Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التباينات والتفاهمات في القمة الأمنية بالقدس

ربما نشهد تسوية سياسية بسوريا وفتح تواصل بين تل أبيب ودمشق مقابل الاعتراف بحكم الأسد

اجتمع مستشارو الأمن القومي للولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا في إسرائيل فيما عرف بالقمة الأمنية (أ.ب)

اجتمع مستشارو الأمن القومي للولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا في إسرائيل يوم الـ25 من يونيو (حزيران). هذه القمة لها دلالتها من حيث أطرافها ومكان انعقادها. على مستوى الأطراف، مناقشة روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة عدداً من ملفات الشرق الأوسط، ومن ثمّ البحث عن نقاط الاتفاق والاختلاف، وتسويتها بما يحقق مصالح هذه الأطراف. أمّا من حيث مكان الانعقاد فهو في مدينة القدس، التي اعترف الرئيس الأميركي بها عاصمة إسرائيل.

لم يقصّر الكتّاب والباحثون الإسرائيليون في استثمار الحدث بأن اختيار إسرائيل إنما يؤكد دورها الإقليمي، ويعكس إنجازاً لسياستها، التي نجحت في التنقّل بين مصالح موسكو وواشنطن، وفي كونها طرفاً في حوار القوى الكبرى حول مستقبل سوريا والتدخل الإيراني فيه.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح "الاجتماع حدث تاريخي، لم يحدث شيء من هذا القبيل سابقاً. يشكل هذا اللقاء دليلاً على المكانة الدولية المتينة التي تتمتع بها إسرائيل".

كل طرف في القمة لديه أهدافه، هدف الولايات المتحدة وإسرائيل مناقشة تطوير سياسة مشتركة بشأن سوريا وإيران، والوصول إلى تسويات على أساس المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في جينيف، على عكس المحادثات، التي عُقدت بأستانا، وشاركت فيها روسيا وإيران وتركيا.

أمَّا روسيا فتستهدف دفع الإصلاح السياسي في سوريا، والموافقة الأميركية على الدور الرسمي للرئيس بشار الأسد، وترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وبالنظر إلى الأزمة المتفاقمة بين إيران والولايات المتحدة في منطقة الخليج، تتوقع الولايات المتحدة أن تدعم روسيا سياستها بشأن إيران، خصوصاً لفرض عقوبات تهدف إلى إعادتها إلى مفاوضات لتحسين الصفقة النووية وتحقيق اتفاق جديد يحد من نفوذها في سوريا على وجه التحديد، والشرق الأوسط بشكل عام.

وسبق أن وعدت روسيا بالحد من النشاط الإيراني، واتخذت في بعض الأحيان خطوات واضحة في هذا السياق، ولإعادة نشر القوات الإيرانية والوكلاء بعيداً عن الحدود مع إسرائيل. فضلاً عن أنها سمحت عدة مرات للطيران الإسرائيلي بضرب أهداف إيرانية داخل سوريا.  

نقاط التعاون والاختلاف
تتمثل نقاط الاتفاق في رغبة الأطراف الثلاثة برؤية سوريا دون حرب تمتد تداعياتها في المنطقة. وتتفق روسيا على تقليل ترسيخ إيران في سوريا إلى أقصى حد ممكن، بل إنها ستعمل على بذل جهد لإبعاد القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية من 80 إلى 100 كيلومتر عن حدود مرتفعات الجولان، التي تسيطر عليها إسرائيل، ومنع تهريب الأسلحة عن طريق البر والجو.

لكن نقاط الاختلاف، وفقاً للأطراف الثلاثة، التي جاءت في تصريحاتهم إنهم سيعملون على التنسيق لإخراج القوات الأجنبية التي دخلت سوريا بعد عام 2011، التي تعد القوات الإيرانية إحداها، وذلك من وجهة نظر إسرائيل، بينما روسيا لا ترى ذلك، فحسب مستشار الأمن القومي الروسي فإنهم يعتبرون الوجود الإيراني شرعياً جاء بناء على طلب الحكومة السورية. كما أشار إلى أن روسيا تواجه الإرهاب في سوريا، وأن إيران شريكتها في ذلك، مؤكداً الصداقة التي تربط البلدين، رغم ذلك أكد التزام بلاده بأمن إسرائيل.

عقْد القمة الأمنية بالقدس له دلالة على المستوى العربي، فأجندة القمة انعكاس لمصالح أطرافها بعيداً عن المصالح والتهديدات الإيرانية والإقليمية عموماً، التي تؤثر في الدول العربية.

إسرائيل من جهة تريد إثبات كونها مؤثراً ومفتاحاً رئيسياً لديه مبادرات في كثير من الملفات الإقليمية، وتستغل الوضع لتحقيق التقارب والتفاهم بين روسيا من جهة، وهي الفاعل الرئيس في كثير من قضايا المنطقة والولايات المتحدة من جهة أخرى، وهي القوى العظمى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما روسيا فتريد أن تكون مفتاحاً لحل التوترات في الخليج، ولذا تحرص على تقديم الدعم لإيران بهدف تعزيز الثقة بين موسكو وطهران بطريقة.

القمة الأمنية كان لا بد لها أن تشمل أطرافاً خليجية، تعد هي الطرف الرئيس في قضية التوترات مع إيران، خصوصاً أن ما صدر من تصريحات المستشارين الأمنيين الثلاثة تصريحات علنية للإعلام في حين أن ما يجري داخل غرف الاجتماعات ربما تفاهمات أكثر، وهو ما سيتضح أيضاً مع مسار الأحداث المقبلة، خصوصاً بعد لقاء الرئيسين الروسي والأميركي في قمة العشرين.

ربما نشهد قُرب تسوية سياسية في سوريا، وفتح تواصل بين إسرائيل وسوريا، مقابل الاعتراف بحكم الأسد، للتنسيق عسكرياً، لمنع سوء التفاهم، وضمان النظام السوري منع عمل الجماعات المسلحة والوكلاء الإيرانيين في مرتفعات الجولان، ومنع التصعيد الناجم عن الحسابات الخاطئة، وهذا ما ستبينه الأحداث مستقبلاً.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء