Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"جحيم الطبيعة" في كاليفورنيا يسابق جهود إجلاء السكان

الجفاف يغذي موجة الحرائق و2500 رجل إطفاء و17 مروحية يكافحون لإخمادها وتوقعات بارتفاع الحرارة مجدداً 

أعلنت فرق الإطفاء، الإثنين 25 يوليو (تموز)، أن قرابة 6800 هكتار من غابات كاليفورنيا احترقت أثناء مرور "أوك فاير" الحريق الذي تم احتواؤه بنسبة 10 في المئة فقط وما زالت تتسع رقعته بسرعة كبيرة.

وقال جون هيغي، المسؤول عن عناصر الإطفاء في كاليفورنيا لشبكة "سي أن أن"، إن رقعة الحريق تتسع بسرعة كبيرة ونافذة التحرك لإجلاء السكان محدودة.

وأضاف أن أكثر من 2500 من عناصر الإطفاء يسعون لإخماد ألسنة اللهب التي تعد سرعة وطريقة اتساعها غير مسبوقة.

وأتى الحريق الذي اندلع الجمعة الماضية، وأطلق عليه اسم "أوك فاير" على مقاطعة ماريبوسا قرب محمية يوسيميت الوطنية ودمر 10 منازل وألحق أضراراً بخمسة أخرى ويهدد الآلاف.

وهذا الحريق "الضخم" وفقاً لجون هيغي تغذيه الأشجار اليابسة والأغصان الجافة في هذه المنطقة المعرضة لنقص خطير في المياه.

وقال المسؤول عن فرق الإطفاء إنها "نتيجة مباشرة للتغير المناخي". وأضاف، "لا يمكن أن تمر عشر سنوات من الجفاف في كاليفورنيا ونتوقع ألا تتغير الأمور".

و"أوك فاير" هو الظاهرة الأكثر دراماتيكية لموجة الحر التي ضربت الولايات المتحدة في نهاية الأسبوع. بالقرب من الحريق يتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 37 درجة مئوية الإثنين، وفقاً للتوقعات.

وصباح الأحد، تمدد حريق غابات ضخم اندلع الجمعة في كاليفورنيا وأتى على آلاف الهكتارات من الأراضي واقتضى تنفيذ عمليات إجلاء، في خضم موجة قيظ يتعرض لها ملايين الأميركيين، في حين تتوقع أجهزة الأرصاد الجوية ارتفاعاً إضافياً في درجات الحرارة التي بلغت مستويات قياسية.

ويعمل أكثر من ألفي عنصر إطفاء بمؤازرة 17 مروحية على مكافحة حريق "أوك فاير" الذي اندلع في كاليفورنيا قرب حديقة يوسمايت الوطنية وأكواخها العملاقة، وفق تقرير لإدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا.

لكن بعد يومين على اندلاعه أتى الحريق على 5750 هكتاراً ولم يتم احتواؤه بعد ولو حتى جزئياً، وفق التقرير الذي أشار إلى أن الحر وانخفاض الرطوبة "يعوقان" جهود أجهزة الإطفاء.

وأشار تقرير إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا إلى أن "شدة الجفاف" فاقمت الأوضاع.

ووصف مسؤولون الحريق بأنه "متفجر" وقد خلف رماداً وهياكل سيارات وبقايا ممتلكات، في حين يعمل عناصر على إجلاء السكان وحماية المباني القريبة.

 

إجلاء الآلاف

وتم إجلاء أكثر من ستة آلاف شخص، وفق المسؤول في إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا هكتور فاسكيز.

وقال فاسكيز في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية "هناك أفراد طواقم يأتون من إدارات مختلفة في الولاية للمساعدة في السيطرة على الحريق"، مشيراً إلى أن الأوضاع "حقاً صعبة".

وأعلن حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم "حالة الطوارئ" في مقاطعة ماريبوسا السبت، بسبب "الخطر الشديد على سلامة الأرواح والممتلكات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشهد الغرب الأميركي في السنوات الأخيرة حرائق استثنائية من حيث حجمها وشدتها، مع امتداد ملحوظ جداً لموسم الحرائق، وهي ظواهر ينسبها العلماء إلى تغير المناخ.

في أنحاء أخرى من البلاد يمكن رصد دلائل على الاحترار العالمي، إذ يرزح في نهاية الأسبوع 85 مليون أميركي في أكثر من 12 ولاية تحت وطأة موجة قيظ.

الطبيعة أعلنت حال طوارئ عالمية

ودفعت الأزمة نائب الرئيس الأميركي الأسبق والناشط المناخي آل غور إلى إصدار تحذير شديد اللهجة الأحد انتقد فيه "عدم تحرك" المشرعين الأميركيين.

 

ولدى سؤاله عما إذا يجب على الرئيس جو بايدن أن يعلن حال الطوارئ، وهو ما قال الأخير إنه سيفعله قريباً، قال غور في تصريح لشبكة "أي بي سي" الأميركية إن "الطبيعة سبق أن أعلنت عن حال طوارئ عالمية".

ولشبكة "أن بي سي" قال غور إن "الأمر سيصبح سريعاً أكثر سوءاً بكثير".

واعتبر أن الأزمات الأخيرة بما فيها موجات القيظ في أوروبا قد تشكل جرس إنذار لأعضاء الكونغرس الذين يرفضون إلى الآن ملاقاة جهود مكافحة التغير المناخي.

وأعرب غور عن اعتقاده بأن هذه الأحداث "التي تزداد سوءاً وحدَّة بدأت فعلاً تغير الذهنيات".

وتعد الحرائق أحد أكثر العواقب المأساوية لموجة الحر التي تشهدها الولايات المتحدة في نهاية هذا الأسبوع، في منطقة تقع بين كاليفورنيا وأوريغون في الغرب وتمتد إلى الوسط والشمال الشرقي.

ومن المتوقع أن تبلغ درجات الحرارة في هاتين المنطقتين ذروتها الأحد. 

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية "معادلة أرقام حر قياسية أو تخطيها" في الشمال الشرقي، حيث ستراوح الحرارة بين 40.5 و43.3 درجة مئوية.

وتسري حال طوارئ للتحذير من الحر في مدن تقع على طول الساحل الشمالي الشرقي من بوسطن مروراً بفيلادلفيا إلى واشنطن.

وحتى منطقة الشمال الغربي التي عادة ما تكون أكثر برودة لن تسلم من ارتفاع الحرارة الأسبوع المقبل.

واضطرت مدن عدة إلى فتح مراكز تبريد وتقديم الرعاية للأكثر ضعفاً على غرار المشردين وأولئك الذين لا مكيفات لديهم.

وسجل العالم عدة موجات حر هذا العام، منها في يوليو (تموز) في أوروبا الغربية، وفي مارس (آذار) وأبريل (نيسان) في الهند. ويعتبر تزايدها علامة على تغير المناخ، وفق العلماء.

المزيد من متابعات