Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سوناك يتقدم وتراس محاصرة في مناظرة متلفزة

حظي بالأفضلية وخالف نتائج استطلاعات الرأي ومنافسته تقع بشباك مواقفها المتقلبة وسياستها الاقتصادية

أقنع ريشي سوناك الكثير من الناخبين المحافظين وتجاوز توقعات استطلاعات الرأي المؤيدة لتراس  (أ ف ب)

على الرغم من تراجعه الكبير في استطلاعات الرأي، بدا أن وزير المال البريطاني السابق والمرشح في السباق إلى داونينغ ستريت ريشي سوناك أقنع، الخميس، كثيراً من الناخبين المحافظين خلال جلسة أسئلة وأجوبة متلفزة شاركت فيها أيضاً منافسته ليز تراس.

وبعد 90 دقيقة من البث المباشر الذي تمكن خلاله المرشحان من الحديث مطولاً عن مشروعهما من دون أن يكونا في مواجهة بعضهما، صوت أعضاء حزب المحافظين الذين كانوا حاضرين لمرشحهم المفضل برفع الأيدي.

وإثر تراجعه أكثر من 30 نقطة خلف منافسته من حيث نوايا التصويت، وفقاً لأحدث استطلاعات الرأي، أثار سوناك الدهشة بعد أن تبين أنه استطاع إقناع الغالبية العظمى من الحاضرين.

ويصوت أعضاء حزب المحافظين طيلة شهر أغسطس (آب) لانتخاب زعيمهم الجديد الذي سيحل محل بوريس جونسون في داونينغ ستريت بعد استقالة الأخير إثر سلسلة فضائح.

بعد خروجها منتصرة في المواجهات السابقة مع خصومها، بدت تراس الخميس محاصرة، سواء في ما يتعلق بسياستها الاقتصادية أو في ما خص مواقفها المتقلبة.

وعندما سألها أحد أفراد الجمهور "هل تنوين الاعتذار؟" بشأن خطة لخفض رواتب الموظفين في المناطق الأكثر حرماناً، وهي فكرة تخلت عنها بعد ساعات قليلة على إعلانها، قالت تراس "لا عيب في القول إن الأمر لا يعمل بالطريقة التي أردتها، وإنني غيرت موقفي".

ووسط ضحك الجمهور سألتها الصحافية كاي بورلي، "هل يمكن أن تظهر ليز تراس الحقيقية؟"، معددة المواقف المتقلبة لوزيرة الخارجية حيال "بريكست" وأوكرانيا مروراً بمسألة النظام الملكي.

في المقابل، بدا أن سوناك أقنع الجمهور الذي غالباً ما كان يصفق له. وأظهر مجدداً اختلافاته مع منافسته في القضايا الاقتصادية، مؤكداً أن "أصل المشكلة" هو التضخم لا الضرائب.

المناظرة الثانية

انطلقت المناظرة الثانية، مساء الخميس 4 أغسطس (آب)، بين سوناك وتراس المرشحين المتنافسين على منصب رئيس الحكومة في بريطانيا خلفاً لبوريس جونسون.

وتوقفت مناظرة بين المرشحين، الأربعاء 27 يوليو (تموز)، بشكل مفاجئ بعد أن أصيبت مقدمة البرنامج بالإغماء. وبينما كان تراس وسوناك يتناقشان حول الضرائب وتمويل الرعاية الصحية والاقتصاد، فإن المحاورة كيت ما كان أصيبت بالإغماء، وفق ما ذكرت شبكة "سكاي نيوز".

فيما جاءت المناظرة الأولى، مساء الاثنين 25 يوليو، وشهدت مواجهة حادة بين تراس وسوناك شملت الضرائب والصين، وصولاً إلى شخصيتهما، في محاولة من ريشي لإزاحة تراس عن مركز الصدارة في الاستطلاعات. وشكلت إشارة انطلاق فترة حاسمة تمتد لـ12 يوماً، وتتخللها ثلاث مناظرات بين المتنافسين وأربعة لقاءات مع أعضاء الحزب المحافظ الذين سيحسمون السباق اعتباراً من الأسبوع المقبل مع تلقيهم بطاقات الاقتراع البريدي. والتنافس قائم منذ أسابيع على زعامة حزب المحافظين لخلافة رئيس الوزراء بوريس جونسون، وقد ازداد حدة مع تكتل المعسكرين ضد بعضهما البعض.

تايوان وأوكرانيا والجيل الجديد

وأوضحت وزيرة خارجية بريطانيا في المناظرة التي بثتها شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، الخميس، "أن حزب المحافظين فاز في الانتخابات بعد تعهده بتوفير فرص العمل"، لافتة إلى أن الحزب سيفي بذلك. وأعلنت، "أن الحزب يريد جيلاً جديداً من الأعضاء الشباب"، كما أكدت "توفير الأموال اللازمة للرعاية الصحية في بريطانيا".

ورداً على سؤال في شأن أوكرانيا، أشارت تراس إلى أنه "كان يجب تسليح كييف في وقت سابق في مواجهة العملية الروسية".

ومن أوكرانيا إلى الملف الشائك في تايوان عقب تصعيد بكين المناورات الصينية حول الجزيرة إثر زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تايبيه، أوضحت تراس "أنه يجب الدفاع عن ديمقراطيات مثل تايوان". وقالت، إن "المملكة المتحدة تصدر بالفعل أسلحة إلى المنطقة". وأضافت، أن "بريطانيا لديها تراخيص للتصدير إلى تايوان، ولكن هذا هو الحد الذي يجب أن نذهب إليه في هذه المرحلة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولدى سؤالها عما إذا كانت ستذهب إلى تايوان كرئيسة للوزراء، رفضت تراس القول، "إنها ستفعل ذلك"، وفق شبكة "سكاي نيوز".

من جهته، تعهد سوناك بزيادة الميزانية الدفاعية لحماية بريطانيا. وأشار إلى أنه رفع ميزانية القوات المقاتلة عندما كان مسؤولاً عن أموال الحكومة.

استطلاعات الرأي 

من جهتها، تشهد تراس دعماً متزايداً في ظل استطلاعات الرأي الإيجابية التي أعقبت المناظرة التلفزيونية الأولى ووسط الوعود التي أطلقتها بخفض كبير للضرائب، إضافة إلى تأييد عدد مؤيديها من السياسيين.

ويوم الأربعاء، أعطى وزير الصحة البريطاني السابق ساجد جاويد دعمه تراس لتولي منصب رئاسة الوزراء، ما يوسع دائرة الشخصيات الوازنة المؤيدة لها في حزب المحافظين لقيادة البلاد.

واستقال جاويد من حكومة بوريس جونسون بداية يوليو (تموز) في الوقت نفسه الذي استقال فيه أيضاً ريشي سوناك منافس تراس من وزارة الخزانة، ما فتح الباب حينذاك أمام موجة واسعة من الاستقالات أجبرت جونسون على التنحي.

وقال جاويد في مقال نشرته صحيفة "ذي تايمز" مساء الأربعاء، إنه يتعين على رئيس الوزراء الجديد إعادة توحيد الحزب بسرعة وإظهار "أننا نرتقي إلى مستوى تحديات عصرنا". وأضاف، "بعد دراسة متأنية، بات من الواضح لي أن ليز تراس هي في الموقع الأفضل لاجتياز هذه الاختبارات"، مشيراً إلى أن لتراس "تركيزاً حاداً واستعداداً لمواجهة تحديات المرحلة".

وفي تحد لنهج سوناك في الاقتصاد، قال إن "الظروف التي نعيشها الآن تتطلب مقاربة جديدة" و"عدم خفض الضرائب ينطوي على مخاطر أكبر".

وحصدت تراس حتى الآن تأييد عدد كبير من الشخصيات الرفيعة في حزب المحافظين مثل جاويد الذي كان قد انسحب سابقاً من المنافسة على منصب رئيس الوزراء.

ومن بين مؤيديها وزيرة التجارة الدولية بيني موردنت ووزير المال ناظم الزهاوي ووزير الدفاع بن والاس ووزير إيرلندا الشمالية براندون لويس والوسطي من حزب المحافظين توم توغنهات.

ومن المقرر أن تظهر نتيجة انتخابات حزب المحافظين لتحديد من سيخلف جونسون في الخامس من سبتمبر (أيلول).

القتال من أجل كل صوت

وعلى الرغم من ذلك، أكدت تراس أن "السباق محتدم للغاية" مضيفة، "أقاتل من أجل كل صوت".

في حين كانت جامدة وغير مرتاحة خلال مناظرات المراحل الأولى من المنافسة، بدت أكثر استرخاء وثقة في الأيام الأخيرة، في الوقت الذي اعتمد فيه سوناك على مهاراته في التحدث لتعويض تأخره.

وخرجت تراس أقوى، مساء الخميس، من أول لقاء في إطار سلسلة من 12 لقاء مع نشطاء محافظين. ومن المقرر إجراء لقاء ثان، مساء الإثنين، في مدينة إكستر جنوب غربي إنجلترا.

سوناك والضرائب

من جهته، يتهم ريشي سوناك الذي لا يحظى بشعبية معسكر جونسون، بأنه "طعن في الظهر" رئيس الحكومة السابق، فقد أسهمت استقالته في انطلاق سلسلة من الاستقالات من الحكومة، الأمر الذي لم يترك خياراً أمام جونسون سوى إعلان مغادرته بعد أشهر من الفضائح.

ومنذ بداية الحملة الداخلية، تعارضت وجهات نظر المرشحين النهائيين بشكل أساس حول الضرائب. فبينما وعدت تراس بتخفيضات ضريبية من دون تأخير، معلنة أنها ستلغي زيادة أقرت على مساهمات الضمان الاجتماعي في الربيع من أجل تمويل نظام الصحة العامة، الذي تضرر بفعل الوباء، حذر سوناك من "الحكايات الخرافية"، معتبراً أن من الضروري انتظار تلاشي التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوياته منذ 40 عاماً، قبل التفكير في خفض العبء الضريبي، غير أنه تراجع وأبدى بعض المرونة أخيراً عبر الوعد بخفض ضريبة القيمة المضافة على الطاقة، كما وعد بخفض ضريبة الدخل بنسبة 20 في المئة خلال سبع سنوات، الأمر الذي رد عليه معسكر تراس مؤكداً أنها ستخفض الضرائب في غضون سبعة أسابيع.

ومن أجل جذب القاعدة المحافظة، وعد سوناك أيضاً بتشديد أنظمة الهجرة، كما انضم خلال نهاية الأسبوع إلى الحروب الثقافية المحببة إلى الجناح اليميني في الحزب. ووعد بمنع "المحرضين اليساريين" من "جرف تاريخنا وتقاليدنا وقيمنا الأساسية".

المزيد من متابعات