Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ليز تراس تخاطر بتكرار أخطاء جونسون في خيارات التعيينات الحكومية

تتجه المرشحة الأوفر حظاً لرئاسة الوزراء لإحاطة نفسها بموالين متحمسين

تراس تريد حكومة بلون واحد وتختارها بمعايير أيديولوجية (أ ف ب)

عندما جمعت ليز تراس مساعدين موثوقين في البيت الريفي الضخم لوزير الخارجية [تشيفنينغ] في مقاطعة كنت، لم يكن الهدف هو مناقشة سبل الفوز بانتخابات زعامة حزب المحافظين، فهذا أمر هم واثقون من إنجازه، بل كان الغرض هو وضع مسودة أولية بأسماء من ستختارهم المرشحة الأوفر حظاً في أن تكون رئيسة الوزراء المقبلة، للجلوس حولها إلى طاولة مجلس وزرائها، وهو أمر يشتمل على اتخاذ قرار حاسم حول نوع الحكومة التي ستقودها.

وكان بوريس جونسون قد اتخذ خياره قبل ثلاثة أعوام في ظروف مطابقة لهذه، وتمثل في التوجه إلى حلفائه الأكثر ولاء، ولا سيما أعضاء حزب "المحافظين" من أنصار "بريكست" المتطرف [الانسحاب من الاتحاد الأوروبي والسوق الموحدة والاتحاد الجمركي]، ولم يكن ذلك ناجحاً.

كان هناك نوع من عدم التصديق حول عودة بريتي باتل  [إلى البروز] التي سبق أن تورطت في فضيحة [اضطرت إلى الاستقالة من حكومة تيريزا ماي بسبب خرق الميثاق الوزاري في عام 2017] وزيرة للداخلية، وغافين وليامسون ليحمل حقيبة التعليم، وكان جاكوب ريس موغ ذي الشخصية المستقلة زعيماً للمحافظين في مجلس العموم.

كانت أصوات المعتدلين من تيار "الأمة الواحدة" One Nation في حزب المحافظين [تيار وسطي محافظ لكنه أكثر "يسارية" اقتصادياً، إذ يؤمن بضرورة الإنفاق الحكومي لدعم التجانس الاجتماعي، من دون التخلي عن الفوارق الطبقية] غائبة [غير ممثلة]، وهو ما برز مع تعيين نادين دوريس وزيرة للثقافة، في خطوة تمثل انتصاراً حقيقياً للزمالة على الموهبة.

وبعد مرور ثلاث سنوات [على خيارات جونسون تلك]، تفيد الهمسات التي تسربت من ذلك الاجتماع في بيت تشيفنينغ الريفي الفاخر، بأن تراس تريد أيضاً الحفاظ على صفاء [تجانس] حكومتها أيديولوجياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في خضم أزمة اقتصادية، تعتبر العلاقة الوثيقة مع وزير المالية أكثر أهمية من أي وقت مضى، ولهذا فليس من المستغرب أن يستعد وزير الأعمال والحليف القديم كواسي كوارتينغ لتسلم هذا المنصب.

غير أن كثيرين سيصارعون من أجل أن يفهموا سبب الاختيار المرجح لسويلا برافرمان وزيرة للداخلية، وهي المدعية العامة التي كانت وراء النصيحة القانونية المريبة بشأن بروتوكول إيرلندا الشمالية، هل يعني هذا أن تكون تراس حريصة على تعيين شخصية مقاتلة أكثر التزاماً [بهذه الحرب] في وزارة الداخلية حتى من باتيل، التي اقترب دورها على نهايته؟

ولا بد أن يكون الإيحاء بأن جاكوب ريس موغ سيكون الوزير المكلف ملف تحسين مستوى المعيشة هو عبارة عن دعابة ما، هذا ما لم ترغب تراس بالقضاء على الفكرة عن بكرة أبيها، لكن من المؤكد أن موغ الذي يعتبر من غلاة أنصار بريكست سيحصل على واحدة من الوظائف الرفيعة.

الأكثر غرابة لن يكون فقط عودة إيان دانكان سميث بعد إطاحته من زعامة الحزب من عقدين تقريباً، بل أيضاً عودة جون ريدوورد بعد غياب دام 27 عاماً عن المراكز الأمامية.

يشير هذا كله إلى تصميم الزعيمة الجديدة على إحاطة نفسها بمحافظين من أنصار الضرائب المنخفضة ومكافحة النظم واقتصاد السوق، وذلك بعد حملة انتخابية ثابرت على التعبد لإنجازات عهد مارغريت تاتشر.

غير أن هذا ليس عام 1979، وتراس ستدخل 10 داونينغ ستريت خلال أزمة اقتصادية، تحتاج فيها إلى اتخاذ قرارات بالغة الأهمية وغير شعبية من شأنها أن تنسف أي آمال بتمتعها بشهر عسل [في رئاسة الوزراء].

علاوة على ذلك، ستكون أول زعيمة مقبلة لا تتمتع بدعم معظم نواب حزبها، إذ أيدها 50 نائباً محافظاً فقط في الجولة الأولى من الانتخابات.

وسوف يتربص بها أعداء أقوياء على المقاعد الخلفية للبرلمان [نواب الحزب الذين لا يؤدون أية وظائف حكومية]، منهم مايكل غوف وريشي سوناك، وربما حتى جونسون باعتباره يحلم بالعودة. سيكون من الحكمة ألا تضيف إليهم أعداء جدداً.

نشر في اندبندنت بتاريخ 28 أغسطس 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء