Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ليست وعود بريطانيا الفارغة أقصى ما تستحقه المرأة الأفغانية

هناك فسحة أمل صغيرة الآن لإنقاذ الأرواح وحمايتها بينما تعيد وسائل الإعلام اهتمامها بأفغانستان

على النساء الأفغانيات ارتداء البرقع كما يحظر تعليم الفتيات (رويترز)

"العمل، لقمة العيش، الحرية"، كانت هذه هي الصرخة التي نادت بها 40 امرأة أفغانية أثناء مسيرة أمام وزارة التعليم في كابول نهاية الأسبوع الماضي. يخبرك هذا التجمع بكل ما تحتاج معرفته عن أفغانستان في ظل نظام طالبان الوحشي.

لا تستطيع النساء العمل لإعالة أسرهن أو مغادرة المنزل من دون مرافق.

يواجه 20 مليون شخص الجوع هناك، وعلى النساء ارتداء البرقع كما يحظر تعليم الفتيات. أرادت النساء المتجمعات خارج الوزارة أن يرسلن رسالة مفادها أنهن لن ينكسرن أو يتم إسكات أصواتهن، لكن هل من أحد يستمع إليهن في بريطانيا؟

لا يفترض أن تكون الذكرى السنوية الأولى لاستيلاء "طالبان" على السلطة حدثاً يشاهده المرء برعب أو تجاهل [استخفاف] باعتباره موضوعاً هامشياً. أفغانستان ليست جزءاً بعيداً ومفصولاً عن المملكة المتحدة، فالنفوذ البريطاني هناك يعود إلى الحرب الأنجلو-أفغانية الثانية في الفترة ما بين عامي 1878 و1880 عندما استولت على أراض أفغانية وضمتها إلى الهند البريطانية.

ما بين عامي 2001 و2014 انخرطت المملكة المتحدة في الصراع الدائر في أفغانستان ضد "طالبان" و"القاعدة"، ودعمت الإغاثة البريطانية حقوق المرأة وتمكينها لأكثر من 20 عاماً، فهل سننسى ببساطة جيل المواهب الأنثوية الذي شجعته بريطانيا وعلمته ودربته؟

هناك فسحة أمل صغيرة تلوح الآن لإنقاذ الأرواح وحمايتها بينما تعيد وسائل الإعلام اهتمامها بأفغانستان، وهناك أشياء يمكننا القيام بها جميعاً للمساعدة. يمكننا الكتابة إلى ممثلينا في مجلس النواب الذين يقومون بدورهم بالضغط على الحكومة نيابة عنا، وبإمكاننا نشر الرسائل على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وإبراز أصوات النساء الأفغانيات، كما يمكن لأولئك المقتدرين مالياً التبرع للمساعدة في إطعام إحدى الأسر في أفغانستان.

وبصورة عاجلة يمكننا الالتفاف وراء مطالبة رئيس الوزراء المقبل الجديد وحكومته بتوفير طريق لجوء قانوني وإعادة توطين للنساء الأفغانيات المعرضات للخطر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

معاً يمكننا حثهم على الالتزام بتوسيع مخطط إعادة توطين المواطنين الأفغان بحيث تعطى الأولوية للنساء والفتيات، فعلى الرغم من الوعود الكثيرة، إلا أن إعطاء هذه الأولوية لا يزال غير موجود في القانون.

أثناء العد التنازلي لانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان العام الماضي اجتمعت مجموعة من الدول الصديقة لنا تحت راية العمل من أجل أفغانستان للمساعدة في إجلاء النساء الأكثر ضعفاً. لقد كان عملاً شاقاً ومن الصعب استيعاب سبب معاناتنا في سبيل هذا الموضوع منذ ذلك الوقت وحتى الآن، فكيف يحدث هذا ووزارة الخارجية والـ "كومنولث" والتنمية تضع النساء والفتيات في قائمة أولوياتها؟

تواجه العديد من النساء الأفغانيات تهديداً مباشراً وعنيفاً لحياتهن من جانب "طالبان" بسبب الوظائف التي شغلنها من قبل بدعم وتشجيع من المملكة المتحدة، ومع ذلك وجد تقرير اللجنة الخارجية البريطانية المتخصصة في شأن أفغانستان أنه من بين 15 ألف شخص تم إجلاؤهم في عملية "بيتينغ" التي قامت بها الحكومة البريطانية، كان هناك 295 فقط من الموظفين المصنفين ضمن "الفئات الضعيفة" من المدنيين، وفي حين أنه لا توجد تركيبة جنسية لهذه الأرقام، فقد كان هناك فقط 11 ناشطة في مجال حقوق المرأة.

يمتلك اللاعبون الرئيسون هنا تاريخاً حافلاً في تجاهل النساء، وكان "اتفاق الدوحة" الذي أبرم بين الولايات المتحدة و"طالبان" في فبراير (شباط) عام 2020، والذي مهد الطريق لاستيلاء "طالبان" على أفغانستان، تتويجاً لمحادثات السلام التي استبعدت القيادات النسائية الأفغانية.

حذرت تلك النساء من أن خروج الولايات المتحدة المتسرع من البلاد بحلول الـ 11 من سبتمبر (أيلول) عام 2021 من شأنه تقويض المحادثات بين الحكومة الأفغانية و"طالبان" لتحقيق سلام ذي مغزى، وإعادة وضع المرأة إلى ما كان عليه قبل عقدين من الزمن. لقد أبلغن السياسيين والصحافيين الغربيين مراراً وتكراراً أن "طالبان" لم تتغير، وربما كان القادة الغربيون يعرفون هذا لكنهم تخلوا عن المرأة الأفغانية على الرغم من ذلك.

تحمل المرأة الأفغانية في جيناتها شفرة القوة والتحدي قبل وقت طويل من العصر الحديث، وبالتأكيد قبل "طالبان". ربيعة بلخي الشاعرة الأفغانية الشهيرة في القرن الـ 10 الميلادي، ومالالاي من مايواند البطلة الشعبية الوطنية التي قيل إنها حشدت المقاتلين خلال الحرب الأنجلو-أفغانية الثانية، تركتا إرثاً من التحدي والشجاعة.

في هذه الأيام المظلمة تحت حكم "طالبان"، في كل منزل وكل حي وفي الرسائل التي تتشارك بين الأصدقاء وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، ستكون هناك أعمال مقاومة صغيرة وستظهر النساء اللواتي يواجهن فوهة البندقية مخزون قوة لا يخطر إلا ببال القليلين منا.

أقل ما يمكننا فعله من أجلهن هو النضال بالعزيمة نفسها التي يقاتلن بها، ويمكن للمواطنين البريطانيين حشد الجهود لإسماع أصواتهم المطالبة بإنقاذ الأرواح وحمايتها، فتلك الأرواح على المحك. نحن بحاجة ماسة إلى طريق قانوني محدد للنساء الأفغانيات المعرضات للخطر.

لا تكتف بالوقوف ذاهلاً أمام هؤلاء النساء الشجاعات، ولا تقف موقف المتفرج بينما يتكشف الرعب.

 

زهرة زيدي: محامية وناشطة. 

نشرت اندبندنت هذا المقال في 16 أغسطس 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل