Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الهجمات السيبرانية تحدث فوضى عارمة في المستشفيات البريطانية

أدى فقدان سجلات المرضى بعد انقطاع الخدمة إلى وصف جرعات دوائية خاطئة

تم تحذير كافة المؤسسات البريطانية بتعزيز دفاعاتها الرقمية جراء الحوادث السيبرانية "الخبيثة" في أوكرانيا (غيتي)

علمت "اندبندنت" أن مستشفيات قد تستغرق أكثر من عام لكي تستعيد أنظمة تسجيل المرضى لديها عقب الهجوم السيبراني الأخير على أنظمة الهيئة الوطنية للخدمات الصحية (NHS).

ومن المرجح أن تحتاج المستشفيات المتضررة إلى أسبوعين لاستعادة أنظمتها عن كل يوم يمر من دون إيجاد حل لهذا الوضع، وذلك وفقاً لمصادر داخل الهيئة الوطنية للخدمات الصحية.

وكانت خدمة 111 الخاصة بالهيئة [خدمة الاستشارة الطبية عبر الهاتف] وكذلك خدمات الصحة النفسية والمجتمع في كافة أنحاء البلاد قد عانت من انقطاع في العديد من الأنظمة التي تستخدمها الهيئة بما في ذلك نظام (Carenotes) الذي يستخدم لحفظ سجلات وملفات المرضى، وذلك بعد الهجوم الذي تعرضت له شركة (Advanced) التي تزود الهيئة بخدمات البرمجيات في الخامس من أغسطس (آب) الجاري.

وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع، لا يزال هذا العطل مستمراً ولم يتم استعادة نظام (Carenotes) حتى الآن. ففي الـ17 من الشهر الجاري جرى إخبار العاملين في مستشفى برمنغهام أن عملية استعادة الملفات قد تستغرق خمسة أسابيع أخرى.

وذكرت مصادر لـ"اندبندنت" أنه من المحتمل أن يستغرق الأمر أسبوعين عن كل يوم يستمر فيه التعطيل، وذلك لتحميل معلومات المرضى مرة أخرى بمجرد عودة نظام (Carenotes) إلى العمل، مما يعني أن الاستعادة الكاملة لهذه المعلومات قد تستغرق أكثر من عام.

وقد أُثيرت مخاوف بشأن سلامة المرضى جراء عدم تمكن العاملين في وحدات الصحة النفسية والمجتمع من الوصول إلى سجلات المرضى لديهم عقب هذا الاختراق.

وبحسب معلومات "اندبندنت" فإن هناك وقائع حدثت بالفعل حيث لم يتم إعطاء المرضى جرعة الدواء الصحيحة لأن الموظفين لم يتمكنوا من إيجاد الملفات الخاصة بهم. وقد ذكر أحد المصادر:  "إنها فوضى عارمة... كانت هنالك حوادث جرى خلالها إعطاء الأدوية بجرعة خاطئة للأشخاص الذين لم يتمكنوا من معرفة الجرعة الصحيحة الخاصة بهم. كما أن الأمر يشكل خطراً على العاملين أيضاً. إذ لن يتمكنوا من معرفة أولئك المعرضين للخطر عند الخروج للقائهم. كما لا يمكنك كتابة تقارير للمحكمة مثل تقارير قانون الصحة النفسية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجرى إخبار العاملين في مستشفى برمنغهام للأطفال، الذي يقدم خدمات الصحة النفسية للأطفال، الأسبوع الماضي أن حل المشكلة قد يستغرق خمسة أسابيع.

كما علمت "اندبندنت" أن بعض دور رعاية المسنين قد تأثرت أيضاً، بالإضافة إلى خدمات الرعاية الاجتماعية.

وذكر أحد الأطباء في شرق إنجلترا لـ"اندبندنت": "يجب أن يفهم السياسيون والهيئة الوطنية للخدمات الصحية في إنجلترا أنه على وحدات الصحة النفسية التعامل مع مرضى يعانون من حالات معقدة وخطرة، وكذلك خطر متزايد من التعرض للوفاة."

وأشار الطبيب: "يعمل الموظفون في نوبات مختلفة، والوسيلة الأساسية للتواصل في ما بينهم هي السجلات الصحية الإلكترونية. وإذا لم تكن تلك السجلات متاحة، فببساطة تكون مؤشرات المخاطر الهامة غير متاحة أيضاً لاتخاذ القرارات. وهذا يشمل التاريخ النفسي والطبي السابق والآثار الجانبية للأدوية والتداخلات الدوائية. وعلى الرغم من محاولة الوحدات الصحية تنفيذ بدائل، لكن لا يمكن إعادة نسخ كل شيء".

وقالت مصادر من داخل الوحدات الصحية أن بعض المستشفيات تقوم بإنشاء حلول بديلة وتحميل تفاصيل جديدة وحالية للمرضى في أنظمة منفصلة.

وذكر أحد المديرين في الجنوب الغربي من البلاد أنه إلى جانب المشكلات المتعلقة بسجلات المرضى، قد تكون هناك أيضاً مشكلة بمجرد عودة الأنظمة للعمل في ما يخص رفع التقارير وفقاً لمعايير الأداء بالهيئة الوطنية للخدمات الصحية.

وفقًا لتقارير في مجلة Health Service Journal، أعلَمَ مجمع خدمات الصحة العقلية (South London and Maudsley) الأطباء العامين في جنوب لندن عن إطلاق "حل رقمي مؤقت" جديد، لكن الانقطاع "زاد من المخاطر على الأشخاص الذين يستخدمون خدماتنا".

وقال متحدث باسم الهيئة الوطنية للخدمات الصحية: "يعد استخدام السجلات الإلكترونية جانباً بسيطاً ولكنه مهم لتشخيص وعلاج المرضى. تعمل شركة Advanced على حل مشكلات برامجها، وهناك خطط طوارئ قوية قائمة على مستوى الأنظمة الصحية المحلية. ومنذ يوم الاثنين، عادت خدمة الهيئة الوطنية للخدمات الصحية (NHS111) عبر الإنترنت ومن الضروري أن يواصل الجمهور استخدام الخدمات بالطريقة المعتادة بما في ذلك خدمة 111 عبر الإنترنت وخدمة 999 في حالات الطوارئ".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة