Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوروبا تحت حصار "الاحتباس الحراري"

الحر الخانق يضرب البرتغال وإسبانيا وفرنسا وتحذيرات في بريطانيا وحرائق الغابات تخلي الآلاف من منازلهم

تواصلت اليوم الجمعة، موجة الحر الخانق، لليوم الخامس توالياً، في جنوب غربي أوروبا، حيث شهدت دول المنطقة ارتفاعاً قياسياً في درجات الحرارة واندلاع حرائق غابات مدمرة، أجبرت الآلاف على إخلاء منازلهم.

وكافحت مجموعات كبيرة من رجال الإطفاء حرائق الغابات في فرنسا والبرتغال وإسبانيا، بينما استعدت بريطانيا لطقس حاد في الأيام المقبلة، وحتى في إيرلندا، توقعت الأرصاد الجوية درجات حرارة خلال الصيف مشابهة لمنطقة البحر المتوسط.

وموجة الحر التي تجتاح مناطق واسعة من جنوب غربي أوروبا هي الثانية في غضون أسابيع، وهو ما يرجعه العلماء إلى التغير المناخي الذي من المتوقع أن يتسبب بظواهر مناخية أكثر حدة.

وفي البرتغال، رفعت السلطات، الجمعة، مستوى التحذير إلى الأحمر، بخمس مناطق في الوسط والشمال، وبقيت البلاد بأكملها تقريباً تحت التحذير من اندلاع حرائق غابات مع مكافحة أكثر من ألفي رجل إطفاء أربعة حرائق.

وفي وقت متأخر، الخميس، أعلنت السلطات البرتغالية مقتل شخص وإصابة ستين وإجلاء نحو 900 شخص من منازلهم بسبب الحرائق.

وقضت الحرائق على 30 ألف هكتار من الأراضي هذا العام، وهذه المساحة المتضررة هي الأكبر منذ حرائق عام 2017 التي أسفرت عن مقتل مئة شخص.

وعلى الحدود الإسبانية مباشرة، اندلع حريق الخميس بالقرب من حديقة مونفراغ الوطنية، وهي محمية طبيعية تشتهر بالحياة البرية.

وشهدت منطقة اكستريمادورا حيث تقع الحديقة حرائق قضت على آلاف الهكتارات هذا الأسبوع.

حرائق فرنسا

وفي جنوب غربي فرنسا، قضت ألسنة اللهب على نحو 7.300 هكتار منذ الثلاثاء، وأجبرت 10 آلاف شخص على إخلاء بيوتهم، وكثيرا منهم من المصطافين الذين قرروا قطع إجازتهم بدلاً من البقاء في ملاجئ موقتة أقامتها السلطات المحلية.

واندلع حريق في غابات الصنوبر بالقرب من "دون دي بيلات" التي تضم أطول الكثبان الرملية في أوروبا وتعد مصدر جذب للسياح.

وقالت كارين التي تسكن في المنطقة قبل صدور أمر الإخلاء الوقائي لقريتها "لم أر شيئاً كهذا من قبل وينتابني شعور أنها نهاية العالم".

ولم يصب أحد في الحرائق التي لم تخمد الجمعة. وصرح المتحدث باسم رجال الاطفاء ماتيو جوماين لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الحرائق لا تزال خارجة عن السيطرة وللأسف هناك رياح من جديد".

وسجلت البرتغال الخميس أعلى درجة حرارة في يوليو (تموز) وصلت 47 درجة مئوية. وفي وسط إسبانيا وصلت الحرارة 45 درجة ونصفا، أي أقل بقليل من الرقم القياسي المسجل سابقاً في أغسطس (آب) العام الماضي.

ومن المتوقع أن تلامس درجات الحرارة في جنوب فرنسا 40 درجة مئوية الجمعة، وقد تتجاوز ذلك مطلع الأسبوع المقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية الجمعة أول تحذير "أحمر" من درجات حرارة استثنائية، وتوقعت أن تصل إلى مستويات قياسية الأسبوع المقبل.

وأضافت أن هناك فرصة بنسبة 50 في المئة لتصل درجات الحرارة إلى 40 درجة لأول مرة الاثنين أو الثلاثاء، وهناك فرصة بنسبة 80 في المئة أن تتجاوز الرقم القياسي السابق في البلاد البالغ 38.7 درجة والذي سُجل عام 2019.

وقال بول غاندرسين، كبير الخبراء في الهيئة "من المرجح أيضاً أن تكون الليالي دافئة بشكل استثنائي، خصوصاً في المدن".

ويصدر تحذير أحمر عندما يكون "من المحتمل جداً وجود خطر يتهدد حياة الناس، مع اضطراب كبير في السفر وإمدادات الطاقة وربما أضرار واسعة على الممتلكات والبنى التحتية".

وحذرت مستشفيات المملكة المتحدة بالفعل من زيادة في حالات الدخول المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، وطلب مشغلو القطارات من الركاب توقع إلغاء رحلات.

كما أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الإيرلندية تحذيراً وطنياً في شأن الطقس أيام الأحد والاثنين والثلاثاء مع توقع "طقس دافئ بشكل استثنائي" ودرجات حرارة نهاراً تراوح بين 25 و30 درجة مئوية.

وقالت السلطات البلجيكية إنها تتوقع أيضاً درجات حرارة أعلى بكثير الأسبوع المقبل، مع توقع ارتفاع محتمل عند 38 درجة مئوية في بعض أجزاء البلاد الثلاثاء.

واعتبر علماء أنه ليس هناك شك في أن موجات الحر ناجمة عن الاحتباس الحراري، وقد تتكرر بشكل منتظم.

وقالت فريدريكه أوتو، المحاضرة في جامعة إمبريال كوليدج في لندن "التغير المناخي يقود هذه الموجة الحارة، تماماً كما يقود كل موجة حارة الآن".

وأضافت "انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة من حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والغاز والنفط تجعل موجات الحرارة أكثر سخونة وتستمر لفترة أطول وأكثر تعاقبا".

المزيد من بيئة