Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البحرية الإريترية تصطاد الصيادين اليمنيين

اشتكى عدد من المواطنين من معاملة سيئة وأشغال شاقة وسجن لفترات طويلة يتعرض لها المعتقلون في أسمرة

أصبح نشاط الصيد في البحر الأحمر يشكل خطراً على حياة الصيادين اليمنيين وسلامتهم، فبينما تدور حرب على امتداد الجغرافيا اليمنية تدور حرب أخرى في الجزر والسواحل والمياه الدولية، بطلها السلطات البحرية الإريترية وضحاياها الآلاف من الصيادين اليمنيين. 

على شواطئ الحديدة الواقعة على البحر الأحمر الممتدة من ميناء الحديدة وصولاً إلى باب المندب، يتعرض الآلاف من الصيادين للمطاردة من قبل السلطات البحرية للدولة الأفريقية المشاطئة ومن ثم الاعتقال بتهم متعلقة بانتهاك سيادة المياه البحرية للدولة الأفريقية.

واتهم بعضهم البحرية بسجنهم لفترات طويلة، إضافة إلى المعاملة القاسية التي يتلقونها في السجون ومصادرة قوارب صيدهم. 

سجن لسنوات طويلة

 يقول الصياد سلطان عبده حسن، وهو أحد أبناء الحديدة، إنه في أحد الأيام  أثناء دخوله البحر "هاجمتنا البحرية الإريترية وأخذتنا إلى أحد المراكز البحرية، وبعد ثلاثة أيام جاء إلينا مسؤول المركز البحري ووجه بسجننا لمدة عام".

وأضاف "لكن بعد ثلاثة أيام نقلنا إلى إحدى المزارع المملوكة لقيادي عسكري في البحرية الإريترية، وجعلنا نعمل في مزرعته في رعي الأغنام ورفع مخلفاتها، وأيضاً القيام بمهمات تنظيف الأحواش والبيوت التابعة لأشخاص إريتريين واستمرينا في القيام بذلك لمدة عام".

ولم ترد السلطات في أسمرة على طلب "اندبندنت عربية" التعليق على التهم، وسينشر التعليق فور وروده.

كرامة الصيادين اليمنيين منتهكة 

ويسرد سلطان وهو محتجز سابق من قبل السلطات البحرية الإريترية، "عندما يقول إليهم أحد المحتجزين إنه ليس لديه القدرة على العمل يقومون بضربه مباشرة، وعندما يعملون على إيقاضه من النوم ينهالون عليه بالضرب واللطم في الوجه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يؤكد سلطان أنه قضى عاماً كاملاً في سجن سلطات البحرية الإريترية تلقى فيها أصناف العذاب والتعسف "سنة كاملة في السجن وعوائلنا وأسرنا مشردة معذبة لا ندري كيف وضعهم ولم يسمحوا لنا حتى بالاتصال بهم".

ويقول أيضاً "قضيت شهرين أطالبهم أن اتصل لأطمئن أهلي وأتطمن عليهم لكن لا فائدة".

الصيادون اليمنيون فقط 

يتحسر سلطان وهو يؤكد أنه لم ير سوى اليمنيين في تلك المعتقلات، مضيفاً "كان عددهم قرابة الـ500 صياد محتجز كلهم من اليمنيين".

وناشد وزير الثروة السمكية اليمنية والسلطات أن يلتفتوا إلى أوضاع الصيادين ومعاناتهم والنظر إليهم بعين الرحمة.

واجبات من دون حقوق 

يقول سلطان، "تذهب إلى البحر للصيد عبر الحديدة، لتعود وتجد السلطات أمامك تطالبك بحق الدولة من رسوم وضرائب، لكن عندما تقع في الأسر لدى الإريتريين لا تجد دولة ولا حكومة".

وتخضع مدينة الحديدة لسيطرة الميليشيات الحوثية التي تتولى مهمة إدارتها وتأمينها.

يوم الفرج 

ويحكي سلطان عبده حكاية خروجه من الأسر، قائلاً "يوم الترحيل أخرجونا ثلاثين شخصاً فوق زورق بحري لا يسع حتى سبعة أشخاص، وحملونا واحداً فوق الآخر، لكننا كنا سعيدين لأننا نخرج من تلك السجون الموحشة ونتخلص من المعاناة التي كنا فيها حتى ولو سباحة".

من جانبه، يقول خالد زرنوقي، وهو يدير جمعية محلية تعنى بوضع الصيادين في بلدة الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة، "كانت البحرية الإريترية تحتجز الصيادين ليوم واحد فقط وتقوم بإطلاق سراحهم ثاني يوم بعد مصادرة ممتلكاتهم، لكن منذ عامين تستخدم السلطات البحرية الإريترية الحجز الطويل من عام كامل مع الأعمال الشاقة".

وقال زرنوقي إن عدد الصيادين المحتجزين من بلدته الخوخة خلال 20 يوماً بلغ 97 صياداً.  

وأضاف "عدد قوارب الصيد التي صادرتها القوات الإريترية من بلدة الخوخة في العام الجاري بلغت 63 قارب صيد مع محركاتها وجميع أدوات الاصطياد"، أما العام الماضي "فبلغت 75 قارب صيد، والعام الذي سبقه 96 قارباً".

وعن الأسباب التي تدفع القوات البحرية الإريترية إلى احتجازهم ومصادرة قواربهم "بعض الصيادين يخترقون المياه الإريترية ويعتقلون بسبب ذلك"، ويضيف بخصوص الاعتقالات التي تتم في المياه اليمنية "تقوم البحرية بملاحقتهم أحياناً حتى داخل المياه اليمنية واعتقالهم من هناك".

ويقع الخلاف في بعض الأحيان في مياه جزيرة حنيش اليمنية المتنازع عليها، إذ يسمح الاتفاق الدولي بممارسة الصيد لجميع الصيادين في البلدين.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي