Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المراهقون يحكمون عالم الترفيه

نجوم "الجيل زد" باتوا الأكثر حضوراً في الأعمال الفنية المؤثرة والمؤسسات السياسية تستعين بهم لمخاطبة أكثر من مليار مراهق

حصلت أوليفيا رودريغو على عدة جوائز غرامي ولديها قوة تأثير كبيرة في متابعيها (الحساب الرسمي لرودريغو على إنستغرام)

عمل تشويقي خيالي يكسر الرقم القياسي في المشاهدة خلال أيام قليلة على منصة مشاهدة عالمية، وصبية تصنع التاريخ في عالم "مارفل" بأول مسلسل عن بطلة خارقة مسلمة، ثم ممثلة لطالما عُرفت بأنها المفضلة لمشاهدي إنتاجات "ديزني" التلفزيونية تصبح ضمن الشخصيات الأكثر تأثيراً، وفريق غنائي صنع نجوميته بسبب جدارته في التعبير بدقة عن مشكلات جيل المراهقين يلقى خطاباً في البيت الأبيض. القصص الرئيسة في أخبار الترفيه تأتي لتؤكد أن "الجيل زد" اختار أبطاله الذين يسيطرون على هذا العالم.

جيل ما بعد الألفية يحكم دنيا الفنون في الموسيقى والتمثيل والثقافة والمنوعات، فمقابل كل عمل فني يتصدر التريند لكبار المشاهير المخضرمين، نجد عملين وثلاثة وأربعة لفنانين لم يكملوا العشرين بعد، أو بالكاد تجاوزوها، وموضوعات تشغل بال شباب في مقتبل العمر لا يزالون يتلمسون خططهم في الحياة.

"أشياء غريبة" في أنحاء العالم

في وقت أصبحت منصات البث الإلكتروني هي الوسيلة الأولى للمشاهدة لكثير من القطاعات، وباتت فيه منصات تدفق الموسيقى تحاول الحصول على أكبر عدد من الاشتراكات، وكذلك تطبيقات الفيديو وسيلة لقياس الشعبية والنجاح، نجد أن تلك الوسائط تتسابق فيما بينها لترضي جيلاً يمثل قوة مؤثرة للغاية، يرتفع بأسهم عمل ما خلال وقت قياسي، ويعصف بآخر خلال دقائق، بالتالي كان متوقعاً للغاية أن يأتي مسلسل Stranger Things في الجزء الأول من موسمه الرابع يكسر رقم "نتفليكس" القياسي، حيث حقق مشاهدات بلغت 287 مليون ساعة بعد ثلاثة أيام من طرحه في 27 مايو (أيار) الماضي، العمل تدور أحداثه في إطار من الرعب الخيالي، وقد كسر الرقم القياسي لمسلسل آخر تصدى لبطولته مجموعة من الوجوه الصاعدة متوسطة الشهرة وهو Bridgerton في موسمه الثاني، على نفس المنصة.

 

ونجاح "أشياء غريبة" لا يبدو مفاجئاً، فقد خطف العمل أنظار جمهور الشباب الصغار منذ عرض موسمه الأول في عام 2016، حيث كانت بطلته الإنجليزية ميلي بوبي براون "إيليفن" حينها لم تتجاوز الثانية عشرة من عمرها، في حين أنها الآن في الثامنة عشرة، وتنتظر عرض الجزء الثاني من الموسم الرابع في بداية يوليو (تموز) المقبل، كما أن باقي أبطال العمل في عمر متقارب منها.

المسلسل الذي يشغل شباب العالم جرى الاحتفاء بانطلاق النصف الأول من موسمه الرابع بطريقة مبتكرة أيضاً نظراً إلى اهتمام الجمهور به، حيث أقيمت احتفالية قبيل عرضه في 15 معلماً سياحياً بـ14 دولة، وتضمنت فتح بوابات العالم المقلوب التي تظهر في المسلسل، واستمتع الجمهور بأجواء العمل في عدة مناطق بالعالم، بينها مدينة العلا بالسعودية.

نجمة عالم "مارفل" المراهقة

الأمر ليس مفاجئاً بالمرة فيما يتعلق بمسلسلات المراهقين، فقد كان مسلسل 13 Reasons Why، نقطة تحول في الأعمال التي تتناول دوافع الانتحار بالنسبة للشباب في المدرسة الثانوية، وحقق شعبية كاسحة، وأثار لغطاً وجدلاً واسعاً منذ عرض موسمه الأول في عام 2017، كذلك يعتبر مسلسل "Anne with an E" من بطولة الكندية الإيرلندية أميبيث مكولتي واحداً من أشهر الأعمال التي تناولت حيرة هذه الفئة العمرية، ويشكل مصدراً للإلهام بالنسبة للكثيرين، وظهر في قوائم الأعلى مشاهدة على "نتفليكس" مراراً.

خلال هذا الأسبوع أيضاً نجحت الباكستانية الكندية صاحبة الـ19 عاماً إيمان فيلاني في أن تكون محور الحديث بعد حضورها العرص الخاص لـ"Ms. Marvel"، أول مسلسل من عالم "مارفل" تدور أحداثه حول بطلة خارقة مسلمة هي كامالا خان، والمسلسل ستبثه منصة "ديزني بلاس" في الثامن من يونيو (حزيران) الحالي، أي بعد يومين فقط من انطلاق بث المنصة في الشرق الأوسط، وقد بدأت فيلاني العمل على المشروع حينما كانت في السادسة عشرة من عمرها.

 

وقبل أيام أيضاً اتجهت أنظار محبي فريق BTS الكوري الجنوبي إلى البيت الأبيض، حيث شارك النجوم السبعة، بمؤتمر صحافي لمواجهة تصاعد جرائم الكراهية ضد الأميركيين من أصل آسيوي، التي باتت شديدة الوطأة بعد انتشار كورونا قبل أكثر من عامين، وبحسب كلام جيمين فإن أعضاء الفريق مستاؤون للغاية بسبب هذا التوجه، وقد حرص الرئيس جو بايدن على الحديث معهم لمناقشة مخاوفهم.

ومن المعروف أن الموجة الكورية، بخاصة فيما يتعلق بموسيقى البوب، تلقى رواجاً ملحوظاً بين مستمعي الموسيقى في العالم، لا سيما الشباب الصغار والمراهقون، بسبب طبيعة الموضوعات التي يناقشونها في أغنياتهم، وبينها الصداقة والثقة بالنفس والتنمر.

وخلال الفترة الماضية، قام عدة مشاهير بزيارات للبيت الأبيض للمساهمة في أنشطة توعوية متعددة، وبينهم سيلينا غوميز التي شاركت في فعاليات تهدف لزيادة الوعي بالصحة العقلية، وقبل ذلك المغنية الشابة أوليفيا رودريغو (19 عاماً) الحائزة ثلاث جوائز غرامي التي أسهمت في حملة البيت الأبيض، لحث الجماهير على تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا.

قوة مؤثرة تتجاوز المليار شخص

وبحسب منظمة "اليونيسف" التابعة للأمم المتحدة، فإن المراهقين في العالم حالياً هم الأكبر من أي وقت مضى، حيث يبلغ عددهم 1.2 مليار فرد، والمقصود هنا الفئة التي تعيش عقدها الثاني، أي من سن عشر سنوات حتى 19 عاماً، وهي فترة التشكل والتحول والنشطاء والاكتشاف المعرفي والعاطفي أيضاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولذا، من الطبيعي أن نجد المؤسسات ذات الطبيعة السياسية تحاول دوماً استقطاب المشاهير الذين يعبرون عن أفكار ومعتقدات الصبية والمراهقين والشباب الصغار والأكثر تأثيراً فيهم للتمكن من مخاطبة هذه الفئة الضخمة، وهو توجه بات واضحاً للغاية، فيما يتعلق بأنشطة البيت الأبيض أخيراً.

وفي نهاية العام الماضي، ألقى فريق "بي تي أس" خطاباً في الجمعية العامة للأمم المتحدة حصد ملايين المشاهدات، وقد كشفوا خلاله عن أفكارهم وطموحاتهم، ودعوا إلى الالتفات لآراء المراهقين والشباب في سن المراهقة، لأن كثيرين لا يتفهمون طبيعة ما تفكر به هذه الفئة، وذلك بحسب ما شدد عليه RM، أحد أبرز أعضاء الفريق، وقبلها كان قد جرى تعيينهم من قبل الرئاسة الكورية كمبعوث دبلوماسي خاص للأجيال القادمة والثقافة، نظراً إلى شعبيتهم، ولكونهم مصدراً وقدوة ملهمة لمحبيهم.

وخلال الأيام الماضية، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بعد الكشف عن غلاف مجلة "تايم" للمئة شخصية الأكثر تأثيراً في العالم لعام 2022، حيث تضمنت القائمة كثيراً من الأسماء المألوفة، وبينهم أوبرا وينفري وكيانو ريفز وكريس جينر وسارة جيسيكا باركر وأماندا سيفريد، لكن المجلة الأميركية العريقة اختارت أن يكون الغلاف صورة أيقونية للمغنية والممثلة والعارضة الأميركية زندايا، صاحبة الـ25 عاماً، التي تصنف بكونها أحد أبرز نجمات جيلها ولديها جماهيرية بين جيل المراهقين، بخاصة أنها عرفت بأعمالها التابعة لـ"ديزني"، ومنها "Shake It Up" الذي قدمته وهي لا تزال في الرابعة عشرة من عمرها، وأيضاً مسلسل "K.C. Undercover"، كما أنها تميزت أخيراً في ثلاثة أجزاء من فيلم "Spider-Man"، من بطولة توم هولاند، وقد وصفتها المجلة بأنها تشبه الربيع، نظراً إلى صغر سنها، كما أنها تبدو وكأنها جاءت من المستقبل.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة