قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، الثلاثاء الـ 23 من أغسطس (آب)، إن بلاده ليست لديها شروط مسبقة لإجراء حوار مع النظام السوري، في إشارة إلى مزيد من التخفيف في موقف أنقرة تجاه دمشق بعد عقد من العداء.
ودعمت تركيا مقاتلي المعارضة الذين يسعون إلى إطاحة الرئيس بشار الأسد وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع دمشق في بداية الصراع المستمر منذ 11 عاماً.
لكن قادة الاستخبارات في البلدين حافظوا على اتصالاتهم، وتشير التعليقات الأخيرة من حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى تحرك نحو الاتصالات السياسية، مما يثير قلق خصوم الأسد في الجيب المتبقي من سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة.
قال تشاويش أوغلو قبل أسبوعين إنه يتعين جمع المعارضة السورية والحكومة للمصالحة بينهما.
"لا شروط للحوار"
ورداً على سؤال حول احتمال إجراء محادثات، أكد تشاويش أوغلو أن المحادثات لا بد من أن تكون لها أهداف محددة، وأضاف لقناة "خبر غلوبال"، "لا يمكن أن يكون هناك شرط للحوار، لكن ما الهدف من هذه الاتصالات؟ البلاد تحتاج إلى التطهير من الإرهابيين. الناس بحاجة للعودة"، وتابع "لا شروط للحوار لكن ما الهدف منه؟ من الضروري أن تكون له أهداف".
وكشف تشاويش أوغلو في وقت سابق من هذا الشهر أنه تحدث لفترة وجيزة إلى وزير الخارجية السوري فيصل المقداد العام الماضي على هامش اجتماع دولي، على الرغم من أنه قلل من أهمية اجتماعهما.
مزيد من الخطوات مع سوريا
ورداً على سؤال الأسبوع الماضي حول احتمال إجراء محادثات مع دمشق، نقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله إنه لا يمكن قطع الدبلوماسية بين الدول بالكامل وإن هناك "حاجة لاتخاذ مزيد من الخطوات مع سوريا".
وبعد زيارة روسيا التي تدعم الأسد بقوة، قال أردوغان إن الرئيس فلاديمير بوتين اقترح أن "تتعاون تركيا مع الحكومة السورية على طول حدودهما المشتركة".
من العداء إلى السلام
وأعلن أردوغان الذي يهدد منذ مايو (أيار) بشن هجوم جديد في شمال سوريا ضد فصائل كردية أن تركيا "ليست لديها أطماع" في الأراضي السورية، وقال للصحافيين أثناء عودته من أوكرانيا في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام التركية، الجمعة، "ليست لدينا أطماع في الأراضي السورية لأن الشعب السوري شقيق لنا"، مضيفاً "يجب أن يكون النظام (دمشق) على علم بذلك".
وأكد الرئيس التركي مجدداً أن جيش أنقرة الموجود في مناطق بشمال سوريا متاخمة لتركيا "مستعد" في أي وقت لشن هجوم جديد، وتهدف أنقرة إلى إقامة "منطقة أمنية" بطول 30 كيلومتراً على حدودها الجنوبية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبين 2016 و2019 شن الجيش التركي ثلاث عمليات كبيرة في شمال سوريا استهدفت فصائل مسلحة وتنظيمات كردية.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء، مقتل 17 شخصاً في غارات جوية تركية استهدفت موقعاً للنظام السوري بالقرب من الحدود التركية بعد اشتباكات ليلية بين قوات أنقرة ومقاتلين أكراد.
وأكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) مقتل ثلاثة جنود سوريين في الأقل بتلك الغارات.
تجاوز المرحلة
وكشف أردوغان أنه ينوي "تجاوز مراحل جديدة" مع النظام السوري، معتبراً أن تحسن العلاقات بين البلدين من شأنه أن يسهم في إحلال السلام بالمنطقة.
منذ بداية النزاع في سوريا عام 2011، قدمت أنقرة دعماً أساسياً للمعارضة السياسية والعسكرية وشنت منذ عام 2016 ثلاث عمليات عسكرية واسعة في سوريا استهدفت بشكل أساس المقاتلين الأكراد، وتمكنت قواتها بالتعاون مع فصائل سورية موالية لتركيا من السيطرة على منطقة حدودية واسعة في شمال البلاد.
ولطالما وصف أردوغان النظام السوري بـ"القاتل"، وقال في مايو إنه لن يعيد اللاجئين السوريين الموجودين في بلاده الى "أفواه القتلة".
لكن تركيا دعت على لسان وزير خارجيتها تشاويش أوغلو مرتين منذ الخميس الماضي إلى "مصالحة" بين النظام السوري والمعارضة في تحول بارز بموقفها.
ويأتي هذا التغيير في الموقف التركي بعيد لقاء أردوغان في الخامس من أغسطس ببوتين في ظل مصالح روسية وتركية متعارضة في سوريا حيث تقدم موسكو دعماً كبيراً للأسد بمواجهة مجموعات مدعومة جزئياً من أنقرة.
ودعا أردوغان الذي زار أوكرانيا الخميس للمرة الأولى منذ بدء الحرب الروسية إلى "تعزيز" التنسيق مع موسكو في شمال سوريا لمحاربة "الإرهاب".