Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غياب الموظفين بسبب كورونا يكلف الشركات البريطانية الملايين

قادة قطاعيون يقولون إن الشركات الأصغر حجماً وقطاع الرعاية الصحية يشعران بضغوط وسط الموجة الحالية من الوباء

 هناك أكثر من مليوني شخص مصابون بكوفيد في بريطانيا (غيتي)

يكلف ارتفاع أعداد الموظفين الذين يتغيبون عن العمل بسبب ازدياد حالات "كوفيد" في المملكة المتحدة الشركات مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية.

وأصيب ما مجموعه 2.7 مليون شخص في بريطانيا بفيروس كورونا قبل أسبوعين بزيادة 18 في المئة عن 2.3 مليون شخص في الأسبوع السابق، وفق مكتب الإحصاءات الوطنية، ويقول قادة قطاعيون إن الشركات الأصغر حجماً وقطاع الرعاية الصحية عانيا أكثر من غيرهما في خضم الموجة الحالية.

وفي أجزاء من البلد تضاعف عدد عاملي هيئة خدمات الصحة الوطنية المصابين بالوباء في أسبوع.

وخلال الأيام السبعة المنتهية في الثالث من يوليو (تموز) ضاع 1.65 مليون يوم عمل [محتسبة وفق عدد العاملين المتغيبين] بسبب "كوفيد" في مقابل كلفة مقدرة تحملها أصحاب العمل بلغت 226.4 مليون جنيه (272.4 مليون دولار) بزيادة قدرها 23 في المئة عن الأسبوع السابق، وفق بيانات أصدرتها "غود شايب"، وهي شركة لإدارة غياب الموظفين.

وقال اتحاد الشركات الصغيرة إن حالات الغياب هذه "تحل على خلفية من ارتفاع أسعار المدخلات وتعطل سلاسل الإمداد ونواقص العمالة على نطاق واسع"، وقال مارتن ماكتاغ الرئيس الوطني للاتحاد، "ليست الشركات الصغيرة مثل الشركات الكبيرة هي لا تملك فرقاً كبيرة تمكن من إعادة توزيع الموظفين بسهولة عندما يكون بعض أعضاء الفريق في عطلة"، ولفت إلى أن متوسط كلفة تغيب الموظفين عن الشركات الصغيرة، بما في ذلك العثور على بدائل، تجاوز أكثر من 3500 جنيه، لكل مؤسسة العام الماضي.

وأفادت "غود شايب" بأن حالات الغياب ذات الصلة بـ "كوفيد" تضاعفت في الشركات البريطانية في يونيو (حزيران)، ما كلف أصحاب العمل 544 مليون جنيه، في الإجمال، وقال السيد ماكتاغ، "مع عودة حالات كوفيد للتزايد ينبغي أن تخطط الحكومة لإعادة العمل بتسديد أجر الإجازة المرضية بسبب كوفيد بنفسها، فهو إجراء أثبت أنه بالغ الأهمية خلال الموجات الأولية لكوفيد، ثم مرة أخرى عندما قفزت حالات أوميكرون، ويجب ألا تخسر الشركات الصغيرة مالاً حين تدعم الموظفين المرضى"، "إن من شأن مبادرة للفحص المستهدف في مكان العمل، تخصص لأصحاب العمل الصغار الذين لا يستطيع عاملوهم العمل من المنزل، نسخة أصغر وأكثر تركيزاً من المبادرة التي طويت، الصيف الماضي، أن تشكل مرحلة مقبلة، لا سيما في وقت لم يعد يملك الناس فيه فحوصاً مخزنة في المنزل".

ودعت غرف التجارة البريطانية على نحو منفصل إلى "برنامج يخلف برنامج قرض التعافي، يعمل به في أقرب وقت ممكن"، وقالت مديرتها التنفيذية المشاركة هانا إسكس، "لن يساعد ذلك في مواجهة هذه الموجة والموجات المستقبلية من كوفيد وحسب، بل كذلك في مواجهة الزيادات في الكلف المتوقع أن تتحملها الشركات، بما في ذلك كلف الطاقة والمواد الخام والموظفين"، وأضافت أن الشركات تواجه "صداعاً آخر" مع تزايد الحالات مجدداً.

وفي هيئة خدمات الصحة الوطنية حدثت أخيراً "زيادة في غياب الموظفين بسبب "كوفيد" في مختلف أنحاء وسط إنجلترا، وفق رسالة عممت بين الصناديق الإقليمية في وقت سابق من الأسبوع الماضي.

وقال مدير أحد الصناديق في يوركشاير إن حالات الغياب بسبب "كوفيد" "تضاعفت في أسبوع"، في حين قال طبيب في مستشفى بوسط إنجلترا إن معدلات المرض كانت قريبة من المستوى الذي قد يستدعي إعادة توزيع الموظفين، كذلك سجل صندوق لرعاية الحالات الحادة في شمال إنجلترا ارتفاعاً أخيراً في مرض الموظفين مع اقتراب معدلات الغياب من المستويات المسجلة في مارس (آذار) وأبريل (نيسان)، وفق مصدر في هيئة الخدمات الصحية الوطنية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي قطاع الرعاية الاجتماعية، قالت الدكتورة جين تاونسون الرئيسة التنفيذية لـ "جمعية الرعاية المنزلية"، إن الزيادة في غيابات الموظفين الناجمة عن ارتفاع حالات "كوفيد" قد تؤدي إلى "اضطرار بعض مزودي الخدمات لرفض تقديم الدعم إلى العملاء الجدد".

وأفادت "أوبتيما كير" التي تدير منازل للرعاية في كنت بأنها تعاني "غيابات كبيرة العدد بسبب المرض المرتبط بكوفيد"، وأن منازلها "تواجه ضغوطاً في العثور على موظفين بديلين من خلال وكالات مكلفة جداً أو غير قادرة على الإمداد".

وقالت لويز أستون مديرة قسم الرفاه في "الأعمال في المجتمع المحلي"، وهي مؤسسة خيرية تروج للأعمال المسؤولة، إن مرض "كوفيد" كان له "أثر غير متناسب" في القطاعات التي تعتمد على عاملين على تماس مع العملاء، مثل الرعاية الصحية والضيافة، عاملين "ليس لديهم خيار في شأن المكان الذي يعملون فيه"، وأضافت، "يمكننا مثلاً أن نرى أن أكثر من خمسة في المئة من موظفي الرعاية الاجتماعية يعانون كوفيد البعيد الأجل، وهذا يقرب من ضعف نسبة العاملين في الخدمات المالية الذين لديهم فرصة العمل من المنزل".

وتشير التقديرات إلى أن نحو 807 آلاف شخص في المملكة المتحدة يعانون "كوفيد" بعيد الأجل منذ أكثر من سنة، في حين ذكر 409 آلاف شخص أن قدرتهم على القيام بأنشطة يومية "تقلصت كثيراً".

وقال متحدث باسم الحكومة، "دعمنا الاقتصاد خلال الجائحة فوفرنا نحو 400 مليار جنيه للمساعدة في حماية الملايين من الوظائف، وسنستمر في القيام بذلك، وأعيد العمل بتسديد أجر الإجازة المرضية من قبل الحكومة مرة أخرى كإجراء مؤقت لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تشهد غيابات إضافية في مكان العمل بسبب المتحور أوميكرون، لكن مع انتقالنا إلى المرحلة التالية من إدارة (كوفيد) كان من الصواب أن ينتهي الدعم الاستثنائي، ونعمل مع المقرضين لكي نرى كيف يمكننا أن نستمر في دعم الشركات على أفضل وجه".

© The Independent