Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من المرجح تجاهل غوردون براون حتى ولو كانت أفكاره هي ما نحتاج إليه

يقول كريس بلاكهرست إن رئيس الوزراء السابق جلس ونظر في واقع مواجهة أسر وشركات كثيرة الدمار هذا الشتاء

بسبب الفشل تعد خطة براون أفضل خطة بديلة (غيتي)

شكراً لوجود غوردون براون.

يستغرق الأمر تدخلاً من رئيس الوزراء العمالي السابق لتسليط الضوء على ضحالة أفكار هذه الحكومة الحالية والمتنافسَين على زعامة المحافظين.

يتعامل أحدهما مع الحاضر، يتعرج الثاني مطلقاً ترويجاً وخطابة فارغة، لا جوائز في مقابل تخمين كل منهما.

لكن كم نفتقد رجل دولة ومفكراً وبراغماتياً مثل براون، بالطبع هو من اليسار، لذلك يحمل أي شيء يقوله بعض السمات المميزة للاشتراكية، لكن استبعاده من دون تفكير، كما فعل عدد من المحافظين يظهر لنا فقط أين نحن حالياً، وأن العمل السياسي القائم على رفض أفكار الآخر هو السائد.

لقد جلس براون وبحث في واقع مواجهة كثير من الأسر- ودعونا لا ننسى الشركات- الدمار هذا الشتاء عندما تبدأ تكاليف الطاقة المتزايدة في التأثير، ويتلخص حله في تأميم مؤقت للجهات الموردة للوقود التي لن تخفض فواتيرها، ولا بد من لجم الزيادات في سقف أسعار الطاقة، وبدلاً من إلزام المستهلكين بدفع مبالغ أكبر، يجب على الشركات التي يتمتع عدد منها بأرباح هائلة أن تكبح جشعها وتستجيب إلى احتياجات عملائها، وإلا [وقع ما لا يحمد عقباه].

هو لا يقول إن الشركات ستصبح ملكية عامة مهما حصل، هي تعطى خيار القيام بشيء ما، يبدو في نظر عدد من الناس لائقاً وشريفاً تماماً، وإذا لم تفعل ستستحوذ عليها الدولة، فضلاً عن ذلك لا يصدر براون مرسوماً يمنعها من تحقيق الأرباح، هو يكتفي بالقول إنها يجب ألا تجمع قدراً كهذا من المال، وهو طرح مختلف تمام الاختلاف.

لكن بصراحة يمكن أن يغفر للمرء إذا تصور أن براون اقترح السير إلى مقار هذه الشركات وتغيير الأقفال، فالمعارضة لموقف براون كانت ضخمة.

إليكم ما قاله [النائب المحافظ] جون ريدوود: "لقد أضاع غوردون براون كثيراً من مالنا عند شراء أسهم في رويال بنك أوف سكوتلاند [عندما تعثر المصرف أثناء الأزمة المالية العالمية عام 2008]، والآن يريد أن يفعل الشيء نفسه مع شركات الطاقة، لن ينتج تأميم هذه الشركات أي إمدادات جديدة، وسيظل لزاماً عليها أن تدفع أسعاراً مرتفعة في السوق لشراء الطاقة، ولا تعني الفكرة سوى زيادة الضرائب لتغطية الخسائر".

تثير قراءة هذا الكلام سؤالاً يطرح على النائب اليميني المخضرم، ماذا كنت لتفعل عام 2008؟ هل كان ريدوود ليجلس ويراقب انهيار "رويال بنك أوف سكوتلاند"، وهل كان ليرفض إنقاذ المصارف المتعثرة؟

هناك تشابه بين ما حدث عام 2008 وما يحدث اليوم، وقتئذ كان طموح المصارف وتجاهلها اللامباليين هما ما أدى إلى تعثرها، ورفضت التفكير في العواقب المترتبة على سلوكها، لا سيما في ما يتعلق بعامة الناس، والآن عام 2022 إنهم الناس العاديون من يتكبد  الأسوأ مما يتكشف الآن، وبوسع شركات الطاقة أن تساعدهم، لكنها تختار عدم مساعدتهم.

في أعقاب الأزمة المصرفية، ورغم ما يشير إليه ريدوود، لم يكن هناك أي سبب على وجه الأرض يجعل براون يرغب في امتلاك دافع الضرائب "رويال بنك أوف سكوتلاند" وسائر المصارف، كان هذا هو آخر ما أراده رئيس الوزراء، لكن لم يكن لديه خيار آخر، هو وأليستير دارلينغ وزير المالية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وليس الأمر وكأن المحافظين أعلنوا مبادرة من شأنها أن تحدث فارقاً [تغييراً] خطيراً في الأشهر المقبلة، في توقهم إلى عدم فرض ضريبة غير متوقعة [لمرة واحدة على الأرباح الضخمة التي حققتها شركات الطاقة] بالكامل، وهي خطوة يعتبرونها بغيضة، متجاهلين في شكل ملائم الإدارات المحافظة السابقة، بما فيها تلك التي وجه دفتها رمز المحافظين مارغريت ثاتشر، التي استهدفت حقاً الفوائض في قطاعات مختلفة، فإن أفضل ما يستطيعون التمخض عنه هو الالتزام بالاستثمار في الطاقة المتجددة.

قيل لنا إن هذا كان الهدف والنتيجة اللذين أسفرت عنهما القمة التي استضافها مقر رئاسة الوزراء بين الحكومة ورؤساء شركات الوقود، وأبلغنا أن بوريس جونسون ذاته حضر، وهذه إشارة واضحة مفادها بأنه وزملاءه جديون.

ورغم أن من الصحيح أن أية مشاركة من جانب جونسون هذه الأيام في أي شيء يتعلق بتشغيل حكومته أمر نادر، يبدو مع ذلك، كما هي الحال في كثير مما يتصل برئاسة الوزراء، أن القمة كانت أقرب إلى الاستعراض منها إلى المضمون.

بدلاً من إخبار قادة الشركات بعبارات لا لبس فيها كيف يمكنهم مساعدة عامة الناس في التعامل مع مسألة راهنة، ركزوا على الاستثمارات الخضراء في نهاية المطاف، أجل من الأهمية بمكان أن تضمن بريطانيا إمداداتها من الطاقة وألا تعتمد على الواردات من روسيا، أجل مع استمرار مصادر الطاقة المتجددة هذه في التدفق، لا بد من أن تكون الأسعار أكثر استقراراً ولا تخضع إلى الارتفاعات الحادة التي نشهدها.

هذا كله في مصلحة الجميع، ويستحق جونسون وزملاؤه الثناء والإشادة على الأقل لإلزامهم قادة القطاع بإعادة ترتيب أولوياتهم، وتخصيص مزيد من الموارد لتطوير مصادر محلية بديلة.

لكن تسليم مزيد من الأموال النقدية إلى الوقود البيئي أمر مستقبلي، هو لن يساعد في تخفيف هذه المطالبات بالمدفوعات التي ستضرب المنازل في الأشهر القليلة المقبلة، المطلوب الآن هنا والآن كيفية تخفيف هذه المعاناة والحد من أثرها.

من بين الخطوات السريعة الواضحة فرض ضريبة غير متوقعة، لكن كما أقول، رغم أن حكومات المحافظين الأخرى فعلت الشيء نفسه، يدب الذعر في هذه الحكومة كلما طرح إجراء كهذا.

وبسبب الفشل تعد خطة براون أفضل خطة بديلة، إن اقتراحه استجابة معقولة في ظروف غير معتادة على الإطلاق [استثنائية]، لكن من المؤسف أن هذه المجموعة من الحكام والحكام المحتملين المحافظين لا يفعلون المعقول، والمعقول كلمة ضعيفة تعني ضمناً الأخذ والعطاء.

من المحتم أن تذهب كلمات براون الحكيمة أدراج الرياح، ولا تنتظرنا سوى التحديات.

نشرت اندبندنت هذا المقال في 13 أغسطس 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل