أكد الجيش الأوكراني، الأحد الـ 19 من يونيو "حزيران"، أنه صد هجمات روسية قرب سيفيرودونتسك شرق البلاد التي تشهد معارك عنيفة في حرب قد تستمر سنوات، وفقاً لحلف شمال الأطلسي. وأوضح الجيش الأوكراني عبر "فيسبوك"، "وحداتنا صدت الهجوم في منطقة توشكيفكا وتراجع العدو ليعيد تنظيم صفوفه".
وقال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي التي تضم مدينتي سيفيرودونتسك وليسيتشانسك عبر "تيليغرام" الأحد، "كل تصريحات الروس بأنهم يسيطرون على سيفيرودونتسك أكاذيب، وفي الواقع هم يسيطرون على معظم المدينة لكنهم لا يسيطرون عليها تماماً"، مضيفاً أن القوات الروسية "تعزز صفوفها بجنود الاحتياط بشكل مستمر"، وبالتالي تدخل قوات جديدة إلى سيفيرودونتسك والمناطق المحيطة بها.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية الأحد إن "الهجوم على سيفيرودونتسك يسير بنجاح". وأوضحت، "حررت وحدات من الميليشيات الشعبية لجمهورية لوغانسك الشعبية بدعم من القوات المسلحة الروسية بلدة ميتولكين" في جنوب شرقي سيفيرودونتسك.
حرب طويلة الأمد
وفي تقويم قاتم للوضع حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ في مقابلة نشرتها صحيفة "بيلد" الألمانية الأحد، من أن الحرب قد تستمر لسنوات، وحض الدول الغربية على توفير دعم طويل الأمد لكييف، مؤكداً، "علينا أن نستعد لاحتمال أن تستمر الحرب لسنوات، وعلينا ألا نخفف دعمنا لأوكرانيا حتى لو كانت الكُلف مرتفعة، ليس فقط على صعيد الدعم العسكري ولكن أيضاً بسبب أسعار الطاقة والمواد الغذائية التي تشهد ارتفاعاً".
زيلينسكي يتفقد القوات المركزية
وفي زيارة نادرة خارج كييف حيث يتحصن منذ بداية الصراع، ذهب زيلينسكي إلى مدينة ميكولايف المطلة على البحر الأسود لتفقد القوات المتمركزة في مكان قريب وفي منطقة أوديسا المجاورة.
وقال في مقطع فيديو عبر "تيليغرام" لدى عودته لكييف، "لن نمنح الجنوب لأحد وسنستعيد كل شيء وسيكون البحر أوكرانياً".
وركزت القوات الروسية جهودها في شرق أوكرانيا وجنوبها خلال الأسابيع الأخيرة بعد فشل محاولتها في السيطرة على العاصمة كييف إثر بدء الحرب في الـ 24 من فبراير (شباط) الماضي.
وتابع زيلينسكي، "الخسائر كبيرة ودمرت منازل كثيرة وتعطلت الخدمات اللوجستية المدنية وهناك مشكلات اجتماعية عدة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف، "طلبت تعميم تقديم مساعدة لجميع الأشخاص الذين فقدوا أحباء لهم، وسنعيد بالتأكيد بناء كل ما دمّر، فكمية الصواريخ التي تملكها روسيا لا تتفوق على رغبة شعبنا في العيش".
وشكر زيلينسكي الجنود الذين يحاولون منع تقدم القوات الروسية المدعومة من المقاتلين الموالين لروسيا في الشرق من شبه جزيرة القرم على "خدمتهم البطولية". وقال، "المهم أنكم أحياء، فطالما أنتم أحياء فسيبقى هناك جدار أوكراني صلب يحمي بلادنا".
وأظهر مقطع فيديو نشرته الرئاسة زيلينسكي في ميكولايف رفقة الحاكم المحلي فيتالي كيم أمام واجهة مقر الإدارة الإقليمية الذي تعرض إلى قصف روسي في مارس (آذار) خلف 37 قتيلاً.
وما زالت هذه المدينة الساحلية والصناعية التي كان يبلغ عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة قبل الحرب تحت السيطرة الأوكرانية، لكنها قريبة من منطقة خيرسون التي يحتلها الروس بشكل شبه كامل، وقد أسفرت غارة روسية الجمعة عن مقتل شخصين وإصابة 20.
وتبقى المدينة أيضاً هدفاً لموسكو لأنها تقع على الطريق المؤدي إلى أوديسا أكبر ميناء في أوكرانيا والواقع على مسافة 130 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي قرب مولدافيا، والذي ما زال أيضاً تحت السيطرة الأوكرانية وفي قلب المناقشات حول رفع حظر تصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية، وتقول روسيا التي تسيطر على هذه المنطقة في البحر الأسود على الرغم من إطلاق الصواريخ الأوكرانية على سفنها، إن المياه ملغّمة.
إحياء ذكرى
وفي كييف تجمع الآلاف السبت لإحياء ذكرى الشاب رومان راتوشني (24 عاماً) من حركة ميدان الموالية لأوروبا في أوكرانيا، الذي قتل خلال اشتباكات مع الروس شرق البلاد، وأمام نعشه الملفوف بالعلم الأوكراني عند سفح نصب يطل على ساحة الاستقلال في العاصمة، أحيا أشخاص من أعمار مختلفة ذكراه.
وقال التلميذ الثانوي دميترو أوستروفسكي (17 عاماً)، "أرى أنه من المهم أن أكون موجوداً هنا لأنه بطل من أوكرانيا وعلينا أن نحيي ذكراه".
ويدور قتال عنيف قرب سيفيرودونتسك في منطقة دونباس (شرق) التي يسيطر عليها جزئياً الانفصاليون الموالون لروسيا منذ العام 2014 والتي وضعتها موسكو هدفاً للسيطرة التامة عليها بعد فشلها في السيطرة على كييف خلال الأسابيع الأولى من غزوها.
ويستعد سكان ليسيتشانسك للإجلاء، وقال ألا بور وهو أستاذ تاريخ "نترك كل شيء ونرحل، إذ لا يمكن لأحد أن ينجو من مثل هذه الضربات".
وفي وقت سابق أعلن غايداي "حدوث مزيد من الدمار في مصنع آزوت الكيمياوي المحاصر في سيفيرودونيتسك حيث يختبئ أكثر من 500 مدني من بينهم 38 طفلاً".
من جانبها، أكدت السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك، عاصمة جمهورية تحمل الاسم نفسه في منطقة دونباس، أن قصفاً أوكرانياً على المدينة أسفر عن مقتل خمسة وإصابة 12 آخرين بين السكان المدنيين.
وفي مقابلة نشرتها هذا الأسبوع مجلة "ناشونال ديفانس ماغازين" الأميركية المتخصصة، أقر رئيس الخدمات اللوجستية للجيش الأوكراني الجنرال فولوديمير كاربينكو بأن "أوكرانيا فقدت حوالى 50 في المئة من أسلحتها".
وقال رئيس الوفد الأوكراني في المفاوضات مع موسكو للفرع الأوكراني ديفيد أراخاميا لإذاعة "فويس أوف أميركا"، إنه فقط بعد صد القوات الروسية ستكون أوكرانيا مستعدة للدخول في مفاوضات جديدة مع موسكو.
وأضاف، "الحد الأدنى للموافقة على مفاوضات سيكون إذا دفعناهم إلى التراجع أو إذا عادوا طواعية إلى المراكز التي كانوا يحتلونها قبل الـ 24 من فبراير".