Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في الذكرى الـ 50 لـ"ووترغيت": تجاهل دور حارس الأمن الحاسم

في ظل تزايد التهديدات الموجهة للديمقراطية الأميركية مجدداً، لن يتم التقليل أبداً من أهمية دوره، وفقاً لديفيد هاردينغ

فيلم من بطولة روبيرت ريدفورد وداستن هوفمان بتسريحات وأزياء سبعينية (أ ب)

صادف، يوم الجمعة، الذكرى الـ 50 لواحدة من أكثر الفضائح السياسية شهرةً في تاريخ العالم الغربي، المعروفة باسم "ووترغيت"، التي غيرت مسار التاريخ الأميركي، بعد أن دارت أحداثها في 17 يونيو (حزيران) 1972، أي قبل نصف قرن من اليوم.

إنها قصة محبوكة ببراعة من حيث دورها في سقوط الرئيس ريتشارد نيكسون، والتغطية الكارثية للأحداث، والأشرطة المسجلة، وبروزها كقضية مهمة في الصحافة، ودور الشخص الملقب بـ "ديب ثروت" فيها، وإدراج أسماء مثل "هانت" و"ليدي" و"ماغرودر" في المعجم السياسي، وإنتاج فيلم أنجزه ممثلون وممثلات بتسريحات الشعر المصفف على طبقات كانت رائجة في السبعينيات، وبنطلونات جينز واسعة من الأسفل، ويتضمن كثيراً من الحوارات، من بطولة روبرت ريدفورد وداستن هوفمان. حتى أن اسم "ووترغيت" أصبح يستخدم مع كل فضيحة وقعت بعد ذلك التاريخ، خذ مثلاً فضيحة "بارتي غيت" في بريطانيا.

وقد يكون اسم فرانك ويلز أحد الأسماء غير المألوفة في هذه الفضيحة. وهذا أمر مخز، فلولا فرانك ويلز، لما انكشفت فضيحة "ووترغيت" أبداً، وعليك أن تتساءل حول سبب ذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كان ويلز، وهو أميركي من أصل أفريقي ترعرع في كنف أم عزباء، حارس الأمن في مبنى "ووترغيت" بواشنطن، حيث يقع مقر اللجنة الوطنية الديمقراطية. كان عمره 24 سنة فقط، ويتقاضى أجراً أسبوعياً قدره 80 دولاراً، وكان يعمل في نهاية الأسبوع. إشارة هنا إلى أن اقتحام المبنى حدث يوم السبت بعد ساعة من بداية مناوبة عمل فرانك ويلز الذي لاحظ وجود قصاصة شريط لاصق على أقفال الباب، فاتصل بالشرطة التي أوفدت بدورها عناصر وصلوا للموقع وفتشوا المبنى.

عندما وصلوا إلى مقر اللجنة الوطنية الديمقراطية، كان ويلز هناك عندما جرى اكتشاف خمسة لصوص، أحدهم جيمس ماكورد، الرجل الذي أصبح في ما بعد رئيس جهاز الأمن للرئيس نيكسون. كان ويلز هو الرجل الذي غير التاريخ إلا أن نهاية قصة حياته بعد "ووترغيت" لم تكن نهاية سعيدة. ومع أنه مثل في فيلم "All The President's Men"، ونال جائزة عن دوره من اللجنة الوطنية الديمقراطية التي منحته زيادة قدرها 2.50 دولار في الأسبوع، إلا أنه تم تجاهله ولم يحصل على ترقية، مما يجعل المرء يتساءل عما فعله الشخص الذي ضربه، وسبب استقالته من الوظيفة في "ووترغيت" وسط ادعاءات بالتمييز العنصري. لم يستطع ويلز الحصول على وظيفة يستمر فيها، وانتهى به الأمر عائداً إلى مسقط رأسه في جورجيا لرعاية والدته التي تعرضت لجلطة دماغية.

كما أن ويلز قضى حكماً بالسجن لمدة سنة بعد سرقته حذاء رياضياً قيمته 12 دولاراً. توفي إثر ورم دماغي عن عمر ناهز 52 سنة، وكان فقيراً معدماً، حيث ادعى أنه لم يتلق أي مقابل عن دوره في فضيحة "ووترغيت". ولكن في ظل تصاعد التهديدات التي تواجه الديمقراطية الأميركية من جديد، لن يتم التقليل أبداً من أهمية دوره.

وعلى حد قول أحد السياسيين الأميركيين عند التصويت لعزل نيكسون، "إذا لم تكن هناك مساءلة، فلن يتردد رئيس آخر في القيام بما يحلو له، ولكن في المرة المقبلة، قد لا يكون هناك حارس أمن مناوب في الفترة المسائية."

المخلص

ديفيد هاردينغ

محرر الأخبار الدولية

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء