Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طريقة جديدة بسيطة لتدمير الكيماويات الأبدية

تستفيد من نقطة ضعف في تراكيبها كي تسرع عملية تحللها

توجد مواد كيماوية مضرة وغير قابلة للتفكك في مروحة واسعة من السلع، وصولاً إلى الأطعمة ومياه الشرب (أف دي إيه. أورغ)

توصل العلماء إلى طريقة عملية جديدة تتسبب في تحلل فئتين رئيستين من مواد توصف بأنها "الكيماويات الأبدية" المضرة، بحيث تتفكك مخلفةً مشتقات نهائية غير مضرة.

وذكر الباحثون الذين يعمل قسم منهم في "جامعة نورث وسترن" في الولايات المتحدة، إن التقنية الجديدة "البسيطة" يمكن أن تكون "حلاً فاعلاً" للتخلص من هذه المواد الكيماوية المرتبطة بالتأثيرات الصحية الخطيرة على البشر والماشية والبيئة.

وكذلك يرى العلماء إن الطرق الحالية التي تهدف إلى تدمير هذه المواد الكيماوية تنطوي على درجات حرارة ومستويات ضغط عالية.

في التقنية الجديدة، التي بينتها مجلة "ساينس" العلمية يوم الخميس الماضي، استغل الباحثون نقطة ضعف في هذه المواد الكيماوية لتطوير حل يحتمل أن يكون أكثر عملانيةً ما يسهّل تعميم استخدامه على نطاق واسع.

وتفصيلاً، تعرف مواد الـ"ألكيل البيرفلوري" والـ"بولي فلورو ألكيل"، بإسمها المختصر "بي أف إيه أس"  PFAS، هي مجموعة من المواد الكيماوية المستخدمة منذ أربعينيات القرن العشرين، ويشيع وجودها في أواني الطهو غير اللاصقة ومستحضرات التجميل المقاومة للماء ورغوات مكافحة الحرائق والمنتجات التي تقاوم الشحوم والزيت.

ولا تتحلل هذه المواد الكيماوية في البيئة، بل تظل مشكلة مستمرة للأجيال المقبلة.

وقد وجدت الدراسات أن هذه المواد الكيماوية لا تتحلل بواسطة البكتيريا، ولا يمكن حرقها بالنار ولا تخفيفها إلى مستويات غير ضارة بالماء.

كذلك أشارت الأبحاث إلى أن هذه المواد الكيماوية السامة حينما تدفن، تتسرب إلى التربة المحيطة بمكان دفنها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار العلماء إلى أن هذه الكيماويات منتشرة في طيف واسع من السلع الاستهلاكية، وصولاً إلى مياه الشرب، وحتى في دماء 97 في المئة من سكان الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من أن الآثار الصحية لهذه المواد الكيماوية لم تُفهم بشكل كامل بعد، فقد أشارت بحوث سابقة إلى علاقتها مع انخفاض الخصوبة، وتأثيرات النمو لدى الأطفال، وزيادة مخاطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان وانخفاض المناعة لمقاومة العدوى، وزيادة مستويات الكوليسترول.

"لقد أصبحت "الكيماويات الأبدية" مشكلة مجتمعية كبرى، فحتى كمية صغيرة جداً منها تتسبب بآثار صحية سلبية، وهي لا تتحلل"، وفقاً لما ذكره وليام ديشتل من "جامعة نورث وسترن"، الذي قاد الدراسة.

وأضاف الدكتور ديشتيل ، "لا يمكننا الانتظار إلى حين إيجاد حل لهذه المشكلة، لذا أردنا استخدام الكيمياء في معالجتها وإيجاد حل يمكن للعالم تطبيقه. إن الحل الذي توصلنا إليه مثير لمدى بساطته، مع أنه ما يزال غير معترف به".

وفي الدراسة الجديدة، وجد العلماء أن استهداف "الكيماويات الأبدية" من طريق تسخينها في مادة مُذيبَة هي "ثاني ميثيل السلفوكسيد"، يؤدي إلى "قطع رأس" قسم من جزيئاتها، ولا يبقى منها سوى "أكثر أشكال الفلور مأمونيةً ".

وباستخدام المحاكاة الحاسوبية، اكتشف العلماء أنفسهم أيضاً أن البقايا التي تخلّفت بعد تلك العملية، كانت مشتقات حميدة وغير مضرة.

وكذلك يمكن للباحثين تطبيق التقنية الجديدة بهدف إجراء تفكيك  ناجح لعشرة أحماض كربوكسيلية مشبعة بالفلور ألكيل (PFCAs) وأحماض كربوكسيلية مشبعة بالفلور ألكيل (PFECAs)، بما في ذلك حمض بيرفلورو أوكتانويك (PFOA) وأحد بدائله الشائعة المعروفة باسم GenX، وهما اثنان من أبرز مركبات الكيماويات الأبدية.

ويأمل العلماء في اختبار فاعلية الاستراتيجية الجديدة على أنواع أخرى من هذه الكيماويات في دراسات لاحقة.

"هناك أصناف أخرى ليس فيها نقطة الضعف نفسها، ولكن سيكون لكل منها نقطة ضعفه"، وفق الدكتور ديشتيل، الذي أضاف، "إذا تمكنا من التعرف على نقاط الضعف، فإننا سنتوصل إلى طريقة لتنشيطها من أجل تدمير تلك المواد ".

© The Independent

المزيد من بيئة