Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صحافيون سودانيون يشكلون نقابتهم بعد 33 عاما من القهر

ترشح امرأة للمرة الأولى على مقعد النقيب وأبو إدريس يفوز ويتعهد باستعادة البريق

أثناء انتظار عدد من الصحافيين لإعلان نتيجة انتخابات نقابة الصحفيين السودانية (حسن حامد).

عرف السودان العمل النقابي منذ مطلع القرن العشرين، تحديداً عام 1908، عندما أعلن عمال مناشير الغابات في عهد الاستعمار الإضراب للمطالبة بتحسين الأجور وبيئة العمل، بينما تأسست الهيئة النقابية الأولى لعمال سكك الحديد في 1947 ونالت شرعيتها عام 1948، فساعدت في تغيير الأنظمة الشمولية مما جعلها مستهدفة.

نقابة الصحافيين

ألف صحافي من مختلف أنحاء السودان يعملون في وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية، شاركوا في عملية التصويت لاختيار نقيب للصحافيين في انتخابات تجرى للمرة الأولى منذ 33 عاماً بعد انقلاب عمر البشير عام 1989.

هذه المرة استطاع جموع الصحافيين انتخاب رئيس يمثلهم ويعبر عنهم عبر صناديق الاقتراع، وعلى الرغم من سعي عدد كبير من صحافيي النظام السابق للطعن والتشكيك في هذه العملية، إلا أنها تمت في أجواء تسودها الديمقراطية.

الصحافي والمحلل السياسي عباس محمد قال لـ"اندبندنت عربية" إن "الصحافة السودانية لعبت منذ عقود أدواراً مهمة في دعم الديمقراطية والمطالبة بترسيخها"، مضيفاً أن "انتظام الصحافيين في انتخابات النقابة ليس فعلاً مدهشاً، بل هو حصاد لزرع أعوام عاشت خلالها الصحافة كبقية القطاعات في بلدنا، سنوات من القهر والتسلط بفعل النظام الديكتاتوري البائد الذي أسقطته ثورة ديسمبر (كانون الأول)، بينما قطع انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) الطريق على الانتقال الديمقراطي"، واعتبر أن "خطوة الصحافيين أتت لتكون أساساً يبعث على الأمل في بقية القطاعات لتنظيم نفسها، وأمام النقابة طريق شاق ومهمات كبيرة تبدأ بترتيب البيت الداخلي للصحافيين لاستعادة بريق المهنة المنزوي والحقوق الضائعة للمشتغلين فيها ووقف التعدي السلطوي، إلى جانب مهمات على المستوى الوطني تتمثل في الدفاع عن الديمقراطية وإعادة مسار الانتقال ومناهضة الانقلاب العسكري وسلطة الأمر الواقع الحالية".

وعن العقبات التي قد تواجه النقابة، قال عباس إن "طريق النقابة لن يكون سهلاً، لكن الصحافيين بمختلف تكتلاتهم على علم باللحظة التاريخية ودورهم المنتظر، مما يجعل هذه الدورة الحالية تأسيسية بعد 33 عاماً من الغياب وليست تنافسية".

إعلان النتيجة

أعلن رئيس لجنة الانتخابات فيصل محمد صالح، الإثنين الـ29 من أغسطس (آب)، فوز الصحافي عبدالمنعم أبو إدريس بمنصب نقيب الصحافيين، وذلك عقب حصوله على 502 صوت من جملة 659 صوتاً صحيحاً، 63 منها إلكترونياً، بحيث تنافس على المنصب سبعة مرشحين من ثلاث قوائم بينهم سيدتان وعدد من المستقلين، فيما تنافس 110 صحافيين على عضوية مجلس النقابة.

ونال مرشح شبكة الصحافيين أيمن سنجراب 158 صوتاً، بينما حصلت مرشحة التحالف المهني ميسرة عيسى سالم على 101 صوت، فيما حازت المرشحة المستقلة درة قمبو 86 صوتاً.

وقال نقيب الصحافيين عبدالمنعم أبو إدريس لـ"اندبندنت عربية" إن "الرؤية لمستقبل الصحافة ترتكز على ترسيخ مبدأ حرية التعبير والسعي لإزالة أية قيود تقف أمامها وإن الحصول على المعلومة حق إنساني".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن أهداف النقابة، أوضح أبو إدريس "يجب تدريب الصحافيين والصحافيات عبر إقامة شراكات مع مؤسسات دولية وإقليمية تتيح لمنسوبي الصحافة السودانية، ومعظمهم شباب أقل من 30 سنة، إثراء خبراتهم بتجارب من مختلف المدارس".

أما عن برنامج النقابة، فشرح "يقوم على محاور عدة، أولها وطني يتمثل في دعم التحول المدني الديمقراطي، وثانيها مهني بإصلاح البيئة للعمل الصحافي وتعديل القوانين، وعلى مستوى النقابة إكمال تأسيس هياكلها وإيجاد دار لأنشطتها. وهناك محور آخر يرتبط بحماية الأعضاء من الانتهاكات والدفاع عن حقوقهم".

رفض الانتخابات

قابل صحافيو نظام البشير انتخابات نقابة الصحافيين بالرفض واعتبروها غير شرعية، ودعا حينها مجلس الصحافة والمطبوعات السلطات لمنع إجرائها، وقال عبدالعظيم عوض، الأمين العام للمجلس إن "إجراء الانتخابات باطل وغير شرعي"، وأضاف في مؤتمر صحافي عقده المجلس الأربعاء الماضي بالخرطوم أن "القائمين على أمر النقابة تجاوزوا المجلس باعتباره المعني بمهنة الصحافة ومنسوبيها، وهناك قرار مسجل بشأن تنظيمات العمل يقول إنه مخالف لقانون 2010".

وتابع أن "قانون منظمة العمل الدولية غير ملزم للدولة المعنية حال تعارضه مع قوانينها"، متهماً جهات سياسية لم يسمها بالسعي للاستقطاب بعيداً من هموم الصحافيين وقضاياهم".

مشاركة النساء

كان حضور المرأة بارزاً سواء بالتصويت أو الانتخاب، وتعتبر هذه المرة الأولى التي تشهد ترشح صحافيات لمنصب النقيب منذ ظهور الصحافة السودانية.

وقالت درة قمبو التي فازت بعضوية المجلس بحصولها على 86 صوتاً في صفحتها بـ"فيسبوك" إن ترشحها جاء "من أجل دور وطني للصحافيين ومن أجل وضع عادل ومنصف للعاملين في المهنة ومن أجل حقوق الإذاعيين والتلفزيونيين"، وأضافت أن "الترشح جاء لتعزيز دور المرأة في المجتمع والعمل العام، بخاصة العمل النقابي، لا سيما أن نقابة الصحافيين السودانيين تعود بعد غياب استمر لـ30 عاماً بسبب انقلاب 30 يونيو (حزيران) 1989 وسيطرة منسوبي نظام الإنقاذ على النقابات والاتحادات المهنية وحلها عقب استيلائهم على السلطة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي