Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 كيف أصبحت القهوة مشروب الأردنيين المفضل؟

الأردن رابع دولة عربية من حيث الاستهلاك ومعدل الفرد كيلوغرامين سنوياً

ترتبط القهوة بثقافة الشعب الأردني (مواقع التواصل)

ظل الشاي المشروب الشعبي الأول في الأردن حتى تربعت القهوة على عرش قائمة استهلاك الأردنيين وأصبحت بلا منازع رفيقهم اليومي صباحاً ومساء، وانتشرت المقاهي الشعبية والغربية في طول البلاد وعرضها بكثافة، فوفقاً لإحصاء أجرته مجلة " فوربس" يصنف الأردن على أنه رابع دولة عربية من حيث استهلاك القهوة بعد الجزائر والسعودية والمغرب، وتحظى القهوة التركية والأميركية بإقبال شديد، تليها الفرنسية والإيطالية، ويقدر استهلاك الفرد سنوياً بنحو كيلوغرامين وسط توقعات بارتفاع سعر القهوة أردنياً وعالمياً.

ويصل سعر كيلو القهوة التركية في الأردن إلى 17 دولاراً، بينما يزيد سعر الأصناف الأخرى عن ذلك، فيما يبلغ متوسط سعر كوب القهوة العالمية نحو ثلاثة دولارات.
 
 القهوة أردنياً
 
ومنذ القدم ترتبط القهوة بثقافة الشعب الأردني، إذ كانت القبائل والعشائر تتميز بتقديم القهوة العربية وتحميصها وتنظم فيها الشعر، وتنتشر القهوة الأردنية البدوية في المناسبات والأعياد وشهر رمضان المبارك.
وثمة أدوات لصنع القهوة لدى أبناء البادية لا تزال حتى يومنا هذا مثل "المحماسة" و "المهباش" الذي تطحن القهوة والهيل فيه، كما أن للقهوة لدى البدو مسميات عدة ومنها البكر والثنوة.
وعرفت عمّان المقاهي مطلع عشرينيات القرن الماضي وكانت بمثابة صالونات سياسية واجتماعية، ولا يزال مقهى "بلاط الرشيد" في وسط العاصمة على الرغم من قدمه ماثلاً حتى اليوم كشاهد على علاقة الأردنيين بالقهوة، فهو يعد أقدم مقهى في المملكة منذ إنشائه عام 1924.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

ويصل اليوم عدد المقاهي الشعبية في العاصمة عمّان إلى 2000، بينما تنتشر المقاهي الحديثة والعالمية بكثافة غير مسبوقة، إذ أصبحت أسلوب حياة للأردنيين وتحديداً فئة الشباب منهم.
وفيما كان كبار السن والمتقاعدون يرتادون المقاهي قديماً دفعت التحولات الاجتماعية الشباب إلى أن يصبحوا رواداً للمقاهي الحديثة، إذ تجتمع الدراسة والتسلية وشرب القهوة بأنواعها تحت سقف واحد.
وانتشرت أكشاك بيع القهوة بشكل كثيف في شوارع الأردن وباتت تجارة رائجة وغير مكلفة يحلو لبعضهم الإشارة إليها بتجارة الماء، بخاصة على الطرق الخارجية وبين المدن الرئيسة والأحياء.

 

بين التقليد والحداثة
 
في المقابل هيمنت القهوة على مزاج الأردنيين منذ أن دخلت العولمة إلى المملكة جالبة معها مطاعم الوجبات السريعة والمقاهي العالمية الشهيرة ، وسرعان ما أصبحت القهوة جزءاً من الثقافة الأردنية ولم يعد احتساؤها يقتصر على المناسبات والأعياد، بل ضيفاً يومياً على موائد الأردنيين.
وبات ارتشاف القهوة في الأماكن العامة والمقاهي جزءاً من الحياة العصرية بالنسبة إلى الأردنيين، بينما يرى متخصصون أنه بات مرتبطاً أكثر بالثقافة الاستهلاكية التي تسيطر على الشارع الأردني.
ويفسر مراقبون ارتفاع الطلب على القهوة في الأردن خلال العقدين الأخيرين بتغير أنماط الاستهلاك لدى المواطنين، إذ ازداد استهلاك القهوة داخل المنزل بعد زيادة مبيعات ماكينات تحضير القهوة، فضلاً عن الزيادة السكانية وكون القهوة هي المشروب الرئيس لجيل الألفية، بل إن بعض الأردنيين لجأ إلى تخصيص ركن للقهوة في غرف المعيشة أو مكان استقبال الضيوف.  
وفي العام 2019 وقبيل جائحة كورونا بلغ إجمال استهلاك القهوة 34 ألف طن، واحتل الأردن المرتبة الـ 48 ضمن 141 دولة من حيث المعدل الإجمالي لاستهلاك القهوة.
 
مقاه ثقافية
 
ولاحقاً اتجهت انظار رواد الأعمال نحو افتتاح عدد كبير من المقاهي العالمية والمحلية كفرصة مجزية ومربحة للاستثمار، ودفع هذا الولع لتنظيم "مهرجان الأردن للقهوة" بمشاركة شركات محلية وعربية ونحو 40 علامة تجارية، كما أصبحت بعض المقاهي الأردنية وجهة للمثقفين والفنانين ومحطة لتوقيع رواية أو قصة أو ديوان شعر، أو حتى افتتاح معرض لوحات فنية، ففي عمّان القديمة وعلى درج الكلحة الواصل بين شارع السلط وسط البلد وجبل اللويبدة، يبرز مقهى تقام فيه أبرز الفعاليات والورش، وثمة مقهى آخر أقيم في بيت عمّاني قديم وتراثي تقدم فيه عروض فنية وحفلات غنائية ودراسات عن الفن العربي.
وفي السياق ذاته تبرز قصة نجاح مقهى يقدم القهوة الأردنية بمذاق عالمي محاولاً مضاهاة المقاهي العالمية الشهيرة ومجاراتها، وبرزت الفكرة من ثلاثة أشقاء عام 2014 بعد أن زار أحدهم أكثر من 15 دولة في أوروبا وأفريقيا وشرق آسيا، وقام بجولة في محامص البن المحلية والمنازل، وقضى مئات الساعات في تذوق القهوة المتخصصة وتجربة ثقافات القهوة المختلفة، ومن ثم قرروا إنشاء محمصة قهوة متخصصة على أحدث طراز في الأردن.
اقرأ المزيد

المزيد من منوعات