Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هذا ما فعلته لوبن لتحقيق المفاجأة في الانتخابات الفرنسية

تخلصت من التصريحات المعادية للسامية ومن إرث والدها

قالت مارين لوبن إنها فوجئت إيجاباً بنتائج الانتخابات التشريعية (رويترز)

شهدت الانتخابات التشريعية الفرنسية، التي جرت الأحد 19 يونيو (حزيران)، مفاجآت عدة. أبرزها تقدم اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبن (التجمع الوطني)، بينما لم يسجل تحالف الرئاسة "معاً" الذي يضم الحزب الحاكم "الجمهورية إلى الأمام" وحزب اليمين الوسط "موديم"، وحزب "آفاق"، ما طمح إليه، وحصل على 247 مقعداً بعيداً من 289 مقعداً التي تعطيه الغالبية المطلقة.

أما تحالف اليسار الجديد الذي يضم أحزاب "فرنسا المتمردة" و"الاشتراكي" و"البيئة"، فحصل على 156 مقعداً، ويكون بذلك القوة المعارضة الأساسية.

ومع أن استطلاعات الرأي جميعها كانت تشير إلى احتمال حصول "التجمع الوطني" على 20 إلى 50 مقعداً في الجمعية الوطنية، خالف الحزب اليميني المتطرف التوقعات وحصل على 89 نائباً في مقابل ثمانية نواب في الولاية البرلمانية السابقة متقدماً على "فرنسا الأبية" (المعارضة اليسارية الراديكالية) الذي حصل على 72 مقعداً.

تقدم لوبن

وقال جان بيار ليفي من معهد "هاريس إنتراكتيف"، "حصل تبدل عميق في علاقة الفرنسيين مع التجمع الوطني"، الحزب الذي تتزعمه لوبن.

أضاف لوكالة الصحافة الفرنسية، "كنا نلاحظ أن لوبن تتقدم من انتخابات إلى أخرى، في الدورة الأولى والدورة الثانية كذلك، لكن المستوى المسجل الآن غير مسبوق".

ويطرح "التجمع الوطني" نفسه الآن حزب المعارضة الأول في مجلس النواب ويمكن للحزب المدين أن يعتمد على مصدر تمويل كبير إذ يتلقى أموالاً عامة عن كل نائب تابع له.

وقال المتخصص في الشأن السياسي جان- إيف كامو "هذا تقدم صاروخي" مع وجود للتجمع "ليس في المناطق المؤيدة له تقليداً فحسب" بل في "مناطق قريبة من باريس ومقاطعات أقفلت المصانع فيها وباتت منسية أيضاً".

ورأى باسكال بيرينو في تصريح لصحيفة "لو باريزيان"، أن "التجمع الوطني يصبح رويداً رويداً حزباً يتمتع بجذور محلية (...) وقد أصبح حامل لواء الانقسامات في المجتمع والمناطق".

مفاجأة

وقالت لوبن التي تواجهت مع الرئيس إيمانويل ماكرون في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في العامين 2017 و2022، الاثنين، إنها فوجئت كثيراً بالنتيجة.

وأكدت لوبن التي أعيد انتخابها بفارق كبير الأحد في معقلها إينان- بومون في شمال فرنسا "لقد فوجئنا إيجاباً بالتعبئة التي أبداها مواطنونا كي لا تختفي من الجمعية الوطنية مواضيع مثل الهجرة وانعدام الأمن ومكافحة التطرف الإسلامي".

وأعلنت "لن أتولى رئاسة الحزب" لتكرس وقتها لرئاسة كتلة "التجمع الوطني" المقبلة في الجمعية الوطنية.

وسارع الحزب إلى الكشف عن طموحاته الجديدة مطالباً برئاسة لجنة المال النافذة جداً في الجمعية الوطنية.

ويطالب اليسار بهذا المنصب، وهو يعود تقليداً منذ 2007 لأكبر كتلة معارضة.

وفي دلالة رمزية، سيتولى نائب من التجمع هو جوزيه غونزاليس عميد سن الجمعية (79 سنة) الثلاثاء في 28 يونيو افتتاح الولاية البرلمانية الجديدة.

التخلص من إرث الوالد

على الجبهة الأيديولوجية، تخلصت لوبن من التصريحات المعادية للسامية ومن إرث والدها جان ماري لوبن، الذي يحتفل الاثنين ببلوغه الرابعة والتسعين. وقد باشرت عملية تحول في الحركة وصقلت من دون هوادة صورة الحزب، مغيرة اسمه، وضمنت خطابها معضلات اجتماعية إلى جانب مسائل الهجرة والأمن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال سعيها هذا، حطمت "الجبهة الجمهورية" التي سمحت خلال عقود في فرنسا بصد اليمين المتطرف.

ورأى جيل إيفالدي المتخصص في البرنامج الاقتصادي لـ"التجمع الوطني" في المركز الوطني للبحث العلمي، خلال مقابلة مع إذاعة "فرانس أنفو"، أن ثمة ثلاثة تفسيرات لذلك: حملة التجمع "البعيدة من الأضواء والخفية التي ركزت على موضوع يقع في صلب اهتمامات الفرنسيين ألا وهو القدرة الشرائية"، فضلاً عن "استراتيجية لمواجهة شيطنة التجمع الوطني كان لها تأثير كبير"، وكوادر "تمكنوا من ترسيخ وجودهم محلياً".

"عولمة" ماكرون

وأكد جان- إيف كامو "أتى ذلك نتيجة عملية ترسخ طويلة جداً مع مسؤولين منتخبين من جيل مارين لوبن أتوا من أجلها وعبرها، فضلاً عن أفراد يخوضون هذا المجال منذ فترة طويلة".

وأشار إلى أن الفئات الشعبية ترى في ماكرون مدافعاً كبيراً عن "العولمة" التي يعتبرون أنهم ضحاياها.

وشدد ستيفن فورتي، في مجلة "لو غران كونتينان"، على أن ظاهرة شرعنة اليمين المتطرف يجب أن تطرح بمنظار أوروبي.

وكتب "من الواضح أن اليمين المتطرف بلغ هدفه الأول، فقد نجح في تطبيع وضعه وفي الخروج من التهميش، وربح جزئياً أقله المعركة الثقافية، ويدفع النقاش العام باتجاه اليمين المتطرف. وهذا بات واقعاً في كل الدول الغربية".

المزيد من متابعات