Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ناشطة كينية: على "كوب 27" أن تفي بوعودها لأفريقيا

في رأي إليزابيث واثوتي أنه لا يمكن تأطير قمة المناخ بناء على القارة التي تعقد فيها

 الموقع حيث أقامت الملكة إليزابيث الثانية عام 1952 في منزل وسط الأشجار في نيري بكينيا (غيتي)

خلال انعقاد مؤتمر الأطراف للمناخ "كوب 26" توجهت الناشطة الكينية في مجال المناخ إليزابيث واثوتي إلى زعماء العالم الذين حضروا القمة المناخية قائلة إن رسالتها لن تصل إلا إذا ما تحلوا بكياسة "الإصغاء التام لكل كلمة".

بعد مضي ستة أشهر على انعقادها تنظر المناصرة للبيئة البالغة من العمر 26 عاماً إلى تلك القمة المناخية التي شهدتها مدينة "غلاسكو" الاسكتلندية بخيبة كبيرة، وترى واثوتي أن المؤتمر المناخي قد أخفق في تقديم أي دعم ملموس لسكان البلاد التي تقف عند الخطوط الأمامية في مواجهة أزمة المناخ.

فيض الوعود المقطوعة في "قمة غلاسكو" والتي تتعهد باتخاذ الإجراءات اللازمة في المستقبل، توفر راحة واهنة لسكان القارة الأفريقية الذين يقاسون جوعاً وفيضانات وحرارة شديدة يولدها تغير المناخ، على ما تخبر واثوتي "اندبندنت"، مشيرة إلى مكابدة بلدها كينيا انعدام الأمن الغذائي الناجم عن أزمة المناخ.

وتقول الشابة الكينية إن "تأثيرات تغير المناخ ليست خطراً يهدد هؤلاء في المستقبل، بل إنها تحدث الآن".

وإذ تهدأ الأمور بعد "مؤتمر غلاسكو" تلوح في الأفق القمة التالية بشأن المناخ المزمع عقدها في مصر، وفي غضون ستة أشهر سيقصد قادة العالم ونشطاء في البيئة والمناخ وعلماء في المناخ وصحافيون منتجع "شرم الشيخ" المطل على البحر الأحمر، حيث يحضرون الحدث الذي سمي "مؤتمر الأطراف الأفريقي 27" (كوب الأفريقي).

وعلى الرغم من أنها ليست أبداً أول قمة مناخية تشهد القارة الأفريقية تنظيمها، يبدو أن آمالاً كثيرة معقودة على أن تساعد ربما في تحقيق العدالة المناخية لدول الجنوب العالمي، بعدما أصابت الاتفاقات التي تمخضت عنها "قمة غلاسكو" كثيرين بالخيبة.

ومع ذلك، تساور واثوتي شكوك عدة. تقول متحدثة عن القمة المنتظرة إنه "لا يمكن تأطيرها بوصفها (كوب أفريقية) لمجرد أنها ستعقد في أفريقيا، هذا وحده لا يكفي"، في رأيها "لا بد من أن تحرص القمة أيضاً على أن تحظى الحاجات الحالية لأفريقيا، التي طالما لقيت التجاهل سابقاً، بالأولوية في القرارات التي نحصل عليها" خلال المؤتمر.

في الوقت الحالي تعيش واثوتي في العاصمة الكينية نيروبي، غير أنها نشأت في إحدى المناطق الأكثر غنى بالغابات في كينيا، وطورت شغفها بالطبيعة في وقت مبكر من حياتها، ففي سن السابعة زرعت شجرة في مدرستها الابتدائية في مقاطعة نيري موطدة علاقتها بالعالم الطبيعي، وفي وقت لاحق، كما تقول واثوتي، تتذكر دخولها غابة بمحاذاة مدرستها حيث وجدت مجموعة من الجذوع هناك بعدما أطاح فأس بقمم الأشجار تماماً.

"أتذكر أنني كنت محبطة للغاية ولم أستطع أن أجد سبباً قد يدفع أي شخص إلى تدمير غابة جميلة كهذه، فبالنسبة إليّ كانت هذه المرة الأولى التي تملكني فيها غضب وإحباط، إذ رأيت جزءاً من الغابة مدمراً"، تقول واثوتي.

في المدرسة الثانوية أنشأت واثوتي نادياً بيئياً يهتم بغرس الأشجار، ذلك أنها أدركت أن بعضهم لا يشاطرها الشعور الذي تكنه للطبيعة.

تعتقد واثوتي أن أولئك الذين يلحقون الأذى بالبيئة يفتقدون إلى التواصل العاطفي مع العالم الطبيعي، وهذا شيء تأمل بأن تتمكن من تغييره، أقله بالنسبة إلى الأجيال المقبلة، وقد شجعها ذلك على تأسيس "مبادرة الجيل الأخضر" Green Generation Initiative.

تصب المجموعة جهودها على زراعة الأشجار بغية مساعدة المجتمعات في التصدي لأزمة المناخ، وفي الوقت نفسه إيجاد حل يساعد السكان الذين لا يحصلون على غذاء كاف من خلال زراعة الفاكهة وتنشئة الشباب على حب العالم الطبيعي من حولهم واحترامه.

في الحقيقة، تخوض الناشطة الشابة معركة شاقة، وبينما تحتضن أفريقيا نحو خمس غابات العالم يقضي اجتثاث الغابات سنوياً على ثلاثة ملايين هكتار تقريباً من غابات القارة وفق منظمة "الأمم المتحدة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويندرج اجتثاث الغابات ضمن القضايا التي تأمل واثوتي بتحقيق تقدم فيها في "كوب 27"، لا سيما وضع خطة عملية محددة تبين السبل التي ستسمح لأفريقيا بالقضاء على إزالة الغابات بحلول 2030.

في "كوب 26" تعهد أكثر من 100 من قادة البلاد بوقف اجتثاث الغابات والشروع في إصلاح غابات العالم وترميمها واستعادتها بحلول نهاية العقد الحالي عبر اتفاق يشمل 85 في المئة من غابات الكوكب، وفي حين تلقى النشطاء عموماً التعهد بترحيب آنذاك، نبهوا أيضاً إلى ضرورة اتخاذ إجراء فوري.

"لا يكفي تعيين إطار زمني"، وفق واثوتي، بعد مرور ستة أشهر "نحتاج إلى خريطة طريق. يتعين على [الحكومات] أن تطلعنا على خططها التي ستوصلنا إلى تلك المرحلة بحلول 2030، ونريد أن نعرف الإجراءات التي ستتخذ في حق البلاد التي لا تلتزم بالموعد النهائي".

وتضيف واثوتي أن عدم الوفاء بهذه الالتزامات، في حال حدوثه، يكشف أن قادة العالم "يتهربون من المساءلة".

بالنسبة إلى واثوتي تشكل المساءلة مفتاح نجاح المؤتمرات الدولية على شاكلة مؤتمرات "كوب"، وترى أن تكون إحدى الآليات التي تضمن الخضوع للمساءلة جعل التعهدات ملزمة من الناحية القانونية، وفي الأسبوع المقبل ستتوجه الشابة إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس" من أجل تذكير قادة الأعمال وصانعي القرار بالخطر الذي يتهددنا قبل انعقاد "كوب 27".

كذلك تتطلع واثوتي إلى وضع خريطة طريق في مصر تحدد إجراءات ملموسة بالنسبة إلى إفريقيا تحمل دول القارة على الانتقال إلى الطاقة المتجددة، وتأمل من البلاد الغنية بمضاعفة تعهداتها المالية التي تقدمها لنظيرتها النامية بغية مساعدتها في التكيف مع تغير المناخ، كما دعا "مؤتمر غلاسكو" [كوب 26].

كذلك تريد واثوتي للبلاد النامية التي تقف عند الخطوط الأمامية لمواجهة أزمة المناخ أن تتلقى تعويضات عن "الخسائر والأضرار" التي تتكبدها، وهي مسألة طالما شكلت موضوع خلاف على الساحة العالمية.

ترى البلاد الفقيرة الأكثر عرضة لتغير المناخ أنها تتحمل وزر أزمة المناخ على الرغم من أن مسؤوليتها في تعزيز الاحترار العالمي لا تذكر، ولكن الدول الغنية أبدت اعتراضها الشديد على هذا الكلام في الماضي، مع العلم أن "كوب 26" قد أنشأت حواراً بغية استمرار المحادثات الرسمية في هذه المسألة.

"في (كوب 26) رأينا أن القادة أقروا بوجود كل هذه الفجوات، الفجوة في تمويل إجراءات مكافحة تغير المناخ والفجوة في الخسائر والأضرار"، كما تقول واثوتي، "ولكن لاحقاً بدا أن أحداً لا يرغب في اتخاذ أي خطوات تردم الفجوات".

ولكن هل يصنع انعقاد "كوب 27" في القارة الأفريقية أي فارق في النهاية بالنسبة إلى مسائل من قبيل الخسائر والأضرار وتمويل التكيف، عبر وضع أفريقيا في صدارة تفكير الناس؟ أجابت واثوتي بأن لا ضمانات تكفل ذلك.

"إذا لم يتول [الأفارقة] زمام القيادة، ولم يلقوا آذاناً صاغية، وما لم تؤخذ مقترحاتهم في عين الاعتبار، فلن يجلب [انعقاد قمة "كوب 27"] في أفريقيا معه أي فرق حقيقي"، تختم واثوتي.

© The Independent

المزيد من بيئة