Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مجموعة السبع تخطط لضرب النفط الروسي بـ"سقف سعر"

يسعى القادة المجتمعون في بافاريا إلى الحد من أرباح المبيعات التي لم تحظرها العقوبات

 رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل قال إن القادة سيناقشون سقف أسعار النفط في الساعات المقبلة (أ ف ب)

يسعى زعماء مجموعة السبع في قمتهم بجبال الألب البافارية، إلى اتفاق لفرض "سقف سعر" على النفط الروسي، بحيث تعمل المجموعة على كبح قدرة موسكو على تمويل حربها المستمرة منذ أربعة أشهر في أوكرانيا

وسيكون الهدف أن تفرض مجموعة واسعة من الدول، التي تتجاوز مجموعة الدول الصناعية السبع، سقفاً على السعر المدفوع للنفط الروسي، من أجل الحد من الفائدة التي تعود على آلة حرب الكرملين من ارتفاع أسعار النفط الخام. كما أنها ستخفف من تأثير ارتفاع أسعار الطاقة في الاقتصادات الغربية.

تم الترويج للفكرة بقوة من قبل الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن ألمانيا أبدت تحفظات عليها منذ فترة طويلة، فإن التعليقات الأخيرة لمسؤوليها تشير إلى أن برلين تتجه نحو هذه الفكرة. 

"رؤية واضحة"

ونقلت "فايننشال تايمز" عن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل قوله إن القادة سيناقشون سقف أسعار النفط في الساعات المقبلة، مشدداً على الحاجة إلى "رؤية واضحة" وإدراك للتأثيرات المحتملة. 

وتتطلب مثل هذه الصفقة دعم جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وعددها 27، وسيحتاج المسؤولون إلى حل الأسئلة الصعبة حول كيفية عملها وملاءمتها لأنظمة العقوبات الأميركية والبريطانية والأوروبية واليابانية. 

وكان الاتحاد الأوروبي وافق في مايو (أيار) على فرض حظر تدريجي على شحنات النفط الروسية المنقولة بحراً، مع السماح بعمليات اقتطاع مؤقتة للخام، الذي يتم تسليمه عبر خط الأنابيب. ومن المتوقع أن تؤدي الإجراءات إلى خفض صادرات النفط الروسية إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 90 في المئة بحلول نهاية هذا العام.

تجويع نظام بوتين من التمويل

ويأتي اجتماع زعماء مجموعة السبع، بينما تلقي تداعيات الحرب في أوكرانيا بظلالها على الاقتصاد العالمي. وأدى الحصار المفروض على الموانئ الأوكرانية إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، كما يهدد قرار روسيا بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا بأزمة طاقة.

ومع صعود معدلات التضخم واستجابة البنوك المركزية بزيادات أكثر حدة في أسعار الفائدة مما توقعته الأسواق، يعمل الاقتصاديون في جميع أنحاء العالم على خفض توقعاتهم للنمو مع تحذير البعض من الركود. 

الاجتماع في منتجع شلوس إلماو البافاري الفاخر يستضيفه المستشار الألماني أولاف شولتز. وانضم إليه قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا. وتمت دعوة الأرجنتين وجنوب أفريقيا والسنغال وإندونيسيا والهند كدول "شريكة". 

وأعلن قادة مجموعة السبع، الأحد، أنهم سيحظرون واردات الذهب الروسي في إطار جهود لتشديد العقوبات ضد موسكو. وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، "نحن بحاجة إلى تجويع نظام بوتين من التمويل. المملكة المتحدة وحلفاؤنا يفعلون ذلك بالضبط".

في ما يخص أوكرانيا، ذكر مسؤول ألماني أن مجموعة الدول السبع الكبرى ستهدف إلى نقل "رسالة وحدة" و"إشارة دعم" إلى كييف. وسينضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى القمة عبر رابط فيديو يوم غد الاثنين. 

وجدد جونسون، الأحد، الحاجة إلى الحفاظ على الإجماع في مواجهة العدوان الروسي في أوكرانيا، محذراً من أنه قد يكون هناك "إرهاق" بين "السكان والسياسيين". 

ولدى سؤاله عما إذا كان قلقاً بشأن دعم ضعف أوكرانيا، أجاب جونسون، "أعتقد أن الضغط موجود والقلق موجود، علينا أن نكون صادقين بشأن ذلك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عائدات روسيا من النفط لم تنخفض 

تأتي فكرة تحديد سقف لأسعار النفط في وقت يشعر الخبراء بالقلق من أن العقوبات ضد روسيا ربما تأتي بنتائج عكسية، فعلى الرغم من القيود الغربية على واردات النفط الروسي، لم تنخفض عائدات موسكو من صادرات النفط بالضرورة، لأن سعر الخام ارتفع بشكل حاد. 

وقال ميشيل، "نريد التأكد من أن الهدف هو استهداف روسيا وليس جعل حياتنا أكثر صعوبة وتعقيداً. نحتاج إلى التأكد إذا اتخذنا مثل هذا القرار، فهناك رؤية واضحة وفهم مشترك واضح لما هي الآثار المباشرة، وما يمكن أن تكون العواقب الجانبية". وأضاف أن الاتحاد الأوروبي مستعد لاتخاذ قرار مع شركائه، لكنه شدد على أنه كان "حذراً وحذراً" بشأن هذا الموضوع. 

وقال مسؤول ألماني رفيع المستوى إن "مناقشات مكثفة" جارية حول كيفية تطبيق حد أقصى للسعر والعمل مع العقوبات الغربية واليابانية. وأضاف "القضايا التي يتعين علينا حلها ليست تافهة، لكننا نسير على الطريق الصحيح نحو التوصل إلى اتفاق". 

تقييد النفط الروسي 

وبموجب مخطط تحديد سقف أسعار النفط، ستحدّ أوروبا من توافر خدمات الشحن والتأمين التي تمكن من نقل النفط الروسي حول العالم، ما يفرض أن الخدمات لن تكون متاحة إلا إذا التزم مستورد النفط سقف السعر. وقد يؤدي فرض قيود مماثلة على توافر الخدمات المالية الأميركية إلى إعطاء المخطط تأثيراً إضافياً. 

وشدد شولتز على أن المفهوم سيتطلب شراءً واسع النطاق في جميع أنحاء العالم ليكون فاعلاً. كما سيتطلب ذلك من الاتحاد الأوروبي تعديل حظره على تأمين شحنات الخام الروسية، التي تم إدخالها بالتزامن مع الحظر المفروض على واردات النفط المنقولة بحراً، وهو أمر يستوجب موافقة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. 

وسيستدعي ذلك انضمام المملكة المتحدة إليها، نظراً إلى أنها موطن سوق التأمين في "لويدز أوف لندن"، ووافق الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بالفعل على التنسيق بشأن حظر التأمين، لكن لندن لم تنتهِ بعد من مخططها. 

في قمتهم، سيناقش قادة مجموعة السبع أيضاً كيفية تجنب "أزمة الجوع" العالمية، وسط تزايد انعدام الأمن الغذائي الناجم عن حرب أوكرانيا. وسيبحثون أيضاً اقتراحاً ألمانياً بشأن "نادي المناخ"، إذ ستنسق الدول المشاركة جهودها لإزالة الكربون من اقتصاداتها. 

المزيد من البترول والغاز