Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خيبة أمل مفهومة إزاء "كوب 26" والأمل مستمر

ما سيحدث خلال السنة الآتية هو الأهم وليس صيغة البيان الختامي

رئيس "كوب 26" ألوك شارما "يحيي" اللغة التاريخية للبيان الختامي إزاء الفحم (يوتيوب)

هل نسميه نجاحاً أم فشلاً أم كليهما؟ سيتضح ذلك على مدى الأسابيع المقبلة حينما يسلط الضوء على مخرجات مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي "كوب 26"، لا سيما الحل التوافقي لتخفيض استهلاك الفحم تدريجياً الذي توصل إليه المشاركون في اللحظات الأخيرة من اجتماعهم.

وعلى الرغم من أن المرء تعتريه رغبة شديدة في إصدار أحكام سريعة على مخرجات المؤتمر، فإن أحد العبر الأساسية المستفادة من المؤتمرات السابقة حول المناخ تثنيه عن ذلك، فالحوادث التي تقع في العام التالي من المؤتمر تعد أهم من صياغة البيان النهائي. وبناءً على هذا التحذير المفيد، إليكم خمسة آراء حول المخرجات.

أولاً، لا شك أن تأكيد تخفيض معدلات استهلاك الفحم يشكل تقدماً هائلاً، إضافة إلى أن إقناع الهند والصين بتأييد ذلك، حتى لو بلغة أقل تشدداً، يعد إنجازًا كبيرًا. وأظن في نهاية المطاف أن المخاوف الاقتصادية والبيئية معاً ستحدد الوتيرة التي سيجري بها القضاء على استخدام الفحم. وبقليل من الحظ، قد يسهم انخفاض تكاليف مصادر الطاقة المتجددة في جعل تكلفة حرق الفحم مكلفة جداً. وتظل الالتزامات من الجهات الرسمية مهمة.

ثانياً، أثبت دور المنظمات غير الحكومية فاعلية في الضغط على الحكومات، وتجلى ذلك في "مؤتمر غلاسكو". ومن باب التعميم، يمكن القول بأن المنظمات تبنت أساليب أكثر فاعليةً وترابطاً في التعبير عن مخاطر أزمة المناخ وتوضيح الفرص التي قد تقدمها التكنولوجيات الجديدة للمبادرات في هذا المجال. وقد وضعت تلك المنظمات نفسها في صلب وضع السياسات.

 ثالثاً، تسخير الأموال التجارية لدعم هذه التقنيات. كتبت تعليقاً الأسبوع الماضي على مبادرة يرأسها مارك كارني ومايكل بلومبيرغ، هدفها تنسيق طرق الاستفادة من الأموال الضخمة التي ستخصص للجهود الرامية إلى تخليص الاقتصاد العالمي من الكربون. وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، عززت استجابة السوق من هذه الحجة ولم تضعفها. وجاء المثل الأبرز على ذلك في التداول على أسهم شركة "ريفيان" في بورصة نيويورك، وهي شركة أميركية صاعدة تعمل في تصنيع الشاحنات الكهربائية بلغت قيمتها السوقية تقديرياً 91 مليار دولار أميركي (68 مليار جنيه استرليني)، أي أعلى من قيمة شركة "فورد" أو "جنرال موتورز". واحتج البعض بأن هذا التقييم غير معقول ولا مبرر، لكنه مدعوم من شركتي "أمازون" و"فورد"، ما دفع الشريحة العليا في تلك الشركات إلى الاستثمار في هذه التقنية الجديدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رابعاً، يكتسح الاستثمار البيئي والاجتماعي وفي مجال الحوكمة الأسواق العالمية، كذلك عزز "مؤتمر غلاسكو" أهمية هذا النوع من الاستثمارات، وشرعت الشركات في مراجعة أهدافها المتعلقة بالانبعاثات. وزادت أهمية هذه المخاوف ضمن المحافظ الاستثمارية. ومع أنه تبقى هناك قضية مهمة تتعلق بالشركات التي تضلل المستهلكين حول مراعاتها الممارسات البيئية في منتجاتها وخدماتها، إلا أن هذا توجه أحادي، لأن تمويل الاستثمارات الجديدة التي لا تستوفي متطلبات الاستثمارات البيئية والاجتماعية ومعطى الحوكمة، قد أصبح أكثر تكلفةً بما فيه الكفاية بما يجعل هذه الاستثمارات غير مجدية اقتصادياً. في المقابل، تجد الاستثمارات التي تستوفي هذه المتطلبات سيولة نقدية متاحة بشروط أفضل.

واستطراداً، تتمثل الفكرة الخامسة والأخيرة في أن الشباب يؤيدون التوجه إلى صنع نظام اقتصادي أكثر مراعاةً للبيئة، ويجب التأكيد مرة أخرى أن هذا التوجه أثار إعجاب الوفود المجتمعة في غلاسكو. إذاً، تتعلق المسألة بوتيرة سرعة التغيير التي سيقودها الشباب، والمسألة لا تتعلق بالسياسة بقدر ما تتعلق بما يفضله المستهلكون وبالتقنية.

وبالتالي، سيحدد الشباب وتيرة إصرارهم على دفع الشركات صوب تصنيع بضائع ومنتجات أكثر مراعاةً للبيئة، أو في الأقل تتبنى طرق تصنيع وفقاً لأفضل الممارسات الراهنة. وفيما يتعلق بتحسين هذه الممارسات، فإن كثيراً من التقنيات الجديدة التي ستسرع من التخلص من الكربون، ليست متوفرة بعد. ولكن إذا كان لنا أن نسترشد بالماضي القريب، فسيطور الشباب تلك التقنيات، بل ربما يكونون ممن هم على مقاعد الدراسة حاضراً. وفي النهاية، جاءت جميع التطورات الكبرى في الماضي بفضل شباب ثوريين، وليس بفضل شركات معروفة وراسخة.

وبالنتيجة، لا شيء من ذلك يقلل من الشعور بخيبة الأمل التي يحس بها كثيرون. فقد كان بوسع المؤتمر أن يبادر إلى ما هو أكثر من ذلك. ولكن وفق شعار حملة سياحية ترويجية "أميال غلاسكو أفضل" التي انطلقت في 1980، فقد يكون ذلك [ما توصلت إليه "قمة غلاسكو" للمناخ] أفضل من النتيجة المحتملة. ثمة تقدم حقيقي. ولا يسعنا إلا الانتظار سنة قبل أن نشعر إما بثقة كاملة في التقدم المحرز أو يأس وخيبة أمل لأن الكثير لم يتحقق.

كخلاصة، دعونا نرى ماذا ستفعل الصين والهند والولايات المتحدة وإلى أي مدى تتسارع خطى تنفيذ مبادرة كارني وبلومبيرغ. وفي المقابل، من الواضح أنها لم تكن مضيعة للوقت والجهد، إنها حقيقة تجعل المرء يشعر بالراحة في هذا العالم المضطرب.

© The Independent

المزيد من آراء