سلّمت السلطة الفلسطينيّة خبراء أميركيين الرصاصة التي قتلت الصحافية الفلسطينية- الأميركية شيرين أبو عاقلة لتحليلها جنائياً، وفق ما أفاد النائب العام الفلسطيني أكرم الخطيب وكالة الصحافة الفرنسية، مساء السبت الثاني من يوليو (تموز).
عملية عسكرية إسرائيلية
وأوضح الخطيب أن الرصاصة التي أدت إلى مقتل أبو عاقلة في 11 مايو (أيار) الفائت خلال تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، سُلّمت إلى الولايات المتحدة، على أن تُعيدها لاحقاً للسلطة الفلسطينية.
وكان النائب العام أعلن أن السلطة الفلسطينية وافقت على تسليم الرصاصة، بعدما تلقت طلباً رسمياً من الجانب الأميركي بذلك لإجراء تحاليل فنية جنائية عليها.
السفارة الأميركية
وقالت مصادر فلسطينية، إن فحص الرصاصة سيجري في السفارة الأميركية في القدس بأيدي خبراء حضروا من الولايات المتحدة.
وقُتِلت أبو عاقلة، التي كانت تعمل لدى قناة "الجزيرة" القطرية، منذ 25 عاماً، على إثر إصابتها برصاصة في الرأس أثناء تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية عند أطراف مخيّم جنين شمال الضفة الغربية، وأعلن النائب العام الفلسطيني، عقب تحقيق أجرته النيابة العامة الفلسطينية، أن الرصاصة التي أودت بشيرين أُطلِقت من سلاح الجيش الإسرائيلي.
التحقيق الفلسطيني
وبحسب نتائج التحقيق الفلسطيني، فإن أبو عاقلة قُتِلت برصاصة عيار 5.56 ميليمتر أُطلِقت من سلاح من نوع "روجر ميني-14".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه لم يتضح ما إذا كانت أبو عاقلة قُتِلت برصاص أحد عناصره، مشدداً على وجوب أن يجري تحقيقه الخاص، ورفض الجانب الفلسطيني إجراء تحقيق مشترك مع الجانب الإسرائيلي، إضافة إلى رفضه تسليم الرصاصة إلى الجانب الإسرائيلي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت أبو عاقلة (51 عاماً) تحمل الجنسيتين الفلسطينية والأميركية، وهو ما سهّل تسليم الرصاصة إلى الجانب الأميركي.
السلطة الفلسطينية
وفي ما يتعلق بالتطمينات التي حصلت عليها السلطة الفلسطينية، قال الخطيب لـ"الجزيرة"، "أوّلاً، شيرين مواطنة أميركية. وكما تهمّنا فلسطينياً، هي تهم الجانب الأميركي"، موضحاً، "إضافة إلى حصولنا على ضمانات من الأميركيين، فإن هذا المقذوف لن يتم الاطلاع عليه إلا من قبل الخبراء الذين تم استقدامهم لهذه الغاية"، وأضاف، "لدينا إجراءاتنا التي قمنا بها في النيابة العامة بأن نتوثق بأن هذا المقذوف سيعود إلينا بالحلة التي ذهب بها".
وفي 24 يونيو (حزيران)، خلُصت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى أن الصحافية قُتلت بنيران إسرائيلية، وقالت رافينا شمدساني، المتحدثة باسم مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن "كل المعلومات التي جمعناها، بما في ذلك (الواردة) من الجيش الإسرائيلي والنائب العام الفلسطيني، تؤكد حقيقة أن الطلقات التي قتلت أبو عاقلة وجرحت زميلها علي الصمودي، صدرت عن قوات الأمن الإسرائيلية، وليست نتيجة طلقات عشوائية صادرة عن فلسطينيين مسلحين كما قالت السلطات الإسرائيلية في البداية"، وأضافت شمدساني، "لم نعثر على أي معلومات تشير إلى قيام مسلحين فلسطينيين بأي نشاط قرب الصحافيين"، معتبرة أن "عدم إجراء السلطات الإسرائيلية تحقيقاً جنائياً هو أمر مثير جداً للقلق".
أصابع الاتهام
ورفضت إسرائيل اتهامات الأمم المتحدة، وتحدث وزير دفاعها بيني غانتس عن تحقيق "لا أساس له"، لكن خلال الأسابيع الأخيرة، وجهت تحقيقات صحافية أصابع الاتهام إلى الجيش الإسرائيلي.
تأتي هذه التطورات قبل أقل من أسبوعين من زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل والضفة الغربية، في إطار جولته الأولى في الشرق الأوسط منذ وصوله إلى البيت الأبيض.