Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الدراجة" وسيلة مواصلات بالقاهرة فهل تنقذها من الزحام؟

"كايرو بايك" مشروع يعتمد مشاركة الدراجات واستخدامها من خلال تطبيق على الهاتف ويضم 500 موزعة على 45 محطة

يهدف المشروع إلى اعتماد الدراجات كوسيلة مواصلات صديقة للبيئة في القاهرة​​​ (مواقع التواصل)

"كايرو بايك" هو اسم المشروع الذي أعلنته القاهرة كوسيلة مواصلات، تعتمد فكرة مشاركة الدراجات من خلال تطبيق على الهاتف المحمول، في إطار التوجه العام الذي تتبناه مصر لاعتماد أشكال مختلفة من المشاريع الصديقة للبيئة.

يبدأ المشروع في منطقة وسط القاهرة وسيدخل حيز التنفيذ على مرحلتين، الأولى خلال شهر يوليو (تموز) المقبل بعدد 250 دراجة موزعة على 26 محطة، والثانية في منتصف شهر سبتمبر (أيلول) وتضم 250 دراجة، بإجمال 500 دراجة للمشروع بالكامل، موزعة على 45 محطة تعمل بالطاقة الشمسية ومؤمنة بكاميرات المراقبة.

وبالفعل، أصبحت تصميمات المحطات والدراجات وتطبيق المحمول الخاص بها جاهزة، حيث يعتمد المشروع فكرة المشاركة بوجود شبكة كبيرة من النقاط التي تتوافر بها دراجات للاستخدام العام، تدار بتطبيق على الموبايل وبأسعار منخفضة، تبدأ من جنيه للساعة الواحدة أو يمكن استخدامها من خلال كارت شحن مسبق الدفع، وهو ما سينفذ بمناطق وسط البلد وغاردن سيتي والزمالك كبداية بأسطول من الدراجات يتم تتبعها بالـ GPS في أماكن استراتيجية، تتكامل مع محطات المترو وخطوط النقل العام، ومن المنتظر نشر المشروع في أماكن أخرى.

نظام مشاركة الدراجات

ونظام مشاركة الدراجات هو تكنولوجيا وضع الدراجات في محطات بجميع أنحاء المدينة، بحيث يمكن لسكانها وروادها استئجارها من مكان (أ) ثم تركها في مكان (ب) وهو نظام ثبت نجاحه في تشجيع استخدام وسائل النقل غير الآلية.

كان اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة، أشار في بيان صحافي إلى أن القاهرة ستكون الرائدة في تطبيق هذا المشروع كون تلك المنظومة هي الأولى من نوعها في مصر، إذ كانت التجارب السابقة تقتصر على المجتمعات العمرانية المغلقة أو على نطاقات ضيقة أخرى، كما اختير مسمى "كايرو بايك" أو "دراجة القاهرة" خلال تشاورات بين محافظة القاهرة والمجتمع المدني ومجموعات ركوب الدراجات والمهتمين بالقضايا البيئية.

 وأضاف محافظ القاهرة أن مشروع "كايرو بايك" هو نتاج شراكة بين محافظة القاهرة وشركاء التنمية منذ بداية مراحل التخطيط، وبدعم برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية UNHABITAT وتمويل من مؤسسة "دروسوس" السويسرية "Drosos" ودعم فني وإشراف من قبل معهد سياسة النقل والتنمية ITDP"".

مجموعات قيادة الدراجات

وخلال السنوات الأخيرة انتشرت مجموعات قيادة الدراجات في شوارع القاهرة، إذ تظهر في صباح عطلات نهاية الأسبوع بمناطق مختلفة لتضم العشرات من محبي قيادة الدراجات، حتى باتت مشهداً مألوفاً للناس، وساعدت في شكل كبير على قبول المجتمع لفكرة الدراجة في الشارع من بين هذه المبادرات والتي كان لها دور استشاري ضمن عدد من القطاعات والأفراد المهتمين بمثل هذا التوجه، هي "Go bike" التي تعد واحدة من أكبر مجموعات الدراجات في القاهرة.

يقول محمد سامي مؤسس الفريق لـ "اندبندنت عربية"، إن مجموعات قيادة الدراجات أصبحت ظاهرة ملموسة بالفعل منذ سنوات، فأصبح قيادة دراجة في شوارع القاهرة أمر مقبول وغير مستغرب، وبالطبع سيكون لهذا انعكاس كبير عند تفعيل مشروع اعتماد الدراجات كوسيلة مواصلات".

ويضيف، "استخدام الدراجات بشكل عام قد يكون كرياضة أو كواحدة من وسائل الترفيه، إضافة إلى استخدامها كوسيلة مواصلات والدراجات تعتبر إضافة إلى المشي والمركبات الكهربائية وسائل نقل مستدام لها تأثير إيجابي على البيئة، إذ لا ينتج منها انبعاثات كربونية ناتجة من احتراق الوقود مثل المواصلات العادية، إضافة إلى تأثيرها الإيجابي على الصحة والحال المزاجية".

تحديات وصعوبات

القاهرة التي تصنف كواحدة من أكثر المدن ازدحاماً هل ستنجح فيها تجربة استخدام الدراجات كوسيلة مواصلات وسط هذا الكم من السيارات والبشر، وكيف يمكن توفير وسائل الأمان للراكب الذي سيقودها وسط شوارع مزدحمة.

يقول سامي "بالطبع هناك تحديات كثيرة ومشكلات قائمة وأخرى ستظهر مع التجربة الفعلية، لكن يمكن مواجهتها بسبل عدة، على رأسها نشر الوعي بأن الدراجات لها حق في الطريق مثل سائر المركبات، والالتزام بآداب التحرك بالدراجة من جانب راكبها، إضافة إلى تفعيل القوانين التي تحمي راكب الدراجة والتنسيق مع الجهات الأمنية والمرور، ومع الوقت يمكن تحويل بعض الشوارع وخاصة الجانبية إلى مناطق خالية من السيارات".

ويضيف، "كثير من دول العالم تعتمد على الدراجات كوسيلة مواصلات وتلقى قبولاً مجتمعياً كبيراً، وهذا هو ما يجب العمل عليه خلال الفترة المقبلة، فلا بد من الترويج للفكرة ونشر الوعي بين الناس بأهميتها والفوائد التي تعود على الفرد والمجتمع من استخدامها، فهي وسيلة مواصلات رخيصة وتنعكس على صحة الفرد بالإيجاب، إضافة إلى أنها تقلل من الكثافة المرورية وتقلل من تلوث المدينة".

وعن اعتماد المشروع على تطبيق إلكتروني للاستخدام ومدى تأثيره على جودة التجربة، يقول سامي "العصر الحالي هو عصر المعلوماتية والتحول الرقمي وهذا أصبح واقعاً ومن أساسات نجاح أي مشروع"، مستدركاً "اعتماد مشروع كايرو بايك على تطبيق إلكتروني سيعطي مؤشرات عن معدلات الاستخدام والأماكن الأكثر طلباً للخدمة، وسيمكن عن طريقة تحليل البيانات المختلفة للركاب وطبيعة استخدام الدراجات، مما سيساعد بشكل كبير في التخطيط المستقبلي للمشروع، بناء على معلومات متوافرة وحقيقية".

قبول مجتمعي

ومنذ عشرات السنوات كان استخدام الدراجة كوسيلة للتنقل في شوارع القاهرة الخالية آنذاك مقبولاً، وشهدت عدداً من الأفلام القديمة مشاهد لنجوم ونجمات السينما يقدن الدراجات في شوارع القاهرة، إلا أن الأمر تغير بدرجة ما لفترة طويلة قبل أن تعود الدراجة للظهور على الساحة حالياً مع تنامي فكرة التنمية المستدامة التي تتبناها الدولة، فكيف يراها الناس وما مدى قبولهم للفكرة؟

تقول ملك طالبة في جامعة القاهرة، "بالطبع الاعتماد على الدراجة كوسيلة مواصلات هو خطوة جيدة وإن كنت أراها ليست بالسهلة في شوارع القاهرة، فهي ستكون عملية في المسافات القصيرة والمناطق الهادئة نسبياً، لكن أتصور أن تفعيلها سيحتاج إجراءات تتعلق بإعداد الشوارع لهذا الأمر، مثل وجود مسارات خاصة للدراجة أتمنى أن تنفذ مع الوقت".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بينما يقول شادي وهو مهندس كمبيوتر، "أسكن وأعمل في محافظة 6 أكتوبر، ولا أجد مشكلة في قبول فكرة التنقل بالدراجة فهي خيار جيد لسكان المناطق على أطراف القاهرة، وأرى أنه بالتوازي مع مشروع "كايرو بايك" يمكن أن يطلق مشروع آخر لتوفير الدراجات للمواطنين الراغبين في شراء دراجة بأسعار معقولة وتوفير أماكن لانتظار هذه الدراجات في مواقع مختلفة مثل أماكن انتظار السيارات، فيمكن أن تكون هذه خطوة أخرى نحو تشجيع الناس على ركوب الدراجات بدلاً من المواصلات التقليدية".

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة