Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مستشفى بريطاني يعترف بأخطاء في التشخيص بسبب السجلات الورقية

حصري: تقول أسرة مايكل لاين الملقّب بـ"العملاق اللطيف" إنّه فقد حياته مبكراً بسبب أخطاء هيئة الخدمات الصحية الوطنية

عائلة مايكل لين تقول إنه خُذل من قبل مستشفى شروسبيري وتيلفورد (للاندبندنت)

أقرت مستشفى تابعة لهيئة الخدمات الصحية البريطانية بأنّ المرضى يواجهون خطر عدم تشخيصهم بالوقت المناسب بالإصابة بالسرطان بسبب الاعتماد على السجلات الورقية وذلك بعد وفاة رجل جراء إغفال الورم في جسمه.

فقد أعلنت أسرة مايكل لاين، 50 سنة، من شروسبيري أنّه "خُذل" من قبل مستشفى شروسبيري وتيلفورد بعد أن تمّ إغفال نتيجة الفحص السرطاني الذي أجراه بسبب وضعها في غير مكانها مما تركه يعاني من ورمٍ متزايد في الكلية على مدار 10 أعوام.

ومع هذا، لم يطلق المستشفى بعد بشكلٍ كامل نظام سجلات إلكتروني على رغم مرور عامٍ على بدء التحقيق في وفاة لاين والذي حذّر بأنّ مرضى آخرين معرّضون للخطر أيضاً بسبب الفجوة والنقص الحاصلين في السجلات الورقية.

وكان لاين الذي يلقّبه أقرباؤه بـ"العملاق اللطيف" ذهب إلى مستشفى شروسبيري وتلفورد لإجراء تصوير شعاعي بعد أن أُحيل لذلك جراء الاشتباه بإصابته بالسرطان عام 2011.

ورصد خبير التصوير الشعاعي وجود ورمٍ صغير ولكن تمّ تجاهل نتيجة المسح ووضعت ضمن سجلاته الورقية ولم يُبلّغ عنها على أنها مصدر قلق.

وفي تقرير استقصائي أجراه المستشفى في مايو (أيار) 2021 واطّلعت عليه صحيفة "اندبندنت"، أقرّ المستشفى أنّه لو تمّت متابعة نتيجة الرصد ومعالجتها في مرحلةٍ مبكرة لكان على الأرجح تمكّن من النجاة.

كما أقرّ التقرير باستمرار وجود المخاطر في المستشفى التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية بسبب الفجوات الموجودة في نظام السجلات الإلكتروني.

وجاء في التقرير، "الحلول الرقمية لن تحول دون حصول حالاتٍ مؤسفة كحالة السيد لاين حيث حصل تجاهل لنتيجة المسح قبل توفّر هذه الأنظمة بشكلٍ واسع، بيد أنّه من المؤكّد أنّنا إلى حين امتلاكنا نظام طلب وموافقة إلكترونية، سنبقى في دائرة خطر مواجهة حالات جديدة من النتائج التي يجري إغفالها وحدوث الضرر نتيجة الاعتماد المستمرّ على النتائج المرتكزة على السجلات الورقية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب التقرير، سبق أن أُثيرت المشكلة ولكن الخطط الرامية لإنشاء نظام سجلات إلكتروني للمرضى عُلّقت بسبب تفشي جائحة كوفيد.

وفي سياق متصل، قال مارك لاين شقيق مايكل لـ"اندبندنت"، "كم من الأشخاص شُخصت إصابتهم بالسرطان بطريقة خاطئة أو لم يُشخصوا مطلقاً؟ من الواضح أنّه جرى تجاهل النتائج. يشعرني هذا الأمر بغضبٍ شديد... لقد خذلونا. لا أودّ أن يتكرر هذا الأمر مجدداً مع أي شخص آخر".

وقال لاين بأنّ شقيقه كان مولعاً بالدراجات النارية وكان يهوى قيادتها والمشاركة في جولات في جزيرة مان.

وأضاف "كان يرغب بشراء حافلة تخييم والسفر فيها لرؤية أوروبا وأعتقدَ أنّ لديه متسّعاً من الوقت لتحقيق ذلك. ولكنّه اليوم مجرّد رقم مرجعي في هيئة الخدمات الصحية الوطنية ومجرّد شخص ورد اسمه في الإحصاءات حيث ارتُكب خطأ فتوفي بعمر الشباب. إنّه رجل كان يسدّد راتبه التقاعدي طيلة حياته ولكنّه لم يعش ليستفيد منه ولم يحظَ بالوقت للاستمتاع بحياته وقد سرق منه ذلك".

ويدعو لاين المرضى الذين يعتقدون أنّهم تعرّضوا للمشكلة نفسها بأن يرفعوا الصوت ويثيروا المسألة.

وفي هذا السياق، قالت لورا وير وهي محامية من شركة المحاماة "لانيون بودلر" والتي تمثّل لاين وعائلته أنّه من "المخيب للآمال" عدم قيام المستشفى حتى الساعة بتطبيق "النظام الذي ينقذ الأرواح" على الرغم من الإقرار بمخاطر عدم القيام بذلك.

وصرّح ريتشارد ستاين وهو المدير الطبي المشارك في مستشفى شروسبيري وتلفورد التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية "أقدّم اعتذاري الشديد وتعازيّ الحارة لعائلة لاين بسبب الإخفاق في الإبلاغ عن اكتشاف وجود ورم في مسحٍ مبكر. أجرينا تحقيقاً شاملاً في هذه الحالة بغية استخلاص الدروس ونخطّط لإطلاق أنظمة سجلات إلكترونية على مستوى المستشفيات تكون مصممة لإنقاذ المرضى من أخطاء مماثلة بسبب السجلات الورقية".

يُشار إلى أنّ مستشفى واحد من أصل عشرة مستشفيات تابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا لم يقم بعد بتطبيق نظام سجلات المرضى الإلكتروني وما زال يعتمد على السجلات الورقية.

وكان وزير الصحة السابق ساجد جاويد حذّر في مطلع الشهر الجاري من مخاطر الأخطاء التشخيصية والإدارية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية.

ورداً على سؤال من "اندبندنت" في حدثٍ أقامته خلية التفكير الرائدة "بوليسي اكستشانج" Policy Exchange، قال جاويد إنّ هيئة الخدمات الصحية الوطنية "تعاني من مشكلات في سوء الإدارة" ولهذا تحصل "العديد من الأخطاء الإدارية لأنّه يتمّ فقدان كافة هذه السجلات الورقية أو عدم التعامل مع المشكلة في اللحظة المناسبة".

وأتى التحذير الذي أطلقه بعد أن نشرت الحكومة خطة جديدة تلزم بموجبها كافة المستشفيات التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية أن ترسي نظام سجلات إلكتروني بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2023.

أمّا الوعود السابقة التي قُطعت منذ ما يقارب العقد من الزمن والرامية إلى التخلّص من المعاملات والسجلات الورقية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية بحلول عام 2018 فذهبت أدراج الرياح ولم تُنفّذ مطلقاً.

نُشر في اندبندنت بتاريخ 17 يوليو 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة