Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شيشانيون على جبهتي الحرب في أوكرانيا

في مقابل جنود الرئيس رمضان قديروف تقاتل "كتيبة الشيخ منصور" وآخرون

معارضون شيشانيون لروسيا التحقوا بالقوات المؤازرة للجيش الأوكراني (أ ف ب)

يبدو أن الحرب الدائرة على الأراضي الأوكرانية تحوي حروباً عدة، واحدة منها قتال الشيشانيين على الجبهتين.

وإذ انضم جنود الرئيس رمضان قديروف إلى الحرب منذ بداياتها، فما لبث معارضون له ولروسيا أن التحقوا بالقوات المؤازرة للجيش الأوكراني.

وقد شهدت الشيشان حربين داميتين، أدت الثانية التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العام 1999 إلى تنصيب قديروف رئيساً للجمهورية ذات الأغلبية المسلمة في العام 2007. وقديروف متهم بقمع معارضيه، ونتيجة لذلك تشكل شتات شيشاني يقدر بنحو 250 ألف شخص في أوروبا وتركيا والإمارات.

"كتيبة الشيخ منصور"

انضم إسلام (33 عاماً) إلى "كتيبة الشيخ منصور" في أبريل (نيسان)، وهو واحد من بين "بضع مئات الرجال" ذوي رؤوس حليقة ولحى طويلة قدموا من الشيشان إلى أوكرانيا للقتال طوعاً إلى جانب الجيش الأوكراني في مواجهة الروس.

ويقول إسلام، "إذا أخذني الروس فلن يتم استبدالي" على الجبهة، مضيفاً "سيعذبونني ثم يعرضونني على التلفزيون".

وفي أبريل انضم المعارض اللاجئ في بولندا منذ أكثر من 20 عاماً إلى "كتيبة الشيخ منصور" المؤلفة بشكل أساس من محاربين قدامى في حروب الشيشان والتي تم تأسيسها العام 2014 بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم إليها.

و"كتيبة الشيخ منصور" أعطيت هذا الاسم تيمناً بقائد عسكري شيشاني حارب التوسع الروسي في القوقاز خلال القرن الـ 18 للتذكير بأن تعطش شعب الشيشان للاستقلال ليس جديداً.

ولم يود إسلام، الذي التقته وكالة الصحافة الفرنسية في زابوريجيا (جنوب شرق) مع عضويين آخرين من الكتيبة هما منصور وأسدالله على هامش المعارك، أن يفصح عن عدد المقاتلين ومواقعهم، كما لم يرد الكشف عن هوياتهم الحقيقية لحماية أقاربهم الذين يقطنون في الشيشان من أي تداعيات.

رحلة في الماضي

وفي الجهة المقابلة من الجبهة، هناك شيشانيون آخرون موالون للكرملين ومجندون في مجموعات كوماندوز لكتيبة "قاديروفتسي" بقيادة قديروف، وينتشر عناصر هذه الميليشيات إلى جانب الجيش الروسي، ويقال إنهم نحو 8000 رجل، لكن التحقق من الرقم غير ممكن.

ويقول إسلام فيما تعلو صافرات الإنذار التي تشير إلى خطر القصف، "نريد أن نبين أن ليس جميع الشيشانيين مثلهم، بل إن عدد الذين يعتبرون أن الروس معتدون ومحتلون كبير".

ويعتبر أن الحرب ليست جديدة، "كأنها رحلة إلى الماضي واستمرار لما بدأ في القوقاز".

وغروزني، عاصمة الشيشان، لقيت قبل عقدين المصير نفسه الذي لقيته حالياً ماريوبول التي دمرها القصف الروسي.

استعادة الشرف

ويقول إسلام "قررت أن أنضم إلى الكتيبة لاستعادة شرف الشيشانيين الذين تحاول موسكو أن تظهرهم على أنهم إرهابيون".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويوثق الرجل الشيشاني على الإنترنت جرائم الحرب التي ترتكبها روسيا، مما يتسبب له في تلقي تهديدات.

ويطيع أوامر نائب القائد منصور (40 عاماً) المصاب بجروح لا تزال واضحة المعالم بعد التئامها.

ويقول المتطوع، "قتل اثنان منا وأصيب آخرون بجروح، لكن من المهم أن نكون هنا، فلدينا ما نعلّمه عن الحرب للجنود المحليين".

وهؤلاء الشيشانيون مجهزون بمعدات استرجعوها من الروس، لكنهم ليسوا من العناصر الرسميين في الجيش الأوكراني. ويزودهم السكان المحليون بالطعام، ويبدو أنهم ينظرون إلى ما يقومون به بطريقة إيجابية.

ويقول منصور، "لسنا هنا لفرض التعاليم الإسلامية بل لمحاربة عدو مشترك والدفاع عن الحرية"، مما يعتبره "شكلاً من أشكال الجهاد".

مثال

وانضم العديد من الشيشانيين المقيمين في أوروبا إلى صفوف تنظيم "داعش" في الماضي، وظلت السلطات الأوكرانية لفترة طويلة تشك في هؤلاء، فبعضهم أدرج على لائحة عقوبات الإرهاب من قبل عناصر في السلطة موالية لروسيا، لأنهم مطلوبون من الـ "إنتربول" بناء على طلب موسكو.

ويتابع إسلام، "لكن كل هذا كان قبل الغزو، والآن تغيرت نظرة الحكومة حيالنا".

ويشير إلى أن مقاتلين مسيحيين انضموا إلى الكتيبة التي باتت تعتبر "حليفاً" لدرجة أن بعض الأوكرانيين يفضلون الاندماج فيها على الالتحاق بصفوف الجيش.

إنها حال أسدالله الذي اعتنق الإسلام ويقول إنه "معجب بالأشخاص الذين يحافظون على الشرف والكرامة" على الرغم من الانتهاكات التي قد يتعرضون لها.

ويضيف، "تعطشهم للاستقلال والعدل هو مثال بالنسبة إلينا".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات