Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقتل اثنين وإصابة 7 في ضربات جوية تركية على شمال العراق

عشرات الأسر تغادر منازلها بالقرى القريبة من جبهات القتال شمال سوريا وسط أنباء عن شن أردوغان هجوماً عسكرياً جديداً

تركيا تشن هجوما جويا ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني شمال العراق بين الحين والآخر  (أ ف ب)

قالت مصادر أمنية، اليوم الأربعاء، إن ما لا يقل عن شخصين قتلا وأصيب 7 في ضربات جوية تركية استهدفت مواقع لحزب العمال الكردستاني في محافظة سنجار بشمال العراق.

وأضافت المصادر، أن إحدى الضربات استهدفت مقراً للاستخبارات وأصابت أخرى مجلس الشعب، مما ألحق أضراراً بمتاجر قريبة.

وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أعمدة من الدخان الكثيف ونيراناً مشتعلة، بينما يجري الناس في أحد الشوارع، لكن "رويترز" لم تتمكن بعد من التحقق من صحة المقاطع.

ضربات تركية طويلة الأمد

وتشن تركيا حملة طويلة الأمد في العراق وسوريا ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية، اللتين تعتبرهما أنقرة جماعتين إرهابيتين.

وتنفذ تركيا من حين لآخر ضربات جوية في شمال العراق وأرسلت قوات خاصة لدعم هجماتها.

واستدعت وزارة الخارجية التركية، في أبريل (نيسان)، القائم بالأعمال العراقي بعد أن اتهمت بغداد أنقرة بانتهاك سيادتها وطلبت منها سحب جميع قواتها من الأراضي العراقية.

ورفع حزب العمال الكردستاني السلاح ضد الدولة التركية في عام 1984. ولقي أكثر من 40 ألف شخص حتفهم في الصراع الذي كان يتركز في السابق بشكل أساسي في جنوب شرقي تركيا.

فرار عشرات الأسر بالحسكة شمال سوريا

وفي السياق، فرت عشرات الأسر من منازلها في القرى القريبة من جبهات القتال شمال سوريا لتصبح مهجورة من سكانها بينما يلوح في الأفق تهديد بشن هجوم عسكري تركي جديد.

وتتعرض قريتا أم الكيف وتل تمر المجاورتان لقصف متكرر، ليترك الرصاص آثاره على جدران عديد من المنازل فيما تناثرت شظايا قذائف هاون في الشوارع.

وصلت القوات التركية وجماعات المعارضة السورية المتحالفة معها إلى أطراف هاتين القريتين في عام 2019، وصعدت في الفترة الأخيرة من استهدافها للمنطقة مما أحدث دماراً كبيراً في البنية التحتية.

الأهالي حائرون بين الهجرة أو الموت بمنازلهم

وتحسر أحمد حسون (55 عاماً) على حال قريته قائلاً، "قبل هذه الأوضاع، لم يكن هناك أفضل من هذه الضيعة، جميعنا أقارب والعيشة هانئة، الآن الضيعة كلها هاجرت، تحت قصف المنازل المليئة بالأطفال، وجميعنا حائر بين إلى أين يتجه، وأن يموت بأرضه".

عديد من منازل قرية أم الكيف وعددها 400 باتت مهجورة الآن، ومن بقي من سكانها هناك يعيش في خوف دائم من هجوم محتمل.

وقال عبد الرزاق قنين (42 عاماً) "لم يعد هناك ملاذ آمن، القذائف تقتلنا وأولادنا، وما صار هناك خبز".

هجوم تركي مرتقب

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن الشهر الماضي أن تركيا ستشن عملية عسكرية جديدة في سوريا لمد "منطقة آمنة" بعمق 30 كيلومتراً على طول الحدود.

ويهدف إلى طرد مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد من منطقتي تل رفعت ومنبج إضافة إلى مناطق أخرى في الشرق.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية، إنها تنسق مع قوات الحكومة السورية لصد أي هجوم، كما أوضح آرام حنا المتحدث الرسمي باسمها، "أي حملة احتلالية جديدة ستؤثر بشكل مباشر وسلبي في إطار مكافحة الإرهاب وجهود قوات سوريا الديمقراطية في ملاحقة الخلايا النائمة، وقد تصل الأمور إلى تهديد أمن المخيمات والسجون التي توفرها قواتنا نظراً للضغط الذي ستتعرض له المنطقة".

علاقات معقدة في الشمال السوري

وتسلط التهديدات الجديدة الضوء على شبكة العلاقات المعقدة في شمال سوريا، فبينما تعتبر تركيا القوات الكردية السورية إرهابية، تدعم واشنطن تلك القوات التي نسقت جهودها أيضاً مع الحكومة السورية وحليفتها روسيا.

في غضون ذلك، دعمت تركيا المعارضة السورية ضد القوات الكردية والمقاتلين الموالين للرئيس السوري بشار الأسد، لكن أنقرة سعت أيضاً إلى التوسط في محادثات بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا.

وطالب حنا المجتمع الدولي بإرساء الأمن في المنطقة قائلاً، "نحن نطالب المجتمع الدولي والدول الفاعلة بالشأن السوري أن يتحملوا واجباتهم تجاه المنطقة ويؤمنوا الاستقرار والأمان فيها نظراً للتداعيات التي تنتج عن التصعيد العسكري من موجات نزوح كبيرة من المدنيين ستثقل الحمل مجدداً على المؤسسات المعنية وستخلق مزيداً من المعاناة تجاه أهالينا في شمال شرقي سوريا".

الحكومة السورية لم تعلق بعد

ولا تعلق الحكومة السورية على تحركات القوات، لكن صحيفة "الوطن" الموالية للحكومة نقلت، الأسبوع الماضي، عن مصادر في شمال الرقة، بالقرب من الحدود التركية، قولها إنه "جرى نشر قوات سورية ودبابات وأسلحة ثقيلة خلال الأيام الماضية رداً على التحركات التركية".

وقال حنا، "الأولوية مع حكومة دمشق هي الحفاظ على الأراضي السورية انطلاقاً من وطنية قوات سوريا الديمقراطية وإيماناً منا بالهوية السورية. نحن في تواصل مستمر مع حكومة دمشق بالنسبة للتجهيزات العسكرية، موضوع التواصل مع حكومة دمشق واحد من التكتيكات المطروحة لدى قوات سوريا الديمقراطية".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات