Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القصف الروسي يحيل شرق أوكرانيا إلى "جحيم"

مقتل 20 على الأقل بعد إمطار خاركيف بالصواريخ وبوتين يدعو لتعزيز العلاقات مع دول "بريكس"

تدور في أوكرانيا أعنف المعارك التي تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية (أ ف ب)

تشهد ساحات القتال في منطقة لوغانسك ومدينة سيفيرودونتسك الرئيسة في شرق أوكرانيا قصفاً روسياً مكثفاً جعلها بمثابة "جحيم"، وفق ما قالت كييف مؤكدة في الآن ذاته أن قواتها ستصمد "طالما لزم الأمر". وأمطرت القوات الروسية خاركيف، ثاني كبرى المدن الأوكرانية والمناطق الريفية المحيطة بها بالصواريخ، ما أسفر عن مقتل 20 على الأقل، في ما وصفته كييف بأنه محاولة من موسكو لإجبارها على سحب قواتها وعتادها من ميدان المعركة الرئيس لحماية المدنيين من الهجوم.

وتهاجم القوات الروسية شرق أوكرانيا منذ أسابيع وتتقدم ببطء على الرغم من المقاومة الشرسة من الجيش الأوكراني الأقل تجهيزاً.

مع إحكام قوات الرئيس فلاديمير بوتين قبضتها على مدينة سيفيرودونتسك ذات الأهمية الاستراتيجية في دونباس، باتت ليسيتشانسك المتاخمة لها تتعرّض لقصف أعنف.

وقال حاكم لوغانسك سيرغي غايداي عبر "تلغرام" إن "الجيش الروسي يدمر كل شيء" في ليسيتشانسك. وأضاف لاحقاً أن "الوضع أشبه بجحيم" بعد أربعة أشهر من القصف في سيفيرودونتسك. وتابع "رجالنا في مواقعهم وسيواصلون الصمود طالما لزم الأمر".

إصابة منشآت لتخزين الحبوب والزيوت

وأصيبت منشأتان ضخمتان في مدينة ميكولايف باوكرانيا مخصّصتان لتخزين الحبوب والزيوت النباتية وتصديرها عبر ميناء المدينة بقصف صاروخي روسي الأربعاء، بحسب ما أعلنت لوكالة الصحافة الفرنسية شركتا "فيتيرا" و"بونج" المشغّلتان للمنشأتين.
وقال متحدث باسم شركة "فيتيرا" إن الخزّانات المخصّصة لتصدير الزيوت النباتية في الميناء التجاري في مدينة ميكولايف "تضرّرت بضربة صاروخية" أسفرت أيضاً عن إصابة شخص بجروح طفيفة.
وأضاف أن القصف أدّى إلى اشتعال النيران في اثنين من خزاناتها وتضرّر خزان ثالث.
وهذه المنشأة الضخمة المعدّة لتصدير الزيوت النباتية تبلغ سعتها 160 ألف طن واشترتها في 2020 مجموعة "غلينكور" المالكة لشركة فيتيرا.
بدورها، قالت متحدثة باسم "بونج" إن منشآت الشركة في ميكولايف "أصيبت خلال الهجمات الروسية الأخيرة في المنطقة"، مشيرة إلى أن القصف لم يوقع أي إصابات بشرية وأنه تعذّر عليها في الحال تقييم حجم الأضرار.
ومنشأة بونج المغلقة من اليوم الأول لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي، تشمل مركزاً للتخزين وآخر لتحميل السفن ووحدة لإنتاج الزيت النباتي.
ومنذ بدء الحرب الروسي توقّف تصدير المواد الأولية الزراعية عبر موانئ ميكولايف وأوديسا.

أنباء عن تطويق ليسيتشانسك وسيفيرودونتسك

من جهتهم، زعم الانفصاليون الموالون لروسيا أنهم أوشكوا على تطويق ليسيتشانسك وسيفيرودونتسك. وقال الضابط في جيش لوغانسك الانفصالي أندريه ماروشكو للتلفزيون الروسي الرسمي "تم إنجاز عمل هائل خلال الأيام الماضية".

وباتت القوات الروسية تحتل قرى في المنطقة، وسيعني الاستيلاء على المدينتين سيطرة موسكو على لوغانسك بأكملها، ما يسمح لها بالتوسع أكثر في دونباس.

وإثر دحرها من كييف وأجزاء أخرى من أوكرانيا في فبراير (شباط)، ركزت موسكو جهودها العسكرية للسيطرة على حوض دونباس الشاسع شرق البلاد.

وفي إفادة صحافية الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية مسؤوليتها عن ضربة صاروخية قالت إنها قتلت عدداً من العناصر في القوات الأوكرانية في ميكولايف جنوب البلاد.

وقال رئيس بلدية المدينة أولكسندر سينكيفيتش للتلفزيون الأوكراني إن القصف طاول شركتين ومدرسة، إضافة إلى تسببه في حريق لم تتمكن السلطات من إخماده.

وفي مدينة زابوروجيا بوسط أوكرانيا، تتدرب نساء على استخدام بنادق كلاشنيكوف الهجومية في قتال الشوارع مع اقتراب القوات الروسية.

وقالت أوليانا كياشكو (29 سنة) وهي تتدرب "بالطبع ليس من المخيف أن تحمل مدفعاً رشاشاً بين يديك عندما تستطيع استعماله".

زيادة الضغط

في موازاة ذلك، أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض الأربعاء، أن مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى ستقدّم في قمّتها المرتقبة في ألمانيا في نهاية الأسبوع الجاري، "مجموعة مقترحات ملموسة لزيادة الضغط على روسيا ولإظهار دعمنا الجماعي لأوكرانيا".
ولفت المسؤول طالباً عدم ذكر اسمه إلى أن ملف موارد الطاقة التي ارتفعت أسعارها بقوة في العالم بأسره سيكون "في صلب المحادثات" التي سيجريها قادة الدول السبع وهي الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وكندا وإيطاليا واليابان، بالإضافة كذلك إلى الوضع الاقتصادي العالمي بمجمله.

مستوى مروع

من جهته، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته اليومية الثلاثاء (21 يونيو)، الجيش الروسي بتنفيذ قصف "وحشي" في منطقة خاركيف شرق البلاد، حيث قال الحاكم إن 15 شخصاً قتلوا الثلاثاء.

من جهتها، استنكرت منظمة "أطباء بلا حدود" الأربعاء "المستوى المروع" من المعاناة التي يسببها العنف الأعمى للحرب في أوكرانيا في صفوف المدنيين، ضحايا "الهجمات العشوائية المستمرة".

وقالت المنظمة في بيان إن المعطيات الطبية وشهادات المرضى الذين تم إجلاؤهم تظهر أن الحرب "تدور رحاها في غياب فاضح لتجنّب المدنيين وحمايتهم" و"تكشف الهجمات العشوائية المستمرة ضد المدنيين".

حريق بمصفاة نفطية على الحدود

في الداخل الروسي، قال مسؤولون الأربعاء إن طائرتين مسيّرتين ضربتا مصفاة نفط في منطقة روستوف المتاخمة لأوكرانيا، ما تسبب في انفجار وحريق من دون تسجيل إصابات.

بعيداً من ساحة المعركة

بعيداً من ساحة المعركة، استدعت موسكو سفير الاتحاد الأوروبي في ظل نزاعها مع ليتوانيا، العضو في الاتحاد الأوروبي بشأن القيود التي فرضتها على حركة قطارات الشحن المتجهة إلى كالينينغراد الروسية.

تبعد المنطقة حوالى 1600 كيلومتر عن موسكو على الحدود مع ليتوانيا وبولندا.

من خلال منعها وصول البضائع من روسيا، تقول ليتوانيا إنها تلتزم ببساطة العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على موسكو.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلنت الولايات المتحدة التزامها تجاه ليتوانيا كحليف في "حلف شمال الأطلسي" (ناتو) الذي تنص معاهدته على اعتبار الهجوم على أحد الأعضاء هجوماً على الجميع.

وحضّت ألمانيا روسيا على عدم "انتهاك القانون الدولي" بالانتقام من ليتوانيا.

من جانبها، اتهمت إستونيا موسكو الأربعاء باتخاذ تدابير تصعّد التوتر قبيل قمة "ناتو" الأسبوع المقبل، بما في ذلك عمليات محاكاة لإطلاق صواريخ وانتهاكات لمجالها الجوي.

الحبوب العالقة

الأربعاء أيضاً، غادرت سفينة شحن تركية مدينة ماريوبول التي تحتلها روسيا على ساحل بحر آزوف. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت السفينة تحمل قمحاً، علماً أن موسكو وأنقرة تتفاوضان منذ أسابيع على إخراج ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية التي تشتد الحاجة إليها، بخاصة في أفريقيا والشرق الأوسط.

وقالت وزارة الدفاع التركية إن محادثات رباعية ستعقد "في الأسابيع المقبلة" بين روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، وذكرت وسائل إعلام أن الاجتماع قد يعقد الأسبوع المقبل.

لكن بعد تصريحات أنقرة المتفائلة، قالت كييف الأربعاء إنه لم يتم إحراز تقدم ملموس في قضية الحبوب العالقة في موانئها بسبب الحرب الروسية.

وكتب المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو على "تويتر"، "لم يتم حتى الآن التوصل إلى اتفاق ملموس بشأن إجراء محادثات مع أوكرانيا وروسيا وتركيا والأمم المتحدة".

ومع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا، أكدت الخارجية الأميركية الثلاثاء مصرع أميركي ثانٍ اسمه ستيفن زابيلسكي (52 سنة) أثناء قتاله إلى جانب قوات كييف.

وأعرب المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي عن قلقه إزاء التصريحات الروسية بأنها لن تطبق اتفاقيات جنيف بشأن المعاملة الإنسانية للسجناء على أميركيَين آخريَن أُلقي القبض عليهما الأسبوع الماضي، ووصف إمكانية إصدار حكم بالإعدام بحقهما بأنها "مروعة".

وقالت منظمة "مراسلون بلا حدود" في تحقيق نُشر الأربعاء إن المصور الصحافي الأوكراني ماكس ليفين قُتل وربما تعرّض للتعذيب على أيدي قوات روسية بعد أسره في 13 مارس (آذار).

في بروكسل، أعلن وزراء أوروبيون الثلاثاء أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي متوافقة على منح أوكرانيا ومولدوفا المجاورة وضع الدولة المرشحة لعضوية التكتل.

ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأربعاء الزعماء الأوروبيين إلى "أن يكونوا في مستوى الحدث" من خلال منح أوكرانيا ومولدوفا وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في قمتهم المرتقبة الخميس.

وفي برلين، قال المستشار الألماني أولاف شولتز للبرلمان الأربعاء إن أوكرانيا "تحتاج إلى خطة مارشال لإعادة إعمارها"، في إشارة إلى المساعدات التي قدمتها واشنطن بعد الحرب العالمية الثانية وساعدت أوروبا المنكوبة في الوقوف على قدميها.

وأضاف شولتز "ما زلنا بعيدين من المفاوضات. لأن بوتين لا يزال يؤمن بإمكانية إملاء السلام"، داعياً حلفاءه إلى "الاستمرار" في دعم كييف من خلال العقوبات و"تسليم الأسلحة" لأوكرانيا.

وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس الأربعاء إن زيلينسكي سيشارك عبر الفيديو في قمة "حلف شمال الأطلسي" التي ستعقد في مدريد في الفترة من 28 إلى 30 يونيو (حزيران) الحالي.

وأوضح ألباريس خلال مؤتمر صحافي أنه "سيتم تخصيص جلسة عمل خاصة لأوكرانيا" خلال القمة و"سيحضر الرئيس زيلينسكي خلال هذا الاجتماع عن طريق الفيديو".

في غضون ذلك، استنكرت موسكو عدم منح بريطانيا تأشيرات دخول لمندوبيها للمشاركة في جمعية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الشهر المقبل.

بوتين يدعو إلى تعزيز العلاقات مع دول "بريكس"

من جانبه، دعا بوتين الأربعاء إلى تعزيز العلاقات بين دول "بريكس" (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) على خلفية العقوبات الغربية غير المسبوقة التي تضرب الاقتصاد الروسي بسبب الصراع الأوكراني.

وقال بوتين أمام المشاركين في منتدى "بريكس" الاقتصادي عشية قمة افتراضية لهذه البلدان، "يضطر رجال الأعمال في بلادنا إلى تطوير أعمالهم في ظروف صعبة لأن الشركاء الغربيين يتجاهلون المبادئ الأساسية لاقتصاد السوق والتجارة الحرة". واستنكر "فرض عقوبات جديدة ذات دوافع سياسية بشكل مستمر"، التي تتعارض مع "الفطرة السليمة والمنطق الاقتصادي الأساس".

وفي هذا السياق، "تعيد موسكو توجيه تدفقاتها التجارية واتصالاتها الاقتصادية الخارجية بنشاط نحو شركاء دوليين موثوقين، خصوصاً نحو دول بريكس"، كما أكد بوتين. وأضاف أن هناك "محادثات جارية بشأن افتتاح سلسلة متاجر هندية في روسيا وزيادة حصة السيارات الصينية في السوق الروسية".

وتابع أن "شحنات النفط الروسي إلى الصين والهند آخذة في الازدياد. التعاون الزراعي يتطور بشكل ديناميكي"، وكذلك تصدير الأسمدة الروسية إلى دول المجموعة.

وتريد روسيا أيضاً أن تطور مع شركائها في "بريكس"، "آليات بديلة للتحويلات الدولية" و"عملة دولية" بهدف خفض الاعتماد على الدولار واليورو.

التاريخ وروسيا النازية

وقال المستشار الرئاسي الأوكراني ميخائيلو بودولياك في تغريدة "بعد بناء معتقدات راسخة عن الحرب العالمية الثانية لسنوات، سيحاول الأطباء النفسيون في المستقبل معرفة كيف بدأت روسيا إعادة كتابة صفحاتها الدموية الخاصة في التاريخ متسمة بصبغة نازية في كل خطوة".

وكررت موسكو اليوم الأربعاء تهديدات باتخاذ إجراءات انتقامية لم تحددها، رداً على قرار من ليتوانيا منع وصول شحنات بالسكك الحديدية إلى كالينينغراد المطلة على بحر البلطيق. وتقول ليتوانيا إن الإجراء مطلوب بموجب عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي ودخلت حيز التنفيذ السبت.

وصرّح ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين في مكالمة مع الصحافيين "نحن مقتنعون بأن العقوبات غير القانونية التي تبنّاها الاتحاد الأوروبي غير مقبولة بالمرة في هذا الموقف"، مضيفاً أن إجراءات مضادة قيد الإعداد.

المزيد من دوليات