Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"فارس" فيلم مصري جديد يدخل قائمة "صفر إيرادات"

رفع العمل بعد 36 يوم عرض وبطله يبرر الفشل بسوء التوقيت و"غرفة السينما": لم يغطِ تكاليف القاعات

رفع فيلم بعد تحقيق إيرادات هزيلة إجراء ضروري من حيث الحسابات الإنتاجية وأيضاً بالنسبة إلى أصحاب دور العرض (السينما دوت كوم)

بعد 36 يوماً من عرضه في دور السينما المصرية، رُفع فيلم "فارس" لأحمد زاهر وحسين فهمي وإيمان العاصي، إخراج رؤوف عبد العزيز، بعد أن حصد في آخر ليلة عرض له نحو 22 دولاراً، ما يعادل 421 جنيهاً مصرياً تقريباً.

تلك الإيرادات الهزيلة لم تكُن الأولى للفيلم، إذ استمر نزف الخسائر منذ أول أيام لطرحه مقارنة بالأفلام الأخرى، وسجلت إيرادات الفيلم في أسبوعه الأول 392 ألف جنيه (حوالى 20 ألف دولار). وبحسب تصريحات مسؤولي غرفة صناعة السينما المصرية، وصل إجمالي إيرادات الفيلم حتى رفعه ما يقرب من 750 ألف جنيه (نحو 40 ألف دولار).

أفلام منافسة

في المقابل، واصلت الأفلام المنافسة تحقيق إيرادات مرتفعة، واقترب أحمد حلمي بفيلم "واحد تاني" من 70 مليون جنيه (3 ملايين و888 ألف دولار تقريباً)، وحقق فيلم "العنكبوت" لأحمد السقا ومنى زكي نحو 40 مليون جنيه (مليونان و222 ألف دولار)، ووصلت إيرادات فيلم "زومبي" لعلي ربيع ونجوم مسرح مصر إلى نحو 20 مليون جنيه (مليون و111 ألف دولار).

كما سجل الإيراد اليومي لهذه الأفلام أحياناً نحو مليوني جنيه (112 ألف دولار)، بينما تفوّق أحمد حلمي وحقق في بعض الأوقات إيراداً يومياً تعدى 7 ملايين جنيه (388 ألف دولار).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورفع فيلم "فارس" من دور العرض المصرية ليس أمراً فريداً من نوعه، بل يتكرر مع الأفلام التي لا تحقق الحد الأدنى من الإيرادات، وبحسب تصريحات المنتج هشام عبد الخالق، عضو غرفة صناعة السينما لـ"اندبندنت عربية"، فإن كثيراً من الأفلام تتعرض لهذا المصير، وضعف الإيرادات هنا يُسمّى بـ"الإيرادات الصفرية"، وتعني أن العمل لا يجلب حتى كُلف تأجير قاعات العرض، ومصاريف العمالة والخدمات، وفي هذه الحال يتم رفعه من دون نقاش.

من جانبه، أرجع الفنان أحمد زاهر، بطل فيلم "فارس"، الإيرادات الهزيلة لأسباب عدة، أهمها سوء التوقيت، إذ عرض العمل في وقت غير مناسب، وكانت هناك مناسبات كروية كثيرة أثّرت في العرض، وأسهمت في عدم تحقيقه إيرادات جيدة، وربما لو عرض في وقت آخر لكانت الأمور اختلفت إلى حد كبير.

وأشار إلى أن "الفيلم على المستوى الفني نال إعجاب الناس، وتلقيت إشادات كثيرة من الزملاء والجمهور في كل مكان، فضلاً عن التفاعل الكبير جداً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكان من المفترض أن يعرض في موسم عيد الفطر، لكن لم تكُن كل تفاصيله كاملة، لذلك قررنا تأجيله، فعرض في وقت لا هو موسم خصب، ولا يحظى بإقبال مناسب، وربما كانت هذه هي الأزمة، لأن الناس تطرح أعمالها في مواسم محددة، وليس وسط الأسابيع هكذا".

وأضاف زاهر، "لا شك في أن كثيراً من الأفلام المعروضة أيضاً في ذروة موسم عيد الفطر عانت بعض الظروف، ما أثر في إيراداتها، مثل الامتحانات"، وتابع، "تعاقدت على هذا العمل منذ عام 2020 بعد نجاح مسلسل ’البرنس‘ ثم مسلسل ’لؤلؤ‘، لكن حالت ظروف دون تنفيذه في هذا الوقت، إذ عانى الجميع من تفشي فيروس كورونا، وتوقفت كل المشاريع وقتها".

فواجع الإيرادات

قالت الناقدة الفنية سماح الجوهري إن هناك أفلاماً مثل فيلم "فارس" مُنيت بفواجع في الإيرادات لأكثر من سبب، أهمها أن بطله يمثل للمرة الأولى كبطل مطلق في السينما، وهي حسبة شديدة التعقيد، فأحمد زاهر ممثل تلفزيوني مميز قد يكون حصل على أدوار مهمة وربما بطولات معدودة، لكن فكرة تقديمه كنجم سينمائي وفي فيلم أكشن أمر في غاية الخطورة، بخاصة أنه ينافس أحمد السقا في فيلم "العنكبوت"، وزاهر ليس له جمهور سينمائي، وكان من الصعب الرهان عليه في هذا التوقيت سينمائياً.

وأضافت، "وضع السينما حرج جداً، وحساباتها في غالبية الأوقات ليست مضمونة، حتى بالنسبة إلى كبار نجومها المخضرمين، فما بالنا بممثلين يجربون حظهم سينمائياً وكأبطال مطلقين، وهناك كثير من التجارب التي لم تنجح، وكانت مماثلة لتجربة فيلم فارس، وقد توجد عوامل مؤثرة في إيرادات الأفلام بوجه عام، مثل الدراسة، أو تفشي الأمراض، أو سوء الأحوال الجوية. وبالطبع لن تكون هذه العوامل سبباً في إيرادات لا تتعدى 22 دولاراً مثلما حدث في فيلم فارس، على الرغم من أن أبطاله يستحقون الاهتمام، مثل الفنان حسين فهمي، الذي يلعب دوراً مميزاً، وهو في الأساس نجم سينمائي مخضرم".

وتابعت الجوهري، "رفع فيلم سينمائي بعد تحقيق إيرادات هزيلة إجراء ضروري جداً من حيث الحسابات الإنتاجية، وأيضاً بالنسبة إلى أصحاب دور العرض، فما دام الفيلم لا يغطي كُلف عرضه، لا يمكن الإبقاء عليه بأية حال من الأحوال".

سوابق مماثلة

هناك نماذج كثيرة لهذه الواقعة عبر فترات زمنية مختلفة، إذ اضطرت غرفة صناعة السينما والمنتجون إلى رفع أفلام بسبب إيراداتها الهزيلة، وعلى سبيل المثال رُفع فيلم "معالي ماما" بعد أسبوعين فقط من طرحه في دور العرض، عندما حقق إيرادات قدرها 217 ألف جنيه فقط (12 ألف دولار)، الأمر الذي دفع المسؤولين عن دور العرض إلى رفعه من القاعات بسبب قلة الإقبال عليه، والفيلم من بطولة بشرى.

كذلك رُفع فيلم "أبو صدام"، بسبب قلة إيراداته، إذ حقق في أواخر أيام عرضه أيضاً نحو 420 جنيهاً فقط (22 دولاراً)، والعمل من بطولة محمد ممدوح وأحمد داش وإخراج نادين خان. وقررت دور العرض من قبل رفع فيلم "الورشة" بعد أسبوعَي عرض فقط، وحصد الفيلم خلال فترة وجوده في السينمات 80 ألف جنيه (4 آلاف و444 دولاراً). والفيلم من بطولة نضال الشافعي وسهر الصايغ ومحمد جمعة.

الأمر تكرر أيضاً مع فيلم "علي معزة وإبراهيم"، الذي أطيح  من دور العرض بعد تحقيقه 252 ألف جنيه (14 ألف دولار) في 5 أسابيع، كما حقق في آخر يوم عرض له 228 جنيهاً (نحو 13 دولاراً)، والفيلم من بطولة أحمد مجدي وعلي صبحي وإخراج شريف البنداري.

ومن ضمن الأفلام التي تم رفعها للسبب ذاته، فيلم "يوم من الأيام" لمحمود حميدة وأحمد الفيشاوي، إذ حقق إيرادات بلغت 376 ألف جنيه (20 ألفاً و388 دولاراً) في ستة أسابيع قبل رفعه، وحقق في آخر يوم عرض 790 جنيهاً (43 دولاراً).

وتشمل القائمة أيضاً فيلم "يا تهدي يا تعدي"، الذي حقق إجمالي إيرادات بنحو 420 ألف جنيه (22 ألف دولار)، والفيلم شاركت في بطولته آيتن عامر وسلوى خطاب وإدوارد، وإخراج خالد الحلفاوي. ومن الأفلام التي رُفعت إجبارياً لقلة إيراداتها "سمكة وصنارة" و"ليل خارجي"، إذ بلغ إجمالي إيرادات الأول 235 ألف جنيه (13 ألف دولار)، بينما حقق الثاني 103 آلاف جنيه (5 آلاف و722 دولاراً).

اقرأ المزيد

المزيد من فنون