Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أداء الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا في ميزان مركز بحثي

سيشكل الاستبيان ضغطاً كبيراً على مراكز القرار

تواجه الإدارة الذاتية صعوبات جدية على مختلف الصعد منذ تأسيسها في 2012 (إعلام قوات سوريا الديموقراطية)

نشر مركز الفرات للدراسات نتائج استبيان بحثي يستطلع رؤية مواطنين سوريين حول أداء كل من مؤسسات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والمؤسسات الإعلامية، من وجهة نظر الناس.
وشمل الاستبيان استطلاع رأي 3540 شخصاً في مناطق شمال وشرق سوريا، وجرى في الفترة ما بين شهرَي أبريل (نيسان) ومايو (أيار) من العام الجاري.
وطرح الاستبيان 11 سؤالاً حول الإدارة الذاتية ومؤسساتها و3 أسئلة حول وسائل الإعلام وحرية عملها في المنطقة. وتقدم سؤال الفرق بين مؤسسات الإدارة الذاتية، مقارنةً بمؤسسات النظام السوري قبل عام 2011 بجواب 60 في المئة أن الثانية أفضل من الأولى، فيما توزعت النسبة المتبقية بين عدم الدراية واللا فرق والنفي.
كما جاءت نسبة الإجابة على سؤال تمثيل الإدارة لمكونات المنطقة، بنسبة56.1 في المئة لصالح أنها تمثلهم، تلتها 30 في المئة لصالح جواب أنها تمثلهم نسبياً.
وفي سؤال عام حول أداء مؤسسات الإدارة، احتل جواب حاجتها إلى الإصلاح نسبة 47 في المئة، فيما قال 35.4 في المئة من المستطلعين إنها جيدة، وطالب 11.8 في المئة بالتغيير الجذري لأداء تلك المؤسسات.

رفض التعيين

ورفض 63.7 في المئة من عينة البحث مبدأ تعيين المسؤولين من دون انتخاب في الإدارة الذاتية، فيما وجد 16.3 في المئة أن هذا المبدأ ضرورة مرحلية، كما رأى28 في المئة أن الإدارة لا توظف الكوادر على أساس الكفاءة و20 في المئة قالوا إنها تعيين على أساس الكفاءة، إلا أن أكثر من ضعف هذه النسبة اعتبروا أن الإدارة لا تعيّن كوادرها دائماً على أساس كفاءاتهم. أما رضا المستَطلعين بالنسبة إلى تعامل قوات الأمن الداخلي (الآسايش)، فكان عالياً بنسبة 71.4 في المئة، فيما تأرجح الرأي حول عمل القضاء واستقلاليته في المنطقة. ربع المستطلعين رأوا أن القضاء غير مستقل، بينما خالفهم الرأي 34.2 في المئة. وقال 38.8 في المئة إنهم لا يدرون إذا كان القضاء في شمال وشرق سوريا مستقلاً أم لا. في السياق ذاته، أفاد 41 في المئة من المستطلعين بأن القضاء عادل نسبياً.



تلبي جزءاً من الحاجة

بعدما دخلت سوريا في حال من الفوضى وانعدام الإدارة بسبب الحرب منذ عام 2011، عملت الإدارة الذاتية الحديثة المنشأ على تقديم الخدمات كبديل عن مؤسسات الحكومة، لكن المواطنين ما زالوا غير متأكدين من ذلك، فاعتبر53.6 في المئة من عينة بحث مركز الفرات أن عمل الإدارة الذاتية من الناحية الخدمية يلبي جزءاً من حاجاتهم. ووجد حوالى 29 في المئة أن الإدارة تلبي حاجتهم الخدمية، فيما اعتبر 11 في المئة أنها لا تلبي تلك الحاجة.
كذلك ظهر الـ"كومين" (مجلس الحي) مع ظهور الإدارة في المنطقة وأصبح جزءاً رئيساً من هيكليتها التنظيمية، لذلك وجد 35.9 في المئة أن الـ"كومين" جزء فعال في الإدارة من الناحية العملية. ورأى 37.1 في المئة أن فعاليته نسبية، بينما رفض21.1 في المئة ذلك. وحلّت ظاهرة الفساد ذيل قائمة الأسئلة حول الإدارة، فرأى خُمس المستطلعين أنها تتستر على المفسدين وما يقارب 30 في المئة أنه تتم محاربته. أما 31.1 منهم، فقالوا إن الإدارة تضبط هذه الظاهرة.

وسائل الإعلام

كما أبدى المشاركون آراءهم حول تمثيل وسائل الإعلام المحلية لصوت المجتمع بنسبة 39.1 في المئة. واعتبر 35 في المئة منهم ذلك نسبياً. كذلك، قال 37 في المئة أن الحرية الممنوحة لهذه الوسائل نسبية، ورأت نسبة مماثلة أنها حرة تماماً. وقال 9 في المئة فقط إنها غير حرّة. وحسب الاستبيان، فإن 45.9 في المئة يستقون المعلومات الإخبارية من التلفزيون و34.4 في المئة من الإنترنت و14 في المئة من الراديو.
يُذكر أن مركز الفرات تأسس في مارس (آذار) 2018، وهو مركز مستقل، يهتم بالشؤون السياسية والاجتماعية والفكرية المتعلقة بسوريا بشكل عام ومناطق الشمال والشمال الشرقي بشكل خاص، وفق ما يعرّفه العاملون فيه. وصرح مدير المركز الدكتور سليمان إلياس لـ"اندبندنت عربية" أن النتائج كانت مشجعة من حيث المبدأ، مضيفاً أنه "يجب الأخذ بالحسبان أن مناطقنا مرت وعلى مدار أربعة عقود من الزمن بأوضاع وظروف كانت خالية من أي نوع من الحريات، لذا نرى أن القيام بنشاطات مماثلة سيحمل مصاعب كثيرة، إذ إن استبيان من هذا النوع يتطلب ذهنية تعودت على التفكير الحر والإرادة والجرأة في إبداء الرأي. وأضاف أن "المناطق التي جرى فيها الاستبيان امتدت من "ديريك" إلى "كوباني"، ولم نستطع الوصول الى مناطق مثل الرقة ودير الزور بسبب انعدام الظروف الأمنية واللوجستية المناسبة، ولكن وضعنا في جدول أعمالنا أن نصل إلى تلك المناطق أيضاً".
وأشار إلياس إلى أن "إجراء هكذا استبيان سيشكل ضغطاً كبيراً على مراكز القرار وبالتالي نعتبره خطوةً سديدة على طريق الصراع والكفاح للوصول إلى أفضل الحلول وأحسن أشكال الإدارة المجتمعية الذاتية"، مستدركاً أن "الإدارة الذاتية تُعتبَر حديثة العهد، فهي على ثقة بأنها ستستفيد من نتائج الاستبيانات لتدخل المسار الصحيح".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي