Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حفلات الطلاق في الأردن... "انتقام" أم تحرر من القيود؟

إجراء قد يخفي كثيراً من الأسى والمعاناة والتجارب القاسية ويعتبرها البعض إهانة لمؤسسة الزواج

انتشار ظاهرة الاحتفال بالطلاق في الأردن (مواقع التواصل الاجتماعي)

انتشرت ظاهرة الاحتفال بالطلاق بين شريحة واسعة من الأردنيين في الفترة الأخيرة، في مؤشر يعزوه مراقبون ومختصون اجتماعيون إلى التحولات الاجتماعية التي يمر بها المجتمع الأردني، والتي غيرت كثيراً من المفاهيم والعائدات السائدة. فبعد عقود طويلة من اعتبار طلاق المرأة وصمة عار اجتماعية، أصبح "أبغض الحلال" اليوم، وبات بالنسبة إلى كثيرين مناسبة للاحتفال والتباهي والإشهار.

واليوم، ثمة تجارة قائمة بحد ذاتها تقدم خدماتها للراغبين بالاحتفال بالطلاق والخلاص من الرباط الزوجي، خصوصاً مع ارتفاع عدد حالات الطلاق التي شهدتها البلاد العام الماضي والتي بلغت نسبتها 5.8 في المئة وبواقع 28 ألف حالة طلاق، لتضع المملكة في المرتبة الأولى عربياً في الطلاق.

عالمياً، تعود فكرة حفلات الطلاق إلى الياباني "هيروكي تيراي" الذي بنى قصراً للطلاق وأصبح متعهداً لحفلات تلك الظاهرة، التي باتت تنتشر في دول عربية عدة.

ثقافة الطلاق أم مؤسسة الزواج؟

على غرار حفلات الزفاف، يلجأ البعض للاحتفال بانتهاء مراسم الطلاق على نحو مبالغ فيه، وبطريقة يفسرها كثيرون على أنها تؤسس لثقافة الانفصال مقابل مؤسسة الزواج في مجتمعنا العربي، فيما يرى آخرون أنها مجرد موضة عابرة، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحت عنوان "حفلات الطلاق"، يعرض متعهدو حفلات خدماتهم، لكن الأبرز هو ما يتم نشره وتناقله على وسائل التواصل الاجتماعي من احتفاء للمطلقين والمطلقات، في إجراء يخفي كثيراً من الأسى والمعاناة والتجارب القاسية.

 

 

ويقول عاملون في محلات الأزهار والحلويات، إن أكثر من يطلب منتجاتهم للاحتفال بالطلاق هم النساء، اللاتي يطلبن أيضاً عبارات مستفزة لوضعها على قالب الحلوى أو لحملها خلال التصوير، ما يعبر عن رغبتهن في الانتقام.

الطلاق الحضاري

في مايو (أيار) الماضي، عبر مواطن أردني بطريقته الخاصة عن فرحه بطلاقه في مقطع فيديو مصور أمام المحكمة الشرعية ومن خلال إطلاق الألعاب النارية والرقص، وأهدى المواطن الأردني في نهاية الفيديو المقطع لوالدته، مثيراً الجدل بين المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي.

ويقول أحمد أبو رمان المتخصص الاجتماعي "بدأنا نرصد هذه الظاهرة في الأردن منذ ثلاث سنوات، وتحديداً في بعض محاكم التوثيقات التي يتم فيها الطلاق سريعاً وبالاتفاق".

ويضيف "تظهر حفلات الطلاق عادة في القضايا التي فيها نزاع شديد وانتقام، وهو أمر متوقع لكنه مرفوض اجتماعياً، ولا يمكن تبريره لكنه يعبر عن مدى ضغط أحد الشريكين في الحياة الزوجية".

ويشير أبو رمان إلى صدمة ما بعد الطلاق التي تتم فيها المقارنات، داعياً الأزواج إلى ما يسمى "الطلاق الحضاري".

 علاقات "مؤذية"

ويرى متخصصون اجتماعيون أن حفلات الطلاق تحمل إساءة مباشرة للطرفين سواء الزوج أو الزوجة، وإهانة لمؤسسة الزواج، وهي محاولة للقول إن الطرف الآخر قوي وليس ضعيفاً، ولذلك نرى أن العديد من المقاطع المصورة خلال الحفلات تحتوي على ألفاظ غير لائقة، ويعكس بعضها الصورة النمطية التي تصف العلاقة بين الزوجة المطلقة ووالدة زوجها، بكل ما يحمل الأمر من استهتار بقيم المجتمع والرباط الزوجي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويلقي البعض باللائمة على الدراما التي سوقت حفلات الطلاق على أنها خلاص من العلاقات المؤذية، ففي رمضان الماضي على سبيل المثال حظي مسلسل "فاتن أمل حربي" بأعلى نسبة مشاهدة للدراما الرمضانية.

إذ عرض المسلسل المصري في مشاهده الأولى بطلته نيللي كريم وهي تستعد للاحتفال بثوبها الأبيض، ولكن ليس للزفاف وإنما للطلاق.

وفي عام 2019، حذر متخصصون وناشطون من خطر اجتماعي في الأردن، حيث سجلت إحصاءات رسمية وجود مليون امرأة عزباء و44 ألف مطلقة ونحو 68 حالة طلاق يومياً.

ويتحدث معهد "تضامن" عن تراجع مؤسسة الزواج في الأردن، بحيث أصبح قفص الزوجية بعيد المنال، مع ارتفاع معدل العنوسة في البلاد حيث تضاعفت أعداد الفتيات اللاتي تجاوزت أعمارهن الثلاثين من دون أن يسبق لهن الزواج، بمعدل 15 مرة في العقود الأربعة الأخيرة.

المزيد من منوعات