Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معدل التضخم يسجل 9.4 في المئة والأنظار تتجه الآن إلى بنك إنجلترا

يكتب جيمس مور قائلاً إن المحافظ أندرو بايلي أثار احتمال رفع معدل الفائدة 0.5 في المئة قبل صدور آخر أرقام التضخم  ويعد المصرف المركزي الآن لنهج أكثر حزماً

لاحظ المعلقون أن معدل التضخم "الأساسي" باستثناء الأسعار المتقلبة للأغذية ...والوقود يبدو وكأنه يتباطأ قليلاً (رويترز)

الأمر لا يتوقف فقد سجل آخر معدلات تضخم مؤشر الأسعار الخاصة بالمستهلكين 9.4 في المئة في السنة المنتهية في يونيو (حزيران)، أي بزيادة أخرى (مقارنة مع المعدل السابق البالغ 9.1 في المئة)، وهي زيادة أخرى "أسوأ من المتوقع"، وهي "زيادة أخرى تكون "الأعلى في 40 سنة".

وسنبقى عند هذه المقارنة الممتدة على مدى 40 سنة حين يبلغ ارتفاع الأسعار في شكل حتمي مستوى يفوق 10 في المئة في وقت لاحق من هذا العام. فقد بلغ معدل التضخم ذروته عند نسبة تزيد قليلاً على 12 في المئة أوائل عام 1982. ويعتقد أغلب الخبراء في التوقعات بأن معدل الذروة هذا العام سيتراوح حول 11.5 في المئة، لكن هذه الراحة ضئيلة وأخطأ الخبراء قبلاً.

على هذه الخلفية ما كان لتدخل محافظ بنك إنجلترا أندرو بايلي ليل الثلاثاء أن يشكل مفاجأة بأي حال من الأحوال. فما وجب عليه أن يقوله جاء مماثلاً لما قاله أعضاء آخرون في لجنة السياسة النقدية التي تتولى تحديد معدلات الفائدة في خطاباتهم: نحن نتعامل مع ما يجري بمنتهى الجدية وسنفعل كل ما يلزم فعله.

لكن خطاب بايلي يستحق قدراً أعظم من الاهتمام لأنه المحافظ ولديه وزير مالية جديد عليه التعامل معه، حتى على الرغم من أن ناظم زهاوي قد لا يظل في منصبه لمدة طويلة. فحزب زهاوي يستعد لإعطاء حكمه في السباق المخيب للآمال على القيادة الذي أُخرِج منه الوزير في مرحلة مبكرة، وستكون للفائز أفكاره الخاصة حول من يريد أن يكون جاره في مقر وزير المالية الملاصق لمقر رئيس الوزراء.

وكان إصرار بايلي على أن تظل لجنة السياسة النقدية ملتزمة هدف الاثنين في المئة على صعيد معدل التضخم، وأن الهدف قابل للتحقيق "من دون أدنى شك"، رسالة سياسية جزئياً موجهة إلى منتقدي بنك إنجلترا، وكذلك كانت إشادته (عن حق) باستقلال بنك إنجلترا، وبالنظام الحالي الذي تُحدد بموجبه معدلات الفائدة في المملكة المتحدة، فبعض الأصوات الأقل ارتفاعاً في حزب المحافظين شككت في ذلك أخيراً. ذلك أن استهداف المصرف المركزي طريقة سهلة لصرف الانتباه عن إخفاقات الحزب.

لكن المستهدف كان جزئياً أيضاً مجموعة أخرى تعتقد بأن معدل التضخم الأعلى أصبح راسخاً في تسويات الأجور وتسعير الشركات، بالتالي فهو مرشح للاستمرار بغض النظر عما يفعله بنك إنجلترا. وتضم هذه المجموعة بعض المسؤولين في بنك إنجلترا.

وقال بايلي إن خفض معدل التضخم إلى المستوى المستهدف هو "مهمتنا، وهذا هو ما سنفعله". وكان يتحدث إلى تلك المجموعة التي كانت حاضرة كلها، كذلك كان من المهم للغاية أنه أثار أيضاً مسألة رفع معدل الفائدة 0.5 في المئة، وهي خطوة صوت عليها ثلاثة أعضاء في لجنة السياسة النقدية مراراً وتكراراً.

سنعود إلى هذا بعد النظر في أحدث البيانات التي قدمت كثيراً من الحجج لمنتقدي لجنة السياسة النقدية والمشككين فيها. فقد أظهرت ست فئات فقط من بين 277 فئة ينظر فيها مكتب الإحصاءات الوطنية انخفاضات في الأسعار، وأظهر أقل من ثلث الفئات زيادات في الأسعار تقل عن أربعة في المئة، وهي نسبة، تذكروا، لا تزال تساوي ضعف هدف بنك إنجلترا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ثم هناك الأسعار عند بوابات المصانع [أسعار الجملة] التي قفزت بنسبة 16.5 في المئة في السنة المنتهية في يونيو، بزيادة عن نسبة 15.8 في المئة التي كسبتها في السنة المنتهية في مايو (أيار)، وهما رقمان مروعان يساعدان بوضوح في توفير حجة لصالح اتباع نهج أكثر حزماً حتى وإن كان من شأن ذلك أن يلحق ضرراً بالاقتصاد الذي يبدو حالياً ضعيفاً كقطة حديثة الولادة.

واستخدم بوريس جونسون ما سيكون في شكل رحيم آخر مساءلة له كرئيس للوزراء ليصدح حول التعافي في مرحلة ما بعد الجائحة، كما فعل كثيراً، متجاهلاً حقيقة مفادها بأن هذا التعافي تبخر مثل الحليب المنسكب إلى خارج وعائه في حين كانت المملكة المتحدة في خضم جهنم درجات الحرارة التي سجلت مستويات قياسية. كلما زاد تغير الأمور، بقيت الأمور على حالها.

هذا الضعف يضع بنك إنجلترا في مأزق رهيب. سيؤدي رفع معدل الفائدة 0.5 في المئة إلى زيادة الضغط على الاقتصاد.

وعلى الرغم من هذا كله فالمعلقون الذين يبحثون عن بعض التفاؤل وجدوا قليلاً منه. لقد لاحظوا أن معدل التضخم "الأساسي" باستثناء الأسعار المتقلبة للأغذية (التي ارتفعت بنسبة 9.8 في المئة) والوقود يبدو وكأنه يتباطأ قليلاً. صحيح أن الأمر أشبه بمشجع لكرة القدم يهلل للاعب الجديد في منتصف الملعب لأنه شكل بعض الفرص اللطيفة في خضم هزيمة تساوي لا شيء في مقابل أربعة أهداف، لكنه أفضل من لا شيء.

وقال بايلي إن مواطنة أرسلت إليه أخيراً رسالة إلكترونية قالت فيها إنها تقدر ما يفعله، لكنها أضافت "رجاء، رجاء، رجاء، كن أكثر بهجة".

"ينبغي لي أن أقول إنني أسعى بجدية إلى تجنب الدور الذي يؤديه الجندي فرايز في مسلسل "جيش أبي" [الفكاهي الساخر من مقاومين هواة] – نحن لسنا محكوم علينا بالهلاك، بل بعيدون عن ذلك، لكننا نمر بأوقات عصيبة".

كذلك آلمه التشديد على أن رفعاً لمعدل الفائدة يساوي 0.5 في المئة ليس غير قابل للتعديل. وآلمه التشديد على أن القرار ملك لجنة السياسة النقدية عندما تعقد اجتماعها التالي.

لكن هذا هو ما يحدث، رأينا سلسلة من الخطب ألقاها أعضاء اللجنة على المنوال نفسه لتلك التي ألقاها بايلي. وتصرفت مصارف مركزية أخرى بالفعل بقدر أعظم من الحزم، لا سيما مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، ما أدى إلى إضعاف قيمة الجنيه في مقابل الدولار  وهذا أدى بدوره إلى تفاقم معدل التضخم.

القرار أسهل على مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إن اقتصاد الولايات المتحدة أقوى في شكل ملحوظ من اقتصاد بريطانيا. لكن معدل التضخم في المملكة المتحدة أصبح الآن أعلى في شكل ملحوظ منه في الولايات المتحدة، أو أي دولة عضو أخرى في مجموعة الدول السبع. وهذا يسبب معاناة كبيرة لأولئك الذين لا تكفي مداخيلهم للتكيف، ذلك أن ارتفاع الأجور لأغلب الناس يقل عن ارتفاع الأسعار، وفي الأغلب بدرجة كبيرة.

ومن بين المشكلات الأخرى التي تواجه لجنة السياسة النقدية عدم الاستقرار السياسي البريطاني والعجز المذهل الذي يسم حزبها الحاكم، وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الأوقات الصعبة التي أشار إليها بايلي.

وعلى الرغم من كل شي، يبدو التشبيه بمسلسل "جيش أبي" خطيراً بالنسبة إلى المحافظ لن يقارنه أحد بالجندي فرايزر إذا فشل في الوفاء بالوعود التي قدمها في خطابه، أو إذا تقاعس أعضاء لجنة السياسة النقدية عن التحرك الصارم الذي يستمر أعضاؤها في التحدث عنه. قد يجد نفسه بدلاً من ذلك مختاراً لأداء دور النقيب ماينويرنغ تعيس الحظ.

© The Independent