Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عين باكستان على القمح الروسي لتعويض المحاصيل التي ضربتها الفيضانات 

إسلام آباد تؤكد إنه يمكنها الشراء من دون انتهاك العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب حرب أوكرانيا

يعتقد رئيس الوزراء الباكستاني أن بإمكان البلاد شراء القمح الروسي من دون انتهاك العقوبات الغربية (أ ف ب)

قالت باكستان، إنها تجري محادثات مع روسيا بشأن استيراد القمح، في الوقت الذي تكافح فيه لتعويض المحاصيل ومخزونات المواد الغذائية التي جرفتها الفيضانات العارمة التي أودت بحياة أكثر من 1100 شخص. 

وناشد رئيس الوزراء شهباز شريف العالم تقديم المزيد من المساعدة لباكستان، قائلا إن هناك "فجوة كبيرة" بين المساعدات الموعودة حتى الآن وحجم الكارثة. 

وتأثر أكثر من 30 مليون شخص، أو نحو 15 في المئة من السكان، وتقدر البلاد أنها بحاجة إلى مليار دولار من المساعدات لجهود الإغاثة الفورية وحدها. وقال شريف، إن باكستان بحاجة ماسة إلى الغذاء والأدوية ومياه الشرب والخيام والناموسيات. 

وقال رئيس الوزراء الباكستاني، إنه يعتقد أن بإمكان البلاد شراء القمح الروسي من دون انتهاك العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو بسبب غزوها أوكرانيا هذا العام. 

وقال شريف في إفادة صحافية، "لدينا عرض منهم ونحن نتفاوض". وأضاف: "علينا أن نملأ بطون شعبنا".

وقالت الولايات المتحدة، الثلاثاء، إنها ستقدم 30 مليون دولار من المساعدات الإنسانية لباكستان، بما في ذلك الغذاء والمياه الصالحة للشرب واحتياجات الصرف الصحي. وقالت سفارة الولايات المتحدة في إسلام آباد: "هذا الدعم سينقذ الأرواح ويقلل من المعاناة بين المجتمعات الأكثر تضرراً". وتسعى واشنطن وبرنامج الغذاء العالمي أيضاً إلى شراء القمح الأوكراني، الذي تم إرساله كمساعدات إلى أماكن أخرى في العالم النامي. 

تضرر 3.6 مليون فدان 

وتضرر نحو 3.6 مليون فدان من الأراضي المزروعة بالفيضانات، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة. وتم القضاء على المحاصيل التي لم يتم قطفها بعد في جزء من البلاد، خصوصاً في مقاطعة السند الجنوبية الشرقية الأكثر تضرراً. ويقول مسؤولون، إن كثيراً من الناس رأوا أيضاً مخازن القمح الخاصة بهم على مدار العام تلاشت بسبب الفيضانات في قراهم ومنازلهم. 

من جانبه، طرح وزير المالية الباكستاني مفتاح إسماعيل هذا الأسبوع فكرة السماح ببعض تجارة الخضراوات من الهند المعادية، للمساعدة في الضربة المتوقعة لإمدادات الغذاء. 

وقالت إسلام آباد، إن تغير المناخ الناجم عن الصناعة وأنماط الحياة في البلدان الغنية أسهم في كارثة الرياح الموسمية هذا العام. وشهدت البلاد ثلاثة أضعاف معدل هطول الأمطار المعتاد في موسم الرياح الموسمية السنوي، الذي بدأ في يونيو (حزيران). ويقول المسؤولون في باكستان إنه يجب على الدول المتقدمة أن تقدم المساعدة لبلادهم لأنها تنتج أقل من واحد في المئة من انبعاثات الكربون في العالم. 

في حين أن الأمر قد يستغرق شهوراً لدراسة الدرجة التي تشكلت بها ظاهرة مثل فيضانات هذا الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ويتفق العلماء عموماً على أن زيادة الرطوبة الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن تسبب هطول أمطار أكثر كثافة. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبها أطلقت الأمم المتحدة نداء طارئاً لجمع 160 مليون دولار للإغاثة من الفيضانات لباكستان الثلاثاء. وكان الاقتصاد الباكستاني هشاً بالفعل، وقد وافق صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع على خطة إنقاذ تفاوضت عليها البلاد قبل الفيضانات، التي تسببت في خسائر اقتصادية لا تقل عن 10 مليارات دولار، بحسب ما قال مسؤولون. 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة فيديو، الثلاثاء: "حجم الاحتياجات يرتفع مثل مياه الفيضانات"، محذراً من أن أحداث الطقس المتطرفة ستصبح أكثر شيوعاً، ووصف جنوب آسيا بأنها "واحدة من النقاط الساخنة لأزمة المناخ العالمية في العالم".

ولم يبق سوى شهر واحد قبل أن يحين موعد زراعة محصول القمح التالي في إقليم السند. ويقول المسؤولون، إنه مع غرق جزء كبير من الإقليم بالمياه، يبدو ذلك صعباً. حيث إن الإقليم مستوٍ وعلى مستوى سطح البحر، مما يعني أن المياه لا تتبدد، كما يقولون. 

وقالت وزيرة التغير المناخي شيري رحمن، "المياه لا تمتص في باطن الأرض". وأضافت: "أين سيجري تصريف الماء؟ إنه مثل المحيط في كل مكان". 

وبدأت الرحلات الجوية التي تحمل مساعدات إلى باكستان في الوصول هذا الأسبوع، بما في ذلك من تركيا والإمارات والصين. 

وأعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن تعاطفه مع خسائر باكستان. 

 

وكتب مودي على "تويتر"، في وقت متأخر من الإثنين، "نقدم تعازينا القلبية لأسر الضحايا والمصابين وجميع المتضررين من هذه الكارثة الطبيعية ونأمل استعادة الحياة الطبيعية في وقت مبكر". 

لكن مودي لم يقل ما إذا كانت الهند تفكر في إرسال مساعدات. وسيكون عرض المساعدة أو إرسالها أولاً من حكومة حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم. وكانت العلاقات بين الخصمين قد أصبحت أكثر برودة منذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا إلى السلطة في عام 2014. ولم يرد مكتب مودي ووزارة الخارجية الهندية على طلبات التعليق من "وول ستريت جورنال". 

رياح معاكسة 

وجاءت الرياح الموسمية في وقت مبكر من باكستان هذا العام، وبدلاً من أن تهبط كالمعتاد في الغالب في شمال البلاد، ضربت أولاً مقاطعة بلوشستان الجنوبية الغربية ثم السند، على حد قول الفريق أختار نواز، رئيس إدارة سلطة الكوارث الوطنية الباكستانية.

وقال اللفتنانت جنرال نواز، إن التوقعات تشير إلى أن هطول الأمطار سيكون بنحو 25 إلى 30 في المئة أكثر من المعتاد. وقال مسؤولون باكستانيون، إن هطول الأمطار في المناطق الأكثر تضرراً منذ منتصف يونيو (حزيران) بلغ ستة أضعاف متوسط ​​30 عاماً. وقال الفريق نواز: "هذا شيء لم نفكر فيه ولم نختبره من قبل".