كشفت وثيقة عسكرية ألمانية الثلاثاء، الـ 16 من أغسطس (آب)، عن أن قوات ألمانية رصدت عشرات من أفراد قوات أمنية يفترض أنها روسية في مطار جاو شمال مالي أول من أمس، وهو اليوم نفسه الذي أنهى فيه آخر جنود فرنسيين عملياتهم هناك وغادروا البلدة.
وكانت مشاركة برلين في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي مثار جدل لبعض الوقت في ألمانيا، بخاصة في وقت تعمل فيه الدولة الواقعة غرب أفريقيا على تعميق علاقاتها التي تعود للحقبة السوفياتية مع روسيا.
ويدعم مقاتلون من مجموعة "فاغنر"، وهي شركة عسكرية خاصة مرتبطة بـ "الكرملين"، جيش مالي في قتاله ضد المتمردين منذ أواخر العام الماضي.
وعلقت ألمانيا الأسبوع الماضي مهمتها للاستطلاع العسكري في مالي التي تتألف من 1000 جندي جرى نشرهم بشكل أساس في جاو، بعد أن رفضت السلطات المحلية أكثر من مرة منح تصريح للطائرات المهمة بالتحليق فوق أراضيها.
وقالت قيادة العمليات العسكرية الألمانية المشتركة في وثيقة اطلعت عليها "رويترز"، إن قوات ألمانية وبريطانية تعمل تحت لواء الأمم المتحدة رصدت، الإثنين، طائرتين في مطار جاو من طراز "إمبراير 314 سوبر توكانو" و"أل-39 ألباتروس".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار الخطاب الموجه إلى لجنتي الدفاع والخارجية في البرلمان الذي كانت مجلة "دير شبيغل" أول من تحدث عنه، إلى أن روسيا سلمت طائرات هجومية من طراز "أل-39" إلى قوات مالي الأسبوع الماضي فقط.
كما جاء في الوثيقة، "بعد ساعتين شوهد ما بين 20 و30 شخصاً يرتدون زياً عسكرياً ولا ينتمون إلى القوات المالية وهم يفرغون معدات من طائرة نقل مالية".
وأضاف الخطاب، "من شبه المؤكد أنهم ينتمون إلى قوات الأمن الروسية، ويتعين افتراض أن الطائرة (أل-39) لا يمكن تشغيلها إلا بواسطة قوات روسية، لأن قوات الأمن المالية غير مستعدة لذلك".
وبحسب الوثيقة لم يتضح على الفور الدور الذي من المفترض أن تؤديه القوات الروسية في جاو، فيما تكافح مالي للتصدي لتمرد إسلامي اشتد بعد انتفاضة العام 2012 وامتد منذ ذلك الحين إلى البلدان المجاورة، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد الملايين في منطقة الساحل بغرب أفريقيا.
وفي فبراير (شباط) الماضي أعلنت فرنسا أنها ستسحب قواتها من مالي بعد قتال دام 10 سنوات في مواجهة المتمردين.