدة، وذلك مرده إلى مقدار الوقت والطاقة اللازمين لتبريد المغناطيسات الفائقة التوصيل المطلوبة لثني حزمة الجسيمات الفائقة الصغر المكونة للذرة.
تستهلك "سيرن" قرابة ثلث كمية الكهرباء التي تصرفها مدينة جنيف المجاورة للمنشأة، ما يجعلها واحدة من المنشآت الأكثر استهلاكاً للكهرباء في فرنسا.
تذكيراً، تشمل البحوث الجارية حالياً في "سيرن" البحث عن المادة المظلمة عن طريق إطلاق جزيئات في اتجاهات متعاكسة حول حلقة ضخمة [تحت الأرض] طولها 27 كيلومتراً على امتداد الحدود الفرنسية - السويسرية.
شركة كهرباء فرنسا، عملاق الطاقة الفرنسي المملوك للحكومة والذي يزود "سيرن" بالكهرباء، من بين الجهات الرائدة الموردة للطاقة التي تبحث عن طرق تتيح لها التوقف عن الاعتماد على الغاز الطبيعي الروسي.
وفي تموز (يوليو) الماضي، قالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن إنه "لا بد من أن تكون لدينا سيطرة كاملة على إنتاج الكهرباء وأدائها".
وأضافت، "لا يمكننا الاعتماد بعد الآن على الغاز والنفط الروسيين. سنكتسب سيادتنا بفضل الطاقات النووية والمتجددة".
© The Independent