Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيلي رايلي: لم أكن ممثلة عفوية بل انطوائية وخجولة جدا

مشاركة الممثلة البريطانية المحبوبة بطولة المسلسل الشهير "يلوستون" مع كيفن كوستنر جعلتها المرأة الأكثر مشاهدة على التلفزيون الأميركي

كان "يلوستون" مجرد محطة أخرى يصدف أنها تحولت إلى عمل ناجح جداً (الصورة مقدمة)

عندما نتعرف للمرة الأولى إلى شخصية مغيرة الشركات [شخص يعمل في الاستيلاء على الأسهم وممتلكات الشركات]، بيث داتون، الصلبة مثل مسمار والحادة مثل دبوس واللئيمة مثل أفعى التي تؤديها كيلي رايلي في المسلسل الشهير "يلوستون" Yellowstone الذي تعرضه شبكة باراماونت، كانت البطلة مستميتة في تنفيذ مهمتها.

تتوعد الرجل الأنيق الذي تتنمر عليه بصوت متماسك: "سأطرد كل موظف لعين... بعد ذلك سأبيع عقود الإيجار الخاصة بك ومعداتك إلى شركة شيفرونChevron  مقابل 30 سنتاً لكل دولار [أقل من ثلث قيمتها]، وستتفرد يا عزيزي بكونك صاحب شركة الحفر [آبار النفط] الوحيدة التي أفلست خلال أكبر طفرة نفطية في القرن الماضي".

طبعاً، لا تدفعنا شخصية مسؤول في شركة نفط إلى كثير من التعاطف، لكن "عزيزي" هذا بدأ تلك الشركة من مرأب منزله. تغرورق عينا الرجل بالدموع عندما أجبرته بيث على قول "شكراً لك" على فضلها في الاستيلاء بشكل عدائي على شركته.

ومع ذلك، هناك شيء من الرقة لا يمكن إنكاره في وريثة تربية المواشي القاتلة التي لعبتها رايلي التي تعزز تلك القسوة الجليدية التي تتمتع بها بيث بمسحة من الكآبة. على الرغم من أننا نادراً ما رأينا بيث تنهار في المواسم الأربعة الأولى من "يلوستون"، إلا أن أداء الممثلة البريطانية الجذاب والمضبوط يبدو أنه يشير دائماً إلى كشف عاطفي وشيك ليست بيث قادرة على بلوغه. استحالة تخيل ممثلة أخرى في الدور تشبه استحالة تخيل كيف انتهى الأمر بطفلة من الطبقة العاملة من ضاحية تشيزينغتون الهادئة في لندن لتكون القلب النابض المتوحش لأكثر عمل تلفزيوني يتمتع بطابع أميركي.

تعترف رايلي البالغة من العمر 45 سنة، من مكان وجودها في ولاية مونتانا حيث تقيم هي وعائلتها أثناء تصوير الموسم الخامس من "يلوستون": "أتذكر أن الرغبة في الحصول على الدور كانت قوية للغاية". لقد مر على احترافها التمثيل أكثر من عقدين عندما انطلق المسلسل عام 2018، ولكن منذ بداية أداءات الاختبار، لا، منذ اللحظة التي انتهت فيها من قراءة نص الحلقة الأولى، كانت بيث تغلغلت في رايلي. تقول: "كانت رغبتي في تجسيدها [غريزية] جداً".

لعبت رايلي للتو أدواراً بارزة أخرى، بما في ذلك فيلم "رحلة جوية" (فلايت) Flight للمخرج روبرت زيميكيس عام 2012 مع دينزل واشنطن، أول دور حصلت عليه بعد انتقالها إلى أميركا في أوائل الثلاثينيات من عمرها. قبل ذلك، لعبت دور كارولين بينغلي في النسخة الصادرة عام 2005 من فيلم "كبرياء وتحامل" Pride & Prejudice من بطولة كييرا نايتلي، وشخصية ماري واتسون في أفلام "شيرلوك هولمز" للمخرج غاي ريتشي. كما شاركت في أعمال تلفزيونية من قبل من بينها ظهور مثير عام 2015 في شخصية الحبيبة العنيدة لرجل العصابات الذي أداه فينس فون ضمن الموسم الثاني من مسلسل "محقق فذ" True Detective. بحسب ما تقول، كانت "فعلياً ممثلة أداء شخصيات" منذ كانت في عمر 16 سنة. تقول رايلي بشكل واقعي مع التطبيق العملي الذي اكتسبته بشق الأنفس من كونها عريقة في عالم الأضواء: "الحصول على هذا الدور كان مجرد عمل آخر... يصدف أنه كان ناجحاً حقاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

علينا القول إنه كان ناجحاً حقاً حقاً حقاً. هذا المسلسل من تأليف تايلور شيريدان، الكاتب المرشح لجائزة الأوسكار عن أعمال ويسترن معاصرة مثل فيلمي "مهما كلف الأمر" Hell or High Water و"ويند ريفر" Wind River، هو المسلسل الذي يحتل المرتبة الأولى على شاشات التلفزيون الأميركية. اجتذبت الحلقة الأخيرة من موسمه الرابع عدداً من المشاهدين الأميركيين فاق أولئك الذين شاهدوا الحلقة الأخيرة من مسلسل "صراع العروش" Game of Thrones.  

تلعب رايلي دور الابنة الوحيدة للبطل الثري في المسلسل، مربي المواشي جون داتون (يؤديه كيفن كوستنر). إنه راعي بقر قليل الكلام، دائماً على وشك خسارة مزرعة العائلة الكبيرة لمصلحة بعض الأعداء المغامرين، من الهنود الأميركيين الأصليين الذين يرغبون في استعادة أراضي الأجداد إلى مطوري العقارات الذين يريدون المزرعة لبناء مجموعة من الشقق الفاخرة.

بقدر ما تحتل السياسة مكاناً مركزياً في سرد القصص في العمل بقدر ما هي غامضة. بناء على ذلك، فإن الحق الوحيد الذي يبدو مهماً هو الحق في الاستمرار في فعل ما كنت تفعله دائماً من دون أن يعترض أحد ما طريقك. صحيح أن شخصية كوستنر هي رجل أبيض مظلوم، لكنك لن تجده بين مناصري ترمب. إنه مجرد رجل يحب أسلوب حياة في طريقه للزوال، وهل هناك شيء أكثر أميركية من ذلك؟

بيث التي تتمتع بخلفية كانتهازية مالية شرسة، هي الشخصية الواقعية السياسية في العمل. إنها تعرف أن الغرب الأميركي القديم [مزرعة كبيرة في البرية] انتهى كنموذج أعمال تجاري. لو كان الأمر بيدها، لقامت بجرف المزرعة من أجل إقامة مدرج مطار. لكنها تعود إلى منزلها في مزرعة العائلة في الموسم الأول لتيسير الشؤون المالية لجميع الرجال المحكوم عليهم بالفشل في حياتها، بمن فيهم شقيقها الغافل "كايس" (الممثل لوك غرايمز)، وشريكها الذي تثق به، راعي بقر يدعى ريب (الممثل كول هوزر)، ووالدها، رجل ملتزم بالاحتراق بلهيب الرجولة.

تقول رايلي في محاولة لشرح الدور الذي تسميه "أحد أعظم" أدوارها على الإطلاق: "أنا بالتأكيد لم أر هذا النوع من الشخصيات على شاشة التلفزيون. أجدها أكثر في المسرحيات، كتلك النساء الهائلات مثل ميديا ​​أو ليدي ماكبث". إنها تتحدث عن بيث بالتحفظ ذاته الذي توليه لصديقة مقربة: إنها حريصة على عدم الحكم عليها وتسرع في تبرير أخطائها. تضيف "كان هناك أمر مؤثر وقوي ومرعب فيها".

ولكن ربما كانت الميزة التي حظيت بأقل نسبة من الاهتمام في هذا الدور هي أنه كان حجة لقضاء خمسة أشهر سنوياً في وادي بترووت في مونتانا، وممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة وركوب الخيل بين جبال روكي العظيمة وغابات جبال الزفير. تضيف: "كل ما تعلق بهذا العمل ينشد منك القول ’نعم، يا حبذا‘".

على الرغم من مسيرتها الطويلة في السينما والتلفزيون، فإن المسرح هو الأقرب إلى قلب رايلي. كانت طالبة في الـ14 من العمر في مدرسة محلية عندما قام اثنان من مدرسي الدراما، باربرا وفيل تونغ اللذين سيقومان في ما بعد بتعليم الممثل أندرو غارفيلد أيضاً، بتعريفها بأسماء مثل تشيخوف وستانيسلافسكي. اصطحب الزوجان رايلي لمشاهدة مسرحيات في لندن، بما في ذلك المسرحية الدرامية للمخرج توني كوشنير عن الإيدز "ملائكة في أميركا" Angels in America بجزئيها الممتدين على مدار سبع ساعات على خشبة المسرح الوطني.

تخبرني رايلي مستحضرة شعور المرء بأن يغرم بشيء ما للمرة الأولى وهو في سن شابة: "أتذكر أنني كنت متوترة جداً". شاهدت مسرحية "طائر النورس" The Seagull من بطولة جودي دينش وبيل ناي، رأت أداء جون تورتورو في القصة الرمزية النازية لـبريخت "الصعود المقاوم لأرتورو أوي"The Resistible Rise of Arturo Ui. يمكنها استعراض أسماء المسرحيات والمسارح والممثلين الذين شاهدتهم قبل حوالى 30 عاماً كما لو كانت وضعت قائمة بها أمامها. تقول: "أتذكر ببساطة شعوري بأنني كنت مفعمة بالحياة جداً".

تضيف أن الممثلين المسرحيين أصبحوا أبطالاً بالنسبة إليها، "وما زالوا كذلك". لكن رايلي نفسها لم تتمكن أبداً من دخول مدرسة الدراما، وهو أمر كانت تسعى إليه حتى تكرم الزوجان تونغ بدفع رسوم الالتحاق ببرنامج صيفي في الجامعة. تتذكر رايلي: "لم أحبه... كان المشتركون فيه من الأطفال شديدي الثراء الذين قرروا أنهم يريدون أن يصبحوا ممثلين بين عشية وضحاها". لذلك، شرعت في البحث عن عمل بدلاً من ارتياد مدرسة الدراما.

تعتبر لحظة "الاكتشاف" من الكليشيهات المستخدمة عندما نسرد قصص تشكل النجوم الكبار، لكن تلك اللحظة بالنسبة إلى رايلي واضحة أكثر بكثير مقارنة بغيرها. كانت لا تزال في الـ16 من العمر، عندما كتبت رسالة إلى امرأة تدير عروضاً للممثلين في حانة قبالة محطة مترو "توتنهام كورت رود"، تسأل فيها عما إذا كان بإمكانها، رجاء، أداء مونولوغ [أداء مسرحي فردي]. كان مدير اختيار الممثلين في مسلسل "المشتبه فيه الرئيس" Prime Suspect من بين الحضور، وقدم لها دوراً صغيراً مع هيلين ميرين. لم يسبق لها أن وقفت أمام الكاميرا حتى.

تشير رايلي "لم أكن مؤدية عفوية... كنت انطوائية جداً وخجولة جداً". توضح لي أن الجرأة المطلوبة لإرسال تلك الرسالة لم تأت من النضج المبكر، ولكن من اليأس، تقول: "لقد جاءت من حاجة بحتة فقط، أردت حقاً أن أصبح ممثلة. أردت حقاً أن يكون التمثيل هو حياتي".

وهذا ما حدث. في سن الـ18، كانت تشارك في مسرحية تلو الأخرى في لندن. في عمر الـ26، رشحت لجائزة أوليفييه عن دورها في مسرحية " بعد الآنسة جولي" After Miss Julie، وهو ترشيح سيتكرر بعد ثلاثة أعوام عندما شاركت في مسرحية "عطيل" Othello. كانت هناك سنوات صعبة أيضاً وفترات من البطالة، لكن رايلي تقول إنها بحلول عامها الـ30 كانت منهكة بسبب الشخصيات النسائية المأساوية مثل ديسديمونا والآنسة جولي وإرينا التعيسة، أصغر الشقيقات بروزوروف في مسرحية "ثلاث شقيقات" لأنطون تشيخوف. توضح: "لم أكن في تلك المرحلة أعرف حقاً كيف أفصل نفسي عن الشخصيات التي كنت ألعبها".

لذلك، ابتعدت من المسرح. انتقلت رايلي إلى نيويورك لتكتشف كيف تكون سعيدة مرة أخرى، وفي غضون عام حصلت على دور سينمائي مع دينزل واشنطن (عندما كان في قمة ألقه المهني) والتقت بالرجل الذي سيصبح زوجها لاحقاً، كايل بوغر الذي يعمل الآن منتجاً تنفيذياً مشاركاً في مسلسل "1883"، وهو عمل بريكويل [عمل تجري الأحداث فيه قبل زمن العمل الأصلي] تتفرع أحداثه عن مسلسل "يلوستون".

ويقسم الزوجان وقتهما بين ساوثهامبتون في لونغ آيلاند ضواحي نيويورك حيث نشأ بوغر، وفي بيت ريفي عمره 300 سنة بالقرب من ساوث داون في المملكة المتحدة، وبيغ سكاي كانتري حيث تقضي رايلي أيامها في السجال مع كيفن كوستنر. تقول: "لقد أصبح هذا بيتاً ثالثاً".

وأصبح كوستنر، الرجل الذي كانت رايلي تشاهد أفلامه أثناء نشأتها، مثل "الرقص مع الذئاب" Dances with Wolves و"الحارس الشخصي" The Bodyguard و"ثور دورهام"Bull Durham، الشريك الرئيس في حياتها المهنية حتى الآن. توضح: "قلت لكيفن منذ فترة ’لم أعمل أبداً مع ممثل واحد بقدر ما عملنا معاً‘".

كما أنها لم ترتبط بعلاقة طويلة مثل هذه بشخصية تؤديها. لقد عانت بيث المضطربة التي لا ترحم ما يكفي من الصدمات لتغذية ذلك النوع من التراجيديا اليونانية التي كانت رايلي مهووسة بها كممثلة مسرحية مراهقة. لقد شهدت بيث وفاة والدتها في حادث ركوب خيل عندما كانت طفلة. وفي مراهقتها، خضعت لعملية تعقيم في عيادة طبية قبلية محلية زارتها لإجراء عملية إجهاض، وهي ممارسة معروف أن النساء اللواتي يزرن العيادات التي تديرها الحكومة الفيدرالية في المحميات الهندية يخضعن لها. وفي الموسم الثاني، كانت ضحية محاولة اغتصاب وقتل.

إنه دور مرهق من الناحية العاطفية، لكن رايلي لم تعد في العشرينيات من عمرها. تقول الممثلة عن بيث: "هناك أيام أثناء تأديتي شخصيتها، حيث أحبها وأعجب بها، وأحسدها... هناك أيام أخرى أشعر فيها بالاشمئزاز منها... عليّ فقط أن أتذكر أن هذا عمل خيالي محض وهو مبالغ فيه. أنا لست هي، وهي ليست أنا".

إضافة إلى ذلك، لقد أعطت بيث رايلي فرصة لعب شخصية نادراً ما نراها مكتوبة للنساء: الابن المخلص والجندي الشجاع. ولأن اليد اليمنى لـجون داتون هي امرأة تتسبب بصدمات بالمقدار ذاته الذي تتحمله. لقد كانت وراء اعتقال حبيبة والدها، إنها تبتز شقيقها. بحق الجحيم، كادت تقتل رجلاً. تقول رايلي: "هناك أمر مريح حقاً في رؤية امرأة لا تشعر أبداً بالأسف حيال ذلك... يستطيع الرجال فعل ذلك دائماً في الأعمال الخيالية. إنهم الأبطال. لكن عندما تقوم امرأة بذلك، فهي حقيرة ببساطة أو عاهرة أو أياً كانت. وأنا لا أراها هكذا. أراها مختلفة تماماً كما أرى نفسي وأرى معظم صديقاتي. وهذا هو الجانب المثير للاهتمام بالنسبة لي".

من السهل تصديق رايلي التي نادراً ما تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي ونادراً ما تناقش حياتها الخاصة، عندما تقول إنها لم ترغب أبداً في أن تصبح مشهورة. قالت لي "لم أكن أبداً مهتمة بالشهرة، أو أي شيء من هذا القبيل". غالباً كانت جاذبية التمثيل عكس ذلك تقريباً، تقول "كان الهدف أن أغرق في العمل وأكون ممثلة مسرحية".

إذاً ماذا ستفعل مع معضلتها الحالية؟ فهي تعد الممثلة الإنجليزية ذات الشعر الأحمر مثل غروب الشمس وعينين رماديتين مخضرتين حرفياً المرأة الأكثر مشاهدة على التلفزيون الأميركي. هذه هي ذروتها.

من الغريب، مع ذلك، أنني عندما سألتها عن خطتها عندما يصل مسلسل "يلوستون" إلى نهايته في يوم من الأيام، كشفت رايلي أنها مصممة على العودة إلى إنجلترا، المكان الأخير الذي عاشت فيه قبل أن تصبح معروفة للجميع، تقول ضاحكة: "أول مكان سأمكث فيه لستة أشهر هو حديقتي... بعد ذلك، أود العودة إلى لندن والمشاركة في مسرحية".

يمكن مشاهدة المواسم الثلاثة الأولى من مسلسل "يلوستون" في المملكة المتحدة عبر منصة باراماونت بلس، بينما تتم حالياً إضافة حلقات الموسم الرابع أسبوعياً كل يوم أربعاء.

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 27 أغسطس 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من سينما