Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل فوضى السفر والجوازات هي الوضع الجديد لـ"بريطانيا العالمية"؟

أوجه الشبه بينها وبين"بريكست" الذي وعدنا به ضعيفة

إصدار جوازات السفر البريطانية يتأخر ليصل إلى أشهر بدلا من أسابيع   (غيتي)

بعد ما يقرب من ست سنوات من الاستفتاء على العضوية في الاتحاد الأوروبي (ألا يمر الوقت سريعاً في حين تستمعون بوقتكم؟) ومع "الإنجاز" المفترض لـ"بريكست"، لست متأكداً من الأمر المسمى "بريطانيا العالمية" [سياسة بريطانية ما بعد الـ"بريكست" تهدف إلى إعادة الاستثمار في علاقاتها، ودعم النظام الدولي القائم على القواعد وإثبات أن المملكة المتحدة منفتحة، ومتطلعة إلى الخارج، وواثقة على المسرح العالمي].

قد يكون من الجيد في شكل مماثل أن لدينا المتعة كلها المرافقة لليوبيل البلاتيني [لتبوء الملكة إليزابيث الثانية العرش] فننشغل بسعادة خلال بضعة أيام، ذلك لأن الخروج من البلاد هو تقريباً بالصعوبة نفسها التي كان عليها خلال السنوات الـ70 الماضية.

حتى لو رغبتم في الفرار من الاحتفالات المفروضة والمبالغات المهووسة لـليوبيل البلاتيني. أخشى أن كل الطرق المؤدية إلى خارج البلاد تبدو مقفلة بسبب "فوضى السفر"، على حد تعبير العناوين الرئيسة دوماً، لكن هذه المرة يبدو أن العناوين الرئيسة على حق.

في حالتي، أنا ممنوع من مغادرة البلد. على مدى الأشهر الثلاثة الماضية كنت في انتظار جواز سفر جديد، يرمز إلى واحد من أغلى الأشياء في العالم– المواطنة البريطانية. من خلال توصية "جلالتها البريطانية" بالسماح لي بالسفر من دون أي عائق أو عقبة، والاحترام الدولي المجدد حديثاً لوثيقة تغيب عنها عبارة "الاتحاد الأوروبي" على الصفحة الأولى، لا بد من أنني أمتلك حرية الطواف في العالم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلا أن المكتب الملكي لجوازات السفر غير قادر على إصدار وثيقة كهذه، ويخبرني بأن الاستفسار عنها يزيد الأمور سوءاً، لذلك لا تتجشموا عناء الاستفسار، وأنا في الانتظار فقط، ربما إلى الأبد. وسمح لي واقع تجربتي على الأقل بأن أضبط كذبة واضحة لبوريس جونسون (أعرف أن هذا أمر قلما يكون نادراً)، عندما رأيته في مجلس العموم أخيراً، يقول: "حسب أفضل معلوماتي، يحصل الجميع على جوازهم خلال أربعة إلى ستة أسابيع".

وبالنسبة إلينا نحن مراقبي جونسون الخبراء، تشكل العبارة "حسب أفضل معلوماتي" رمزاً للقول، "أنا على وشك الكذب لكنني أرغب في طريقة أتجنب بها الإقرار بذلك إذا دعت الحاجة"، وهذا هو ما صح بالفعل، بإثبات من انتظاري لـ13 أسبوعاً.

وحتى لو كان لدي جواز سفر، يبدو احتمال السفر الدولي فقد قليلاً أو كثيراً من الجاذبية التي تمتع بها. من الواضح أن هناك المشكلات التي تواجهها شركات الطيران وإلغاء حجوزات الرحلات من دون سابق إنذار، ما أدى إلى هلع في المطارات. لذلك، أحلم بالحصول على جواز سفري ذات يوم، [وفي الانتظار] أفكر في قيادة السيارة أو أخذ عبارة إلى فرنسا أو إيرلندا، لكن هناك طوابير وتأخيرات أيضاً. أرتجف حين أفكر في الشكل الذي تتخذه الترتيبات الصحية على الطرق المحيطة بدوفر [الميناء نحو فرنسا].

لا شك في أن الأسباب متعددة وراء هذا الانهيار في الحياة المتحضرة، ويحتمل أنها تشمل الآثار المترتبة على هذه الجائحة و"المبالغة في الحجوز" من قبل شركات السفر (ولو أنني كنت أعتقد أنها كانت تفعل ذلك دوماً)، لكن كلمة "بريكست" تستمر في الظهور، ويبدو من المعقول تماماً أن نستنتج أن البلاد التي تقيم الحواجز التجارية مع أقرب جيرانها من شأنها أن تجعل حركة البضائع والناس أكثر بطئاً وإرهاقاً. سيضمن بالتأكيد جواز سفر بريطاني أزرق لكم انتظاراً أطول عند نقاط الهجرة في عديد من مقاصد العطل الأوروبية.

وإذا استعرنا توصيفاً، لا يشبه ما يجري إلى حد كبير "بريكست" الذي وعدنا به وصوتنا لصالحه، وأتساءل ما إذا كانت منطقة شنغن ليست بتلك الفكرة السيئة على أي حال. فإذا كنا فيها– نستطيع أن ننضم إليها من دون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي– لن نحتاج إلى الحصول على جوازات سفر على الإطلاق، وسيخف العبء في شكل كبير عن مكتب جوازات السفر. مجرد فكرة خلال اليوبيل.

*نشر المقال في "اندبندنت" بتاريخ 4 يونيو 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء