Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مفتاح علاج السرطان موجود لدى الفيلة

تحمل كماً هائلاً من البروتينات المقاومة للأورام التي تدمر الخلايا المتحولة

تحمل الفيلة كماً هائلاً من البروتينات المقاومة للأورام التي تدمر الخلايا المتحولة (رويترز)

رجح بحث جديد نشر في مجلة "البيولوجيا الجزيئية والتطور" Molecular Biology and Evolution  أن يكون مفتاح علاج داء السرطان موجوداً لدى الفيلة، كما جاء في الخبر أن العلماء قد أوضحوا أن الفيلة تحمل في أجسامها كماً هائلاً من البروتينات المقاومة للأورام التي يمكنها أن تدمر الخلايا المتحولة. ولعل هذا ما يفسر لماذا أضخم الحيوانات البرية تلك، التي تزن 5 أطنان تقريباً، والتي تعمر طويلاً، تبدي مقاومة عالية لمرض السرطان، وهي بالتالي الأقل عرضة للإصابة مقارنة بالبشر.

وبفضل الاكتشافات التي تم التوصل إليها في علم الجينات، تم ابتكار علاج "شامل وموحد" لأحد أشد الأمراض فتكاً بالأرواح في العالم، على ما نقلت وكالة "ساوث ويست نيوز ميديا".

ويقول المؤلف المشارك في الدراسة البروفيسور فريتز فولراث، إن "هذا البحث المعقد يكشف عن أن لدى الفيلة مزايا لافتة على غرار تاريخ تطورها وأسلوب عيشها، وهي تتخطى مجرد ضخامة حجمها. ويؤكد أهمية الحفاظ عليها ودراسة ميزاتها بدقة بالغة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفيما تواصل الخلايا الانقسام طيلة مدة حياة الكائنات، بحيث يحمل كل منها خطر إنتاج أورام، ترث الفيلة 40 نسخة من جين، يعرف بـ"بي 53" P53، (20 جيناً من كل والد)، تطلق عليها تسمية "حرس الجينوم"، وهذه الجينات تعمل على مطاردة الخلايا ذات الحمض النووي المختل، وتقضي عليها. أما الثدييات الأخرى فكلها فلا تمتلك منها سوى اثنين.

وفي الخبر أيضاً أن التحليل الكيماوي الحيوي والمحاكاة عبر الكمبيوتر أظهر أن النسخ الأربعين من الجينات يختلف بعضها عن البعض الآخر بشكل طفيف من الناحية البنيوية، هذا الأمر يجعل من الأنشطة المضادة للسرطان لديها أوسع نطاقاً بكثير من نظيراتها البائسة.

المؤلف المشارك البروفيسور روبن فاهريوس من "المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية" في باريس" French National Institute of Health and Medical Research (INSERM)، قال، "إنه لتطور مثير بالنسبة إلى فهمنا لطريقة مساهمة البروتين "بي 53" في منع تطور السرطان"، ويقول فاهريوس إنه "عند البشر، يكون البروتين "بي 53" نفسه مسؤولاً عن تقرير ما إذا كان يجب على الخلايا التوقف عن التكاثر أو الانتقال إلى ما يعرف بـ"الموت المبرمج للخلايا" (الانتحار)، لكن ما كان من الصعب توضيحه هو كيف يتخذ هذا البروتين قراره".

ويشير إلى أن "وجود عدد كبير من أنواع البروتين "بي 53" لدى الفيلة التي تتمتع بقدرات مختلفة على التفاعل، إنما يرسي نهجاً جديداً مثيراً يبرز أهمية النشاط الكابح للأورام".

نتائج هذه الدراسة التي نشرت في مجلة "البيولوجيا الجزيئية والتطور" تسلط ضوءاً جديداً على طريقة تنشيط بروتينات "بي 53"، بحيث تفتح الباب أمام تطوير الأدوية التي تزيد من حساسيتها ومن استجابتها ضد البيئات المسببة للسرطان.

المؤلف الرئيس للبحث الدكتور كونستانتينوس كاراكوستيس من "جامعة برشلونة المستقلة" رأى أن "من ناحية المفاهيم، فإن تراكم أحواض بروتينات "بي 53" المعدلة هيكلياً، على نحو جماعي أو تضافري، ينظم الاستجابات للضغوط المتنوعة في الخلية، ويؤسس نموذجاً آلياً بديلاً لتنظيم الخلية الذي يعد ذا أهمية قصوى لتطبيقات الطب الحيوي".

تجدر الإشارة أخيراً إلى أن حيوانات الفيلة، التي تحظى باهتمام كبير بسبب أنيابها العاجية، إنما تواجه خطر الانقراض في الوقت الراهن بعد أن دفع بها الصيادون غير الشرعيين إلى هذه الحافة.

وقد شهد عددها في العالم انخفاضاً كبيراً خلال القرن الماضي. ويوجد الآن نحو 400 ألف منها فقط في أفريقيا، وقرابة 30 ألفاً في آسيا. وفيما كانت قبل نحو قرن من الزمن منتشرةً في القارتين، فإنها تواجه في الوقت الراهن تهديدات إضافية تتمثل في فقدان الموائل وفي ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية.

اقرأ المزيد

المزيد من علوم