Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الغذاء العالمي": أطفال اليمن يموتون بسبب منع الحوثيين إيصال المعونات الغذائية لهم

المتمردون منعوا الطعام عن 60% من حالات التقيناها في صنعاء... وعرقلوا 79% من زيارات المراقبين إلى صعدة

أطفال يمنيون لدى تسلمهم مساعدات غذائية من برنامج الأغذية العالمي في منطقة المنصورة في عدن (موقع برنامج الأغذية العالمي)

قدّم المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيزلي، أمام مجلس الأمن الدولي، إفادة استغرقت نحو ربع الساعة، تعرّض فيها لتاريخ طويل من تلاعب الحوثيين بالمعونات الغذائية المقدمة من الأمم المتحدة "للجياع في اليمن"، على حدّ تعبيره.

وخاطب بيزلي رئيس وأعضاء الجلسة بقوله "سيدي الرئيس: أتمنى أن آتيكم بأخبار جيدة يوماً ما في المستقبل عن الوضع الإنساني، ولكن للأسف ليس اليوم".

وقال بيزلي "بكل حزن، برنامج الغذاء العالمي مُنع من إيصال الطعام إلى الناس الأكثر جوعاً في اليمن"، منوهاً بأن "المساعدات الغذائية المقدمة من الأمم المتحدة جرى تحويلها (عن المحتاجين) في المناطق التي يسيطر عليها أنصار الله (الحوثيون)، على حساب الأطفال والنساء والرجال".

وذكر أنه في حين أن 20 مليون يمني لا يجدون ما يأكلون "فإننا نواجه مقاومة شرسة لمنعنا من القيام بعملنا في الحفاظ على حياة الناس".

وأكد بيزلي في إحاطة- وصفت بالشفّافة- أن البرنامج وضع خططاً للمراقبة لضمان أن المساعدات تصل إلى محتاجيها، ولا تذهب لخدمة أجندة سياسية، "غير أن الحوثيين وعلى مدى عامين كاملين واصلوا إعاقتنا عن القيام بعملنا في إيصال المساعدات للناس".

ونوه بيزلي بأن الحوثيين منعوا كذلك دخول معدات تابعة لبرامج الأمم المتحدة، ومنعوا موظفي المنظمة الدولية من الدخول إلى مناطقهم، بعدم منح تأشيرات الدخول.

وأضاف أنه في ديسمبر (كانون الأول) 2017 عقد برنامج الغذاء العالمي مباحثات مع "سلطة صنعاء" للسماح بتسجيل المحتاجين للمساعدة بطريقة إلكترونية، منعاً للتلاعب بالإغاثة، و"لكن بعد شهور وشهور لم نحصل منهم على نتيجة".

وذكر أنه مع نهاية 2018 "كشفنا أن الحوثيين يحوّلون المساعدات الإنسانية للأشخاص الخطأ".

وقال بيزلي "كما أحطت مجلس الأمن في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي بأن الحالة في اليمن كانت وما زالت تمثل وضعاً كارثياً، فإنني اليوم لا أستطيع أن أضمن لكم أن المساعدات الغذائية تذهب لمن يحتاجها... لأنه لم يسمح لنا بالعمل بشكل مستقل، ولأن الإغاثة تحوّل (عن محتاجيها) لأغراض الربح وأغراض أخرى".

وأضاف "الحقيقة الثابتة هي أن الطعام ظلّ يؤخذ من أفواه الجياع، من الصغار والصغيرات الذين يحتاجون الطعام للبقاء على قيد الحياة".

وسرد المدير التنفيذي للبرنامج ما ذكر أنها بعض أمثلة من حالات كثيرة كأدلة جمعها البرنامج، على تلاعب الحوثيين بملفات الإغاثة، مؤكداً أنه "في مدينة صنعاء، أخبرنا عدد من المحتاجين أنهم لم يستلموا أي من المساعدات الغذائية على الرغم من أن قوائم التوزيع تحتوي على بصمات استلام، كما لو كانوا قد تحصّلوا عليها"، في إشارة إلى أن الحوثيين يتلاعبون بكشوف التوزيع ببصمات مزورة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكر أن فريقه أجرى مقابلات مع مستحقين للمساعدات في سبعة مراكز في مدينة صنعاء، وأن 60% منهم لم يستلموا أية مساعدة غذائية.

وأكد أنه في مدينة صعدة أجريت لقاءات مع محتاجين، "وتأكد لنا أن 33% منهم لم يتسلموا أي مساعدة في أبريل (نيسان) 2019".

وذكر أنه خلال الستين يوماً الأخيرة "سجل نظامنا الرقابي أكثر من 30 حالة تم فيها التلاعب في توزيع المساعدات، في المناطق التي تسيطر عليها سلطات صنعاء".

وأضاف أنه في محافظة صعدة منع الحوثيون 79% من الزيارات الرقابية التابعة لمنظمات مستقلة، كما منعوا 66% من زيارات مراقبي برنامج الغذاء العالمي إلى المدينة نفسها، مؤكداً أن مخالفات الحوثيين لا يمكن أن تحصى، في المناطق التي يسيطرون عليها.

وفي حين هاجم بيزلي سلطات الحوثيين بقوة، أشاد بتعامل الحكومة الشرعية في الملف الإغاثي، وقال "إننا عندما نواجه تحديات في مناطق تسيطر عليها الحكومة، فإننا نتلقى تعاوناً لمواجهة التحديات بشكل مستمر".

وكرر أن "مساعداتنا الغذائية يتم التلاعب بها، ويتم منعنا من المعالجات، وإذا لم نفعل شيئاً فإننا لن نستمر في العمل".

وقال إنه "عندما تذهب المساعدات الغذائية إلى الأشخاص الخطأ، وعندما نفشل في الوصول للمحتاجين، فإننا نخذل الإنسانية، ولا يمكننا أن نترك هذا يستمر".

وقال بيزلي إنهم جرّبوا "كل الخيارات الممكنة لكي نحل هذه الإشكالية خلال الشهور الثمانية عشرة الماضية"، مضيفاً "لقد انخرطنا في محادثات وحوار مع قيادة أنصار الله (الحوثيون) لكي يتركونا نقوم بعملنا فقط، دعونا نصل إلى الناس الأكثر احتياجاً في اليمن، الأمر ليس معقداً".

وذكر بيزلي أنه "توسّل" شخصياً إلى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني)، وتم الاتفاق على تسجيل المحتاجين، والوصول إليهم، ووضع نظام توزيع إلكتروني، غير أن الحوثيين في كل مرّة يضعون العراقيل والمعوقات في سبيل تنفيذ ما وقّعوا عليه.

وناشد بيزلي سلطات الحوثيين بقوله "لا نريد كلمات، بل أفعالاً، احترموا الاتفاقات التي وافقتم عليها".

وأكد أن البرنامج ما لم يحصل على الضمانات الكافية، فإنه سيبدأ بتعليق المساعدات الغذائية بنهاية هذا الأسبوع، مع الاستمرار في دعم المصابين بسوء تغذية مزمن، مضيفاً أنه ما لم يستجب الحوثيون فإن التعليق سيشمل مناطق أوسع في البلاد.

وأكد أنهم لم يتخذوا هذا القرار برغبة منهم، ولكن لأن الحوثيين يمنعون موظفي البرنامج من أداء عملهم باستقلالية وحيادية ويتلاعبون بالمساعدات.

وفي ختام الكلمة، قال بيزلي مخاطباً رئيس الجلسة "سيدي الرئيس: دعني أكون واضحاً بشكل كبير، إن الأطفال يموتون الآن، يموتون وأنا أتكلم بسبب التدخل في عملنا، ومنعنا من الوصول للمحتاجين". وخاطب الحوثيين بقوله "لا نريد منكم شيئاً، فقط اتركونا نقوم بعملنا في إطعام الجياع في اليمن".

وأكد أن الوضع الإنساني في اليمن لم يعد يخصّ اليمن وحده، بل يمسّ سمعة الأمم المتحدة والنظام الإغاثي حول العالم، مطالباً بكفّ الحوثيين عن التلاعب بالمساعدات المخصصة للجياع في اليمن.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي