Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إغلاق معبر "باب الهوى" يهدد ملايين السوريين

لا توجد أي معلومات واضحة عن الآلية التي سيتم التعامل بها خلال الفترة المقبلة

سكان شمال غربي سوريا المحاصر يحذرو ن من كارثة إنسانية بسبب وقف المساعدات (أ ف ب)

حذر مسؤول محلي من أن المقيمين في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة شمال غربي سوريا قد يحرمون من المساعدات الإنسانية الحيوية في غضون أسابيع، إذا لم يمدد مجلس الأمن تفويض الأمم المتحدة، الذي تنتهي صلاحيته الأحد 10 يوليو (تموز)، لإيصال المساعدات عبر الحدود.

واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو)، الجمعة، خلال تصويت لمجلس الأمن الدولي على مشروع قرار لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا من دون موافقة دمشق لعام واحد، ولم تقبل موسكو سوى بتمديد التفويض لستة أشهر.

وقد يقترح الأعضاء غير الدائمين في المجلس تمديداً جديداً لمدة تسعة أشهر في محاولة لإيجاد حل، لكن لم يتم التوصل إلى أي اتفاق حتى صباح الأحد، ما يهدد بحرمان الملايين من هذه المساعدات.

وينتهي، الأحد، سريان هذه الآلية التي تسمح بنقل مساعدات عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية، الوحيد الذي يمكن عبره نقل مساعدات إلى مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة في إدلب (شمال غربي) ومحيطها، من دون المرور في مناطق سيطرة النظام السوري.

وقال مازن علوش، مدير مكتب العلاقات العامة في معبر باب الهوى، "حتى تاريخ اليوم، لا توجد أي معلومات واضحة عن الآلية التي سيتم التعامل بها خلال الفترة المقبلة".

وأضاف أن "هناك خطة إسعافية للمنظمات الشريكة للأمم المتحدة، التي تعمل في المناطق المحررة" في حال عدم تمديد تفويض الأمم المتحدة، لكنها "لا تكفي حاجة المواطنين أكثر من شهر واحد".

وأغلق معبر باب الهوى، الأحد، لليوم الثاني على التوالي بسبب عطلة عيد الأضحى. وأوضح علوش أنه في حال لم يتم التوصل إلى آلية دخول مساعدات عبر الحدود، فإن معبر باب الهوى "سيبقى مفتوحاً أمام حركة المسافرين والمرضى وقوافل الإغاثة" غير التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك مساعدات الجمعيات الخيرية التركية.

وحذر كبار مسؤولي الأمم المتحدة وعمال الإغاثة مراراً من أن إيصال المساعدات بهذه الطريقة لا يمكن أن يحل محل عمليات الأمم المتحدة عبر الحدود، سواء في مداها وحجمها.

والآلية الأممية سارية منذ عام 2014 وتسمح بنقل مساعدات عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية- التركية لأكثر من 2.4 مليون نسمة في منطقة إدلب الخاضعة لسيطرة جماعات إرهابية ومعارضة.

وعبرت الحدود خلال العام الحالي وحده أكثر من 4600 شاحنة مساعدات، حملت غالبيتها مواد غذائية، وفق بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحذر سكان شمال غربي سوريا المحاصر من "كارثة" إنسانية غداة استخدام روسيا حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية إليهم.

وقال أحد النازحين، الذين يعيشون في مخيم شمال إدلب، يدعى أبو محمد، "إذا تم تحويل المساعدات عن طريق (مناطق) النظام، فنحن عملياً سنكون وقعنا في الحصار". وأضاف أبو محمد (45 سنة) وهو أب لأربعة أولاد "يريدون تجويعنا وتركيعنا".

واعتبر علوش أن "استخدام الفيتو من قبل روسيا هو تطبيق حرفي لسياسة الحصار والتجويع التي تمارسها موسكو في المناطق السورية كافة". وأوضح أن "عدم اتخاذ أي قرار أو إجراء فعلي لإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود هو مقدمة لمجاعة لا يمكن السيطرة عليها، وتهديد مباشر للأمن الغذائي لأكثر من أربعة ملايين مواطن" يعيشون في شمال غربي سوريا.

وقال عبد السلام يوسف، "الجميع يعرف أن غالبية سكان المخيمات يعتمدون اعتماداً كاملاً على هذه المساعدات". وأضاف النازح الآتي من جنوب إدلب أن "الفيتو الروسي شكّل فاجعة كبرى بالنسبة لي".

وأشارت فطيم (45 سنة)، وهي نازحة وأم لـ14 ولداً "إذا أغلق معبر باب الهوى وانقطعت (مواد) الإغاثة، سنموت"، مضيفة "دمروا منازلنا وشردونا".

وقال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا مارك كتس، السبت، "آمل في أن يجتمع مجلس الأمن مرة أخرى قريباً ويتفق على المضي قدماً".

وتُعدّ عملية إيصال المساعدات ملحة مع بلوغ الحاجات الإنسانية في سوريا أعلى مستوياتها منذ اندلاع النزاع عام 2011، الذي أودى بنحو نصف مليون شخص وأدى إلى تشريد وتهجير أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

واحتاج نحو 13.4 مليون شخص في أنحاء سوريا إلى المساعدة خلال عام 2021، مقارنة بـ11.1 مليون عام 2020، وفق الأمم المتحدة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي