تعرضت مدينة ميكولايف الساحلية جنوب أوكرانيا لهجمات روسية مكثفة خلال الليل وفي ساعة باكرة من صباح الأحد، 31 يوليو (تموز)، مما أسفر عن مقتل صاحب إحدى أكبر شركات إنتاج وتصدير الحبوب في البلاد، بحسب ما قال محافظ المنطقة.
وقال محافظ ميكولايف فيتالي كيم على "تيليغرام"، إن مؤسس ومالك شركة "نيبولون" للمنتجات الزراعية أوليكسي فاداتورسكي وزوجته لقيا حتفهما في منزلهما.
ويقع المقر الرئيس للشركة في ميكولايف، وهي مدينة ذات أهمية استراتيجية تقع على حدود منطقة خيرسون التي تحتلها روسيا وتتخصص "نيبولون" في إنتاج وتصدير القمح والشعير والذرة، ولديها أسطولها الخاص وحوض بناء السفن.
وحل فاداتورسكي في المرتبة الـ 24 على قائمة مجلة "فوربس" لأغنى الأوكرانيين في عام 2021، وقبل الحرب كانت شركته تصدر الحبوب إلى 70 دولة.
خسارة كبيرة
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وفاة فاداتورسكي بأنها "خسارة كبيرة لأوكرانيا بأكملها".
وقال رئيس بلدية المدينة أولكسندر سينكيفيتش للتلفزيون الأوكراني إن ثلاثة أشخاص أصيبوا أيضاً في الهجمات على ميكولايف، وأضاف أن 12 صاروخاً أصابت منازل ومنشآت تعليمية.
وكان سينكيفيتش وصف الهجمات في وقت سابق بأنها "ربما تكون الأقوى" على المدينة خلال الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر.
وقال حاكم دنيبروبتروفسك فالنتين ريزنيشنكو عبر "تيليغرام" إن ما يصل إلى 50 صاروخاً من طراز "غراد" أصابت مناطق سكنية في مدينة نيكوبول الجنوبية صباح الأحد، وأصيب شخص بجروح.
وقال حاكم مدينة سيفاستوبول الساحلية بالقرم ميخائيل رازفوجاييف لوسائل إعلام روسية، إن القوات الأوكرانية قصفت مقر الأسطول الروسي بالبحر الأسود في سيفاستوبول التي تسيطر عليها روسيا في ساعة باكرة من صباح الأحد.
وأضاف أن خمسة أفراد أصيبوا في الهجوم عندما اقتحمت ما يفترض أنها طائرة مسيّرة فناء المقر، وتزامن هجوم سيفاستوبول مع عيد البحرية الروسية الذي احتفل به الرئيس فلاديمير بوتين بإعلان أن البحرية ستحصل على ما وصفه بصواريخ "كروز" الهائلة من طراز "تسيركون" الروسية الفائقة السرعة خلال الأشهر المقبلة، وتزيد سرعتها على تسعة أضعاف سرعة الصوت.
عقيدة بحرية جديدة
ولم يشر بوتين إلى الصراع في أوكرانيا خلال كلمة ألقاها بعد التوقيع على عقيدة بحرية جديدة جعلت الولايات المتحدة المنافس الرئيس لروسيا، وحدد طموحات روسيا البحرية العالمية في مناطق مهمة مثل القطب الشمالي والبحر الأسود.
وأرسل بوتين عشرات الآلاف من الجنود عبر الحدود في الـ 24 من فبراير (شباط)، مما أدى إلى اندلاع صراع أسفر عن سقوط آلاف القتلى وتشريد الملايين وتوتر العلاقات بشدة بين روسيا والغرب.
كما أدى أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية إلى تأجيج أزمة الطاقة والغذاء التي تهز الاقتصاد العالمي، وتعتبر كل من أوكرانيا وروسيا من كبار موردي الحبوب.
المحصول ينخفض إلى النصف
وقال زيلينسكي، الأحد، إن بلاده قد تحصد نصف الكمية المعتادة فقط هذا العام بسبب الحرب، وأضاف بالإنجليزية عبر "تويتر"، أن "محصول أوكرانيا هذا العام مهدد بأن يكون أقل" من المعتاد.
وأشار إلى أن "هدفنا الرئيس هو منع أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن الحرب الروسية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتواجه أوكرانيا صعوبة في توصيل إنتاجها إلى المشترين عبر موانئها على البحر الأسود بسبب الحرب، لكن الاتفاق الموقع تحت إشراف الأمم المتحدة وتركيا في الـ 22 يوليو تنص على إنشاء ممر آمن للسفن التي تحمل الحبوب من ثلاثة موانئ بجنوب أوكرانيا.
وقال متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، إن هناك احتمالاً كبيراً بأن تغادر أول سفينة مصدرة للحبوب موانئ أوكرانيا غداً الإثنين.
الخطر الشرقي
وفي ساعة متأخرة من مساء السبت دعا زيلينسكي في رسالة مصورة السكان إلى إخلاء منطقة دونيتسك في شرق البلاد هرباً من "الإرهاب الروسي"، إذ تتعرض مدنها لعمليات قصف دامية.
قال إن مئات الآلاف ما زالوا عرضة للخطر، وسط قتال عنيف في منطقة دونباس التي تضم إقليمي دونيتسك ولوغانسك التي تسعى روسيا إلى السيطرة عليها بشكل كامل.
وتم الاستيلاء على مساحات شاسعة من دونباس قبل الحرب من قبل الانفصاليين المدعومين من روسيا. وقال زيلينسكي إن "كثيرين يرفضون المغادرة، لكن مع ذلك لا بد من قيامهم بذلك".
وأضاف، "كلما غادر عدد أكبر من الناس منطقة دونيتسك الآن كلما قل عدد الأشخاص الذين سيكون لدى الجيش الروسي وقت لقتلهم".
دعوة للأمم المتحدة والصليب الأحمر
وقالت روسيا، الأحد، إنها دعت خبراء من الأمم المتحدة والصليب الأحمر إلى التحقيق في مقتل عشرات الأوكرانيين المحتجزين لدى انفصاليين تدعمهم موسكو.
وتبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات في شأن هجوم صاروخي أو انفجار وقع في ساعة باكرة من صباح الجمعة وأسفر على عن قتل عشرات من أسرى الحرب الأوكرانيين في بلدة أولينيفكا الواقعة على خط المواجهة بشرق دونيتسك.
ودانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأحد، الهجوم وقالت إنها لم تتلق بعد إذناً بزيارة الموقع، وأضافت أنها ليست مهمتها التحقيق علناً في جرائم الحرب المزعومة.
وقالت للجنة في بيان "يجب أن تتلقى العائلات أنباء عاجلة وإجابات في شأن ما حدث لذويها، يجب على الأطراف بذل كل ما في وسعهم، بما في ذلك من خلال التحقيقات المحايدة للمساعدة في الوصول إلى الحقائق الخاصة بالهجوم وتوضيح هذه القضية".
ونشرت وزارة الدفاع الروسية قائمة بأسماء 50 أسير حرب أوكرانياً لقوا حتفهم و73 أصيبوا فيما قالت إنه هجوم عسكري أوكراني بمدفعية أميركية الصنع.
ونفت القوات المسلحة الأوكرانية مسؤوليتها قائلة إن المدفعية الروسية هاجمت السجن لإخفاء ما يتعرض له الأسرى هناك من تعذيب وسوء معاملة.
وأكد صحفيو "رويترز" وقوع بعض الوفيات في السجن، لكن لم يتمكنوا على الفور من التحقق من الروايات المختلفة للأحداث.
وتنفي روسيا أن تكون قواتها تتعمد مهاجمة المدنيين أو ارتكاب جرائم حرب خلال اجتياحها الذي وصفته بأنه "عملية عسكرية خاصة".