Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صحافي ووترغيت يلاحق ترمب بكتاب يكشف مناورته بشأن حقيقة كورونا

بحسب كتاب "الغضب" أقر الرئيس الأميركي بأن الفيروس "مميت" بينما قلل من هذه الحقيقة علانية لعدم إثارة الذعر

قبل أقل من شهرين على انتخابات الرئاسة الأميركية، كشفت لقاءات مسجلة للرئيس دونالد ترمب مع الصحافي المخضرم بوب وودوارد، عن أن الأول قلّل عن عمد من خطورة فيروس كورونا المستجد، على الرغم من أنه كان على علم بأنه يشكل تهديداً لحياة الناس وأخطر بكثير من فيروس الإنفلونزا الموسمية، حتى قبل أن يضرب الولايات المتحدة بقوة، مسجلاً أكثر من 191ألف وفاة بين الأميركيين. 

وبحسب مقتطفات نشرتها وسائل الإعلام الأميركية من كتاب لوودوارد يصدر منتصف الشهر الحالي بعنوان "الغضب"، أقر ترمب في إحدى المقابلات مع الصحافي في فبراير (شباط) الماضي، بأن الفيروس "مميت"، على الرغم من أنه أخبر الأميركيين خلاف ذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

التقليل من خطر الفيروس

وقال الرئيس الأميركي لوودوارد في التسجيلات الصوتية المتاحة على موقع صحيفة واشنطن بوست: "أنت فقط تتنفس الهواء وهذه هي الطريقة التي ينتقل بها (الفيروس)"، مضيفاً "وهذا أمر صعب للغاية. هذا أمر حساس للغاية. كما أنه أكثر فتكاً من الإنفلونزا". لكن بعد ثلاثة أيام من تلك التصريحات، قال ترمب في لقاء مع مذيع "فوكس بيزنس" تريش ريغان: "نحن في حالة جيدة للغاية. لدينا 11 حالة. ومعظمهم يتحسن بسرعة كبيرة. أعتقد أنهم سيكونون جميعاً بوضع أفضل".

 كما أنه بعد أقل من أسبوعين، أكد للصحافيين في البيت الأبيض "إننا نسيطر عليه". وبحلول 26 فبراير، رفض الرئيس علانية المخاوف بشأن خطورة الفيروس، معلناً في مؤتمر صحافي: "إنه يشبه إلى حد ما الإنفلونزا العادية التي لدينا لقاحات ضدها... سيكون لدينا لقاح لهذا الفيروس بطريقة سريعة إلى حد ما."

وتورد صحيفة نيويورك تايمز أن التسجيلات الصوتية تظهر أنه بينما كان ترمب يعي المعلومات التي قدمها إليه خبراء الصحة والأمن القومي بشأن الفيروس المستجد، غير أنه اتخذ خياراً عن وعي، ليس فقط لتضليل الناس ولكن أيضاً للضغط على حكام الولايات لإعادة الفتح قبل أن تقضي إرشادات الحكومة بذلك.

 وفي مارس (آذار)، كان ترمب صريحاً بشأن تكتيكاته، إذ قال في تسجيل صوتي لمقابلة مع وودوارد، الذي أجرى معه 18 لقاء، "كنت أرغب دائماً في التقليل من الأمر. ما زلت أفضّل التقليل منه، لأنني لا أريد أن أخلق حالة من الذعر". وكرر الرئيس الأميركي التأكيد على أن "هذه أشياء مميتة"، في إشارة إلى فيروس كورونا.

لا نريد إثارة الذعر

وأوضح ترمب للصحافيين، أمس الأربعاء، أن تصريحاته المسجلة لوودوارد كانت مختلفة إلى حد كبير عما كان يقوله للجمهور لأنه كان قلقاً بشأن تخويف الناس. وأضاف "لا نريد إثارة الذعر" و"لا نريد القفز لأعلى ولأسفل والبدء في الصراخ بأن لدينا مشكلة وهي مشكلة هائلة" و"نخيف الجميع". وأشار مراراً إلى فرضه حظراً على السفر من الصين في نهاية شهر يناير (كانون الثاني). ويوثق كتاب وودوارد أن غالبية مستشاري الرئيس حثوه على المضي قدماً في الحظر خلال اجتماع في المكتب البيضاوي قبل أن يفعل ذلك.

وعلقت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كايلي ماكناني، أن الرئيس الأميركي لم يقلل من شأن الفيروس علانية، مضيفةً أنه ظل هادئاً وتعامل مع الأمر بجدية. وأشارت إلى أن ترمب أقر بالفعل علانية بأن الفيروس ربما يتسبب في وفاة ما يصل إلى 200 ألف شخص داخل الولايات المتحدة. 

الدفاع عن ترمب 

 ودافع بعض أعضاء الكونغرس من الجمهوريين عن الرئيس الأميركي، فقال ليندسي غراهام، السيناتور المقرب من ترمب، "لا أعتقد أن الرئيس يحتاج إلى الظهور على التلفزيون ويصرخ: سنموت جميعاً". وأضاف غراهام الذي شجع الرئيس على الحديث لوودوارد "لكن تحركاته (ترمب) بإغلاق الاقتصاد كانت التصرف الصحيح. أعتقد أن النغمة خلال تلك الفترة تحدثت نوعاً ما عن نفسها. عرف الناس أنه أمر خطير".

وودوارد، محرر ومراسل صحيفة واشنطن بوست، هو الصحافي الذي كشف مع زميله كارل بيرنشتاين عن فضيحة ووترغيت التي أدت إلى استقالة الرئيس السابق ريتشارد نيكسون، وقد أصدر كتباً عن عددٍ من الرؤساء الأميركيين. وتقول نيويورك تايمز إن أحد الأسئلة التي دارت في واشنطن، أمس الأربعاء، هو لماذا منح ترمب وودوارد مثل هذا الوصول الواسع. وعلّق كارل روف، كبير المستشارين السياسيين السابقين للرئيس جورج دبليو بوش، على قناة فوكس نيوز بأن كل رئيس تقريباً تعاون مع وودوارد، كان يأسف لذلك.

احتجاجات السود

لم تكن قضية فيروس كورونا الوحيدة التي شكلت تحدياً خطيراً لإدارة ترمب خلال العام الحالي، إذ جاءت احتجاجات الأميركيين السود لتشكل صداعاً في رأسه بعد مقتل مواطن أسود خنقاً على يد شرطي في نهاية مايو (أيار) الماضي. هذه القضية تمثل نقطة مثيرة أيضاً في كتاب وودوارد، الذي يقول إنه عندما سأل ترمب عن الألم الذي يشعر به السود في الولايات المتحدة، فإنه لم يعبر عن التعاطف. 

أثار وودوارد قضية احتجاجات "حياة السود مهمة" في حديثه مع الرئيس الأميركي في يونيو (حزيران) الماضي. وبحسب الكتاب، فإنه أشار إلى أن كلاهما (الكاتب والرئيس) من "البيض ذوي الامتيازات"، ومن ثم وجه سؤاله إلى ترمب عما إذا كان يعمل على "فهم الغضب والألم، على وجه الخصوص، الذي يشعر به السود في هذا البلد"، فردّ الأخير "لا"، مضيفاً "لا أشعر بذلك على الإطلاق". 

كتب وودوارد أنه حاول إقناع الرئيس بالحديث عن فهمه للعرق، لكن ترمب قال مراراً وتكراراً فقط إن الاقتصاد كان إيجابياً بالنسبة إلى السود قبل أن يؤدي فيروس كورونا إلى أزمة اقتصادية.

ترمب- كيم جونغ 

يصف كتاب وودوارد العلاقة بين ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بأنها "ودية"، إذ يتضمن "الغضب" تفاصيل ما جاء في سلسلة من الرسائل بين كيم والرئيس الأميركي. وبحسب ما ورد، قال كيم في رسالة إلى ترمب إن علاقتهما أشبه بشيء من "فيلم خيالي"، وخاطبه بـ"صاحب السعادة" في مراسلاتهما.

ووفقاً للكتاب، أخبر ترمب وودوارد أن زعيم كوريا الشمالية أطلعه "على كل شيء"، بما في ذلك تفاصيل تحرك كيم لإعدام عمه جانغ سونغ ثايك عام 2013.

ترمب غير لائق للرئاسة

وفي شأن آخر، يذكر الكتاب أن الجنرال جيم ماتيس، وزير الدفاع السابق في إدارة ترمب، وصف الرئيس بأنه "خطير" و"غير لائق" للرئاسة، وذلك في محادثة مع دان كوتس، مدير الاستخبارات الوطنية حينها. كما أن كوتس نفسه كان منزعجاً من تغريدات الرئيس على تويتر، وكان يعتقد أن نهج ترمب اللطيف تجاه روسيا يعكس أمراً أكثر شراً، ربما أن موسكو لديها "شيئاً ما" عليه.
وفقاً للكتاب، قال ماتيس لكوتس في مايو 2019: "ربما يتعين علينا في وقت ما الوقوف والتحدث علانية"، مضيفاً "قد يكون هناك وقت يجب علينا اتخاذ إجراء جماعي".

 

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة