Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أعراس الأثرياء في المغرب... حفلات "ألف ليلة وليلة"

آخرها حفلة ابنة "ملياردير الصحراء" وإحداها ضمت 120 مائدة واستقدمت 20 مضيفة أجنبية وفرقاً غنائية أوروبية

كثير من حفلات الزفاف لأثرياء المغرب تسير وفق تيمة معينة يختارها أهل العروسين (أ ف ب)

بحفلات توصف بالأسطورية، تتسابق العائلات الثرية في المغرب نحو تنظيم أعراس أبنائها، وتكثر بخاصة في فصل الصيف، حيث تقام بطقوس مبهجة ومبهرة تأخذ الألباب وتخطف الأنظار، حتى إن كثيرين ممن حضروها يعتبرونها من "ألف ليلة وليلة" وتتناقل تفاصيلها الصحف وتتداولها قصصها الناس لفترات طويلة.

أعراس "أسطورية"

ولا تزال وسائل الإعلام المغربية المختلفة تتناقل أجواء حفل الزفاف الذي وصفته بكونه أسطورياً، لنجلة الملياردير الصحراوي حسن الدرهم، حيث روى بعض من حضروه طقوساً مثيرة للدهشة، إذ استمر الحفل الذي حضره مئات المدعوين ثلاثة أيام متتالية وشهد فقرات مزجت بين ما هو تقليدي وعصري في توليفة ساحرة أدهشت الحاضرين.

ولأن حفل الزفاف المذكور ينتسب إلى منطقة الصحراء، فإن هذه المناسبة اتسمت ببعض طقوس وأكلات المنطقة المعروفة بغناها وثرائها من حيث التقاليد والعادات ذات الصلة بالتراث الحساني والصحراوي، من دون أن ينسى منظمو حفل الزفاف لمسات عصرية مبهرة حديثة.

ويقول بعض العارفين بما جرى داخل هذا العرس "الأسطوري"، إن العروس حصلت على طاقمين كبيرين من المجوهرات وساعة من آخر طراز عالمي، فضلاً عن مبلغ مالي ناهز مليون دولار، بمثابة مهر خاص لها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن حفلات زفاف الأغنياء التي ما زالت تلوكها الألسن عرس نجلة الملياردير الشهير أنس الصفريوي، مالك مجموعة الصحة للعقار، من ابن أحمد عصمان رئيس وزراء أسبق وصهر الملك الراحل الحسن الثاني.

ووفق ما تتناقله الصحف المهتمة بمثل هذه الأحداث الاجتماعية الخاصة بمشاهير المال والأعمال، فإن حفل الزفاف أقيم في قصر فخم، ضم أكثر من 120 مائدة، واحتاج لأكثر من 20 مضيفة أجنبية، والتعاقد مع منظم الحفلات المعروف "رحال" الذي اشتهر بتنظيم حفلات وأعراس القصر الملكي وأيضاً العائلات الميسورة في البلاد.

ويحكي بعض الذين حضروا هذا الحفل المبهر أن الحضور تميز بوجود شخصيات معروفة من عالم المال والاقتصاد والسياسة والفن والعقار أيضاً، كما تعاقب على إحياء هذا الزفاف مطربون مغاربة معروفون وفرق غنائية أوروبية أيضاً.

زفاف ملوك وأمراء

ولا يزال المغاربة يتذكرون أيضاً حفلات زفاف أعضاء الأسرة الملكية، بخاصة حفل زفاف العاهل المغربي الملك محمد السادس بالأميرة سلمى بناني في بداية توليه حكم البلاد، وأيضاً حفل زفاف شقيقه الأمير رشيد من أم كلثوم بوفارس.

وتميز حفل زفاف العاهل المغربي عام 2002 بطقوس مبهرة، لكنها تميزت في مجملها بكونها تقليدية تأخذ من العادات المغربية الأصيلة في حفلات الأعراس.

وسارت أجواء حفل زفاف الملك المغربي حينها بوتيرة تقليدية مثل سائر حفلات زفاف المغاربة، خصوصاً طقس جلوس العريس فوق "العمارية"، حيث اعتلى العاهل المغربي مائدة تسمى "طيفور"، وشرع في تحية المدعوين والحاضرين وسط زغاريد وأهازيج نسائية تستحضر جاه النبي.

واشتهر الجلباب الذي كان يرتديه العاهل المغربي حينئذ، كما اشتهرت أيضاً المائدة أو "العمارية" التي كان يركبها محمولاً على أكتاف شقيقه الأمير رشيد وعدد من أفراد العائلة الملكية المغربية، حتى بات عديد من الأثرياء المغاربة يحاولون استنساخ تلك الطقوس والأزياء التي يسميها البعض "مخزنية".

وفي السياق أثار حفل زفاف الأمير رشيد كثيراً من الفضول والإعجاب لدى المغاربة، حيث أقيم على امتداد ثلاثة أيام متوالية، اليوم الأول منها خصص لاستقبال وفود مغربية من جميع مناطق البلاد، حملت معها أطباقاً تقليدية من حناء وتمر وحليب.

 وفي اليوم الثاني اعتلى الأمير "العمارية" بينما العروس ارتدت قفطاناً أخضر بوشاح أبيض يغطي وجهها، صار رمزاً للفخامة في حفلات الزفاف للأسر الغنية بالبلاد، أما اليوم الثالث فانحصر على المقربين من العائلتين معاً، وهو الذي "تصبح" فيه العروس في بيت زوجها.

تيمات الزفاف

يقول عزيز الزايدي منظم حفلات، لـ"اندبندنت عربية"، إنه أسهم في عدد من الحالات في تنظيم حفلات عائلات ثرية، موضحاً أنها تختلف كلياً عن حفلات زفاف الأسر "العادية" من الطبقات المتوسطة، من حيث التكاليف والجودة والفخامة.

ويقول المتحدث ذاته، إن منظم الحفلات يتولى ترتيبات العرس من ألفه إلى يائه، من حيث توفير الأكل والشرب وجلوس الحاضرين، وتهيئة الجو العام والديكورات أيضاً التي تؤثث العرس، وغالباً ما يخضع لطلبات هذه الأسر الغنية، ولا يتدخل سوى لتحسين أو تطوير فكرة ما لتروق للجهة المنظمة لحفل الزفاف.

ووفق منظم الحفل عينه، فإن كثيراً من حفلات الزفاف هذه تسير وفق تيمة معينة يختارها أهل العروس أو العريس أو هما معاً، من قبيل "تيمة الورود"، فيكون العرس كله قائماً على الورود من حلويات وحتى شكل الكراسي وأيضاً ممرات "الفيلا" وغير ذلك من أكسسوارات وفضاءات حفل الزفاف.

وتابع أن هناك تيمات أخرى للعرس، مثل إقامة أعراس وفق طقوس فرنسية بالكامل، من قبيل رمي الأرز على العروسين، أو الرقص الفرنسي، كما أن هناك تيمة الحب أو القلب بجعل كل محاور الزفاف تتركز على القلب الأحمر شكلاً ومضموناً.

من جهتها، تعزو الباحثة السوسيولوجية ابتسام العوفير، في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، تسابق الأثرياء على تنظيم حفلات زفاف "أسطورية" إلى ما سمته غريزة "الإبهار" التي تتملك هذه العائلات الميسورة أكثر من غيرها، مضيفة أن هذه الأسر تحرص على أن تكون حفلات زفافها مبهرة إلى أبعد حد، من أجل أن يظل اسمها مردداً في كل مكان، ولتبقى خالدة في ذكريات العائلة أيضاً.

وتبعاً للباحثة نفسها، فإن حفلات الزفاف -كما حفلات العقيقة- تعد من الأحداث الأسرية السعيدة التي تستأثر باهتمام العائلات الغنية، ليس لكونها ترغب في جذب الانتباه أو للتباهي الاجتماعي، وإن كانت هذه الدوافع غير مستبعدة، لكن أيضاً لأنها أحداث تقوي علاقات المصاهرة وروابط المال والأعمال بين العائلات المرتبطة بالزواج، وحتى بالعائلات المدعوة.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات