Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العليمي في القاهرة... أي دعم ينشده مجلس الرئاسة اليمني؟

الهدنة المؤقتة وجهود استعادة الاستقرار وإحلال السلام والأمن الملاحي في البحر الأحمر تتصدر أولويات الزيارة

ضمن جولته العربية الأولى، بحث رئيس المجلس الرئاسي اليمني محمد رشاد العليمي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، في القاهرة، آخر تطورات الأوضاع والهدنة المؤقتة في اليمن، وجهود الحكومة الشرعية لاستعادة الاستقرار، فضلاً عن الجهود الإقليمية والدولية الرامية لإحلال السلام، إضافة إلى ملفات الأمن المائي في البحر الأحمر والعلاقات الثنائية بين البلدين، وعلى رأسها ملف اليمنيين المقيمين في مصر.

وحلّ العليمي إلى العاصمة المصرية برفقة 5 من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، وهم عيدروس الزبيدي، وسلطان العرادة، وعبد الله العليمي، وعثمان مجلي، وفرج البحسني، وعدد من الوزراء والمسؤولين، بعد انتهاء زيارته إلى العاصمة البحرينية، المنامة، على أن ينتقل من القاهرة إلى العاصمة القطرية، الدوحة، لاستكمال الجولة العربية لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، الذي تشكل في أبريل (نيسان) الماضي.

جهود إحلال السلام في اليمن

وفق ما أعلنت رئاسة الجمهورية المصرية، فقد أكد السيسي خلال لقائه العليمي والوفد المرافق له، "استعداد القاهرة لتقديم خبرتها لدعم وحدة وسيادة اليمن وسلامة مؤسساتها الوطنية"، مشدداً على أن "أمن واستقرار اليمن يمثلان أهمية قصوى للأمن القومي المصري، في إطار أمن المنطقة العربية ومنطقة البحر الأحمر".

وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، بسام راضي، إن "الرئيس السيسي أعرب عن دعم بلاده للعملية السياسية في اليمن والمضي قدماً فيها بنوايا مخلصة هدفها مصلحة اليمن في المقام الأول، وصولاً إلى حل مستدام يُنهي معاناة الشعب اليمني، ويلبي طموحاته".

وأضاف راضي، "أن اللقاء شهد مناقشة سبل التعاون المشترك بين البلدين في إطار تعزيز الأمن في البحر الأحمر، فضلاً عن تبادل الرؤى بخصوص عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية وسبل تقديم الدعم للجانب اليمني بما يمكنه من تجاوز الأزمة الراهنة، وكذلك استعداد مصر لتعزيز التأهيل والدعم المقدم لإعداد الكوادر اليمنية في مختلف المجالات، فضلاً عن استمرار الدعم المصري للجهود الدولية للتغلب على الأزمة الإنسانية والمعيشية في اليمن، وكذلك تطوير البنية التحتية بها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال المؤتمر الصحافي المشترك بين الرئيسين، قال الرئيس المصري، "إن بلاده تدعم وحدة واستقرار اليمن لما يمثله من أهمية لمصر والعالم العربي، وكذلك شدد على دعم مجلس القيادة الرئاسي والمؤسسات الوطنية الشرعية في جهودها للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفقاً لمرجعيات الحوار الوطني اليمني، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ونتائج المشاورات اليمنية الأخيرة في الرياض، برعاية مجلس التعاون الخليجي، وقـرارات مجلـس الأمن ذات الصلة".

ورحب السيسي بإعلان الأمم المتحدة في الثاني من يونيو (حزيران) الحالي، عن تمديد اتفاق الهدنة في اليمن وتقديره لجهود الحكومة اليمنية الشرعية، في احترام التزاماتها وفقاً لما نص عليه الاتفاق ودعواتها لجميع الأطراف للتنفيذ الكامل لبنود الاتفاق، لما يمثله ذلك من تطور إيجابي، يمكن البناء عليه، لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن، مشيراً في الوقت ذاته إلى اتفاقه مع العليمي على ضرورة تضافر الجهود وتكثيف العمل المشترك لحماية أمن وحرية الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب والخليج العربي. وقال الرئيس السيسي إنه حرص خلال المباحثات على تأكيد موقف مصر الثابت تجاه العلاقات الراسخة مع اليمن ودعم الشرعية ووحدة اليمن وسلامة أراضيه.

أزمة خزان "صافر"

وتناولت المباحثات كذلك، وفق ما أعلن الرئيس المصري، خطورة أزمة خزان "صافر" النفطي وما يحمله من تهديدات متعددة الأوجه، الأمر الذي قال بشأنه العليمي، في كلمته خلال المؤتمر الصحافي المشترك، إن "انهيار ناقلة النفط صافر يشكل كارثة بيئية تهدد اليمن ومصر وكل الدول المطلة على البحر الأحمر"، مشدداً على "أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن مصر ودول الجوار والمنطقة برمتها".

وعلى مدار السنوات الأخيرة يواجه اليمن، وكذلك الدول المجاورة له، أزمة بيئية، مع تزايد احتمالات التسرب النفطية من الناقلة "صافر"، المتهالكة والعالقة قبالة ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة، غرب اليمن، حيث تقل نحو 1.14 مليون برميل من النفط الخام، ولم تخضع للصيانة منذ انقلاب الميليشيات أواخر 2014، وأدى ذلك إلى تآكل هيكلها وتردي حالتها بشكل كبير، على نحو ينذر بحدوث أكبر كارثة بيئية وبحرية في منطقة البحر الأحمر.

وفي أبريل الماضي، أعلنت الأمم المتحدة أنها "تحتاج نحو 144 مليون دولار لحل أزمة خزان النفط صافر"، في وقت تشير تقارير إلى أن "احتمالات التسرب النفطية من الناقلة العملاقة، قد تتجاوز 4 أمثال تلك التي تسببتها كارثة (إكسون فالديز) قبالة ألاسكا في 1989".

ووفق العليمي، فإن "المباحثات مع الجانب المصري، تطرقت كذلك إلى فرص تعزيز التعاون بين البلدين والاستفادة من التجربة المصرية الرائدة فيما يتعلق بالخدمات، بما فيها التعليم والصحة والإعمار، والتسهيلات الإضافية للمقيمين والوافدين في أرض مصر"، مشيراً إلى أن مصر "تستضيف مئات الآلاف من اليمنيين الذين تقطّعت بهم سبل العيش في الداخل، مع استماتة الجماعة (الحوثية) الانقلابية بحملتها القمعية ضد المعارضين".

وقبيل وصوله إلى القاهرة، نقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، عن العليمي قوله، إن "استضافة مصر لأكثر من مليون يمني، سواء بالإقامة والاستقرار المؤقت بسبب ظروف الحرب أو العلاج، والتعليم، يجسد المكانة المميزة للعلاقات التاريخية العريقة بين البلدين"، معرباً عن أمله في أن "تسهم الزيارة في التنسيق الأمني والعسكري لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة الملاحة العالمية بين مضيق باب المندب وقناة السويس".

"حشد الدعم"

وبحسب مراقبين بالشأن اليمني، "تأتي زيارة العليمي وأعضاء الرئاسي اليمني إلى القاهرة، ضمن جولة خارجية استهلها بزيارة الكويت، ثم البحرين، وصولاً إلى مصر، ومنها إلى قطر، في إطار مساعي القيادة اليمنية الجديدة، التي تولت السلطة الشريعة في البلاد، خلفاً للرئيس السابق، عبد ربه منصور هادي، لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنياً".

ويقول، محمد المقبلي، مدير عام دائرة الشباب في الرئاسة اليمنية، إن "زيارة العليمي للقاهرة، تحمل أهمية يمكن فهمها في إطار ما يتعلق بدعم الأخيرة لليمن لاستعادة الدولة وحماية الأمن الإقليمي والمائي على وجه التحديد". أضاف خلال تصريح لـ"اندبندنت عربية"، "نقرأ بوضوح الإسناد العربي الواسع لجهود مشروع استعادة الدولة ووحدة اليمن واستقرارها، وهو ما عكسته تلك الحفاوة والاستقبال الكبير الذي قوبلت به زيارة رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، إلى الكويت والبحرين ومصر، وهي رسالة أكدتها دول الثقل العربي من الخليج إلى مصر مفادها عدم القبول على الإطلاق بفصل الشمال وتسليمه للحوثي خدمة للأجندة الإيرانية وهذا هو خلاصة ما جاء في حديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم لإدراك الجميع أن معركة اليمن أمن عربي على وجه التحديد".

ويرى المقبلي أن "الموقف المصري يأتي تأكيداً لموقفها الثابت ونظرتها إزاء اليمن من زاوية التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك الذي نعني به المصير العربي الذي تجدد بين البلدين منذ منتصف القرن الماضي، فضلاً عن أهمية موقع اليمن الجغرافي المطل على ممرات مائية مهمة وحيوية ذات أبعاد جيوسياسية بين البحر الأحمر وقناة السويس، وهذا أمر تدركه مصر، وتدرك أن وجود الدولة اليمنية والشرعية مهم لحماية الأمن الإقليمي والبحري المشترك على وجه التحديد".

من جانبه، يقول السفير سيد قاسم المصري، مندوب مصر الأسبق بالجامعة العربية، إن "جولة العليمي وأعضاء الرئاسي اليمني، العربية تنشد بالأساس دعماً عربياً على مختلف الصعد السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية في ضوء التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة اليمنية"، موضحاً في تصريح خاص، "أن القيادة اليمنية الحالية تتحرك نحو تأسيس مرحلة جديدة من التعاون الوطيد مع البلدان العربية، لا سيما تلك الداعمة للشرعية اليمنية، مستندة في ذلك إلى الدعم الذي أيّده المجتمع الدولي تجاه انتقال السلطة من الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي إلى المجلس الرئاسي".

وقبيل زيارة الكويت، كتب العليمي على صفحته بـ"تويتر"، أن جولته الخارجية "تركز على تعزيز العلاقات الثنائية مع عدد من الدول الشقيقة، ومستجدات الوضع اليمني وسبل حشد الدعم للإصلاحات الجارية في البلاد"، موضحاً أن سيناقش مع الدول المضيفة، "أولويات الدعم المطلوب للاقتصاد اليمني، وجهود استعادة الدولة، وإحلال السلام والاستقرار في اليمن".

وفي أبريل الماضي، سلم الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي السلطة إلى مجلس القيادة الذي يمثل قوى مختلفة، ومكون من ثمانية أعضاء برئاسة رشاد العليمي، وتنازل هادي عن جميع صلاحياته للمجلس، كما أقال نائبه علي محسن الأحمر من منصبه أيضاً، في ختام مشاورات الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي التي قادت إلى الهدنة بين الحكومة الشرعية والحوثيين.

المزيد من العالم العربي