تواجه سلاسل التوريد في المملكة المتحدة اضطراباً هذا الأسبوع مع انتشار الإضرابات الصناعية من شبكة النقل العام إلى أكثر موانئ الحاويات ازدحاماً في البلاد، حيث بدأ أكثر من 1900 عضو في نقابة "يونايت" إضراباً لمدة ثمانية أيام في "فيليكستو"، الأحد، الـ21 من أغسطس (آب)، للمطالبة بزيادة الأجور، في مواجهة معدلات التضخم القياسية.
ويتعامل الميناء مع 40 في المئة من تجارة الحاويات في المملكة المتحدة، أي ما يعادل أربعة ملايين حاوية سنوياً.
وقدرت مجموعة راسل، وهي شركة تحليلات، أن ما يصل إلى 800 مليون دولار من التجارة يمكن أن تتأثر بالانسحاب، مع توقع تضرر الملابس والإلكترونيات بشكل أكبر.
وقالت إدارة الميناء إنها اتخذت إجراءات طارئة لمحاولة مواصلة العمل لكنها حذرت من أن الإنتاجية اليومية ستعتمد على عدد العمال الذين سيحضرون.
وبلغت نسبة التضخم 10.1 في المئة في يوليو (تموز) على أساس سنوي، ومن المتوقع أن تتجاوز 13 في المئة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وهي النسبة الأعلى التي يسجلها بلد عضو في مجموعة السبع.
وأكدت الأمينة العامة لـ"يونايت" شارون غراهام أن "ميناء فيليكستو مربح جداً. وتشير الأرقام الأخيرة إلى تحقيق 61 مليون جنيه استرليني (نحو 72 مليون يورو) من الأرباح في 2020".
وأضافت أن "الشركة الأم (سي كاي هاتشيزون هولدينغ أل تي دي) ثرية إلى حد توزيعها 99 مليون جنيه إسترليني للمساهمين فيها. إذاً يمكنها أن تمنح العمال زيادة أجور ملائمة".
وتأتي الإضرابات بعد ثلاثة أيام من شل حركة النقل العام، حيث نظمت النقابات سلسلة من الإضرابات أثرت في السكك الحديدية في لندن بسبب خلافات طويلة الأمد في شأن الأجور.
ونتيجة لحركة فيليكستو الصناعية، حولت شركة Maersk، ثاني أكبر مجموعة شحن حاويات في العالم، ثلاث سفن بالفعل بعيداً من الميناء إلى وجهات أخرى في شمال أوروبا. وقالت إنها تراقب 11 سفينة أخرى قد تتأثر بالإضرابات.
وسيؤدي الإضراب حتماً إلى تعطيل وتفاقم ضغوط سلسلة التوريد. وقال التنفيذيون في الصناعة إن الخدمات اللوجيستية في المملكة المتحدة كانت مرنة للغاية على مدى العامين الماضيين، وأنه من المحتمل أن تكون المشكلات قابلة للإدارة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت المديرة التنفيذية في هيئة الصناعة اللوجيستية في المملكة المتحدة، ناتالي تشابمان، بحسب "فايننشيال تايمز"، إنه من غير المرجح أن يكون للإضراب تأثير ملحوظ في المستهلكين، لأن معظم الشاحنات التي تزود تجار التجزئة تنتقل عبر ميناء دوفر.
وأضافت أن "الإضراب بالتأكيد أبعد ما يكون عن المثالية وسيتسبب في بعض التحديات، لكن سلسلة التوريد معتادة على التعامل مع مثل تلك الأمور، إلا أنه كلما طال الأمد زادت خطورة الآثار المحتملة. إذا كان هناك مزيد من الإضرابات، فسيكون هناك قلق".
وقالت "فيليكستو"، المملوكة لمجموعة هونغ كونغ "CK Hutchison"، إنها تأسف "كثيراً" للإضراب، وحثت النقابات على قبول عرضها بزيادة الأجور بنسبة سبعة في المئة إضافة إلى مكافأة نقدية قدرها 500 جنيه استرليني (591.4 دولار).
من جهتها قالت نقابة رواتب عمال النقل إن العلاقات الصناعية متوترة بالفعل بسبب زيادة الأجور بنسبة 1.8 في المئة العام الماضي، مضيفة أن الميناء وأصحابه يمكنهم تحمل عرض رواتب أعلى.
وكان أعضاء في ميناء ليفربول صوتوا هذا الشهر أيضاً لاتخاذ إجراء صناعي في نزاع منفصل، على الرغم من أن النقابة لم تحدد بعد مواعيد الإضراب.
