Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في عالمنا تعتمل في غفلة منا

إنها كارثة إنسانية أسوأ من تلك التي تشهدها أوكرانيا، بلا مبالغة

وصف رئيس منظمة الصحة العالمية الأزمة بأنها "أسوأ كوارث الأرض" (برنامج الغذاء العالمي / أ ب)

نشهد الآن إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. هجر مئات آلاف الأشخاص من منازلهم ودمرت بلدات وقرى عن بكرة أبيها وتتناهى من المكان أخبار فظائع لا تصدق.  

ومع ذلك، لا ترى في نشرات الأخبار المتلفزة أو المكتوبة أي ذكر تقريباً للصراع الدائر في إثيوبيا، حيث تشتبك القوات الحكومية مع متمردي قومية التيغراي منذ 22 شهراً.

الأسبوع الماضي، وصف رئيس منظمة الصحة العالمية  تيدروس أدهانوم غيبريسوس الذي ينتمي هو أيضاً إلى قومية التيغراي، الأزمة الحالية بأنها "أسوأ كوارث الأرض" متهماً النخب العالمية بتجاهلها لأن ضحاياها الكثر ليسوا من العرق الأبيض، خلافاً للمتضررين من النزاع في أوكرانيا. 

خفت وتيرة المواجهات الواسعة النطاق بين الطرفين المتحاربين خلال الأشهر الأخيرة، وتتردد بعض الأنباء عن مفاوضات سلام مرتقبة، لكن المجاعة تتربص بنحو 2.6 مليون شخص في شمال إثيوبيا، أي نصف سكان المنطقة،  وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، فيما يواجه 13 مليوناً انعدام الأمن الغذائي، كما تفاقمت حدة الحرب والتهجير بسبب موجة جفاف شديدة القسوة. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال غيبريسوس "إنها أزمة إنسانية أسوأ من أوكرانيا بلا مبالغة" وألمح إلى أن قادة العالم لا يتحدثون عن هذا الصراع بسبب "لون بشرة شعب تيغراي".

لا مسوغ للمآسي التي يصنعها البشر أينما كانت في العالم ولكن إثيوبيا ليست مكاناً قصياً ومعزولاً، إذ تعد الدولة التي تضم 115 مليون نسمة وتحتل المرتبة 12 في العالم من حيث حجم سكانها، دولة كبيرة في القرن الأفريقي. 

قتل عشرات الآلاف في الحرب وتعرضت 80 في المئة من المنشآت الطبية في منطقة تيغراي للدمار أو النهب، أما قصص الفظائع، فحدث ولا حرج.

"استخدمت المجاعة والاغتصاب أسلحة في الحرب، وارتكبت الفظائع بعيداً من مرأى بقية العالم بعد قطع الاتصالات الهاتفية والإنترنت"، كما كتبت صوفي كوزينز في مجلة "لندن ريفيو أوف بوكس" (London Review of Books). "ما زال النقص الشديد في الغذاء والدواء مستمراً، إضافة إلى انعدام قدرة الحصول على خدمات أساسية مثل المصارف والاتصالات والكهرباء".

فيما تضامن كثيرون في الغرب مع القضية الأوكرانية، تجاهلت أعداد هائلة من الشعوب في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية الحرب بين دولتين أوروبيتين. وخارج نطاق الغرب، قليلة هي الدول التي فرضت عقوبات على روسيا، بينما لم تقطع أي دولة علاقاتها الدبلوماسية معها على خلفية غزوها لأوكرانيا، ولا وجود لمطالبة شعبية فعلياً باتخاذ هذه الخطوة.

إن كنتم تواجهون صعوبة في فهم سبب اللامبالاة بالمعاناة الإنسانية، ما عليكم  سوى التفكير بعدم اكتراث الغرب بالمأساة في إثيوبيا.

تحية طيبة،

بورزو درغاهي

مراسل الشؤون الدولية

© The Independent

المزيد من متابعات