يواجه المسافرون في المملكة المتحدة خطر فقدان عطلاتهم هذا الصيف بسبب ارتفاع "غير مسبوق" في طلبات الحصول على جوازات سفر.
فقد نصح وزير الهجرة البريطاني كيفن فوستر الأشخاص الذين يأملون في السفر خارج البلاد بتجديد جوازات سفرهم "في أقرب وقت ممكن"، مضيفاً أنه تم تلقي ما يناهز المليون طلباً للحصول على جوازات سفر خلال الشهر الماضي وحسب.
وصرح أمام النواب، "لو أردنا وضع هذه الأرقام في سياقها، فنحن نتعامل في العادة مع 7 ملايين طلب في السنة كلها". وأضاف قائلاً: "نقول للأشخاص إننا نشهد موجة ارتفاع غير مسبوقة في الطلب وإن كانوا يخططون للسفر هذا الصيف فننصحهم بتقديم طلباتهم في أقرب وقت ممكن".
وفي هذا السياق، وصف النائب المحافظ سايمون هواري هذا الكم الهائل في طلبات جوازات السفر بأنه "غير مسبوق، ولكن متوقع بشكل تام". وأشار إلى أن بعض الأشخاص وصفوا تجربتهم في الحصول على جواز السفر "بالفوضى المطلقة".
وفي غضون ذلك، اتهم أحد نواب حزب العمال البارزين الحكومة بأنها "تتقاعس عن القيام بعملها". وقال بن برادشاو، وهو وزير سابق في الحكومة وعضو حالي في لجنة النقل البرلمانية: "مرة جديدة، تكون وزارة الداخلية وبريتي باتيل متقاعسين في إتمام مهامهم. بإمكان أي كان توقع أنه بعد عامين من القيود المفروضة على السفر سيزداد الطلب على تجديد جوازات السفر والحصول على جوازات جديدة بشكل ملحوظ".
وأضاف قائلاً: "ولكن يبدو أنه لم تكن هناك جاهزية للتعامل مع هذا، مما يعني أن العائلات التي تتوق لرؤية أحبائها أو الذهاب في عطلات ترى آمالها تتحطم".
وسردت النائبة عن حزب العمال لمنطقة بارنسلي الشرقية [وسط إنجلترا] ستيفاني بيكوك حالة أم تقدمت بطلب للحصول على جواز سفر لابنتها في شهر يناير (كانون الثاني)، أي قبل خمسة أشهر من موعد عطلتهما الأسبوع المقبل، ولكنها لم تحصل عليه حتى الساعة.
وكانت "اندبندنت" أول من أثارت منذ عامين احتمالية حصول زيادة في الطلب عندما يتم رفع قيود السفر، وسألت الصحيفة وزارة الداخلية وقتها: "ما هي التدابير التي سيتخذها مكتب جوازات السفر البريطاني لتسريع عملية تجديد جوازات السفر وإصدار جوازات جديدة للذين يحتاجون إليها؟".
وفي ذلك الوقت، صرح متحدث باسم وزارة الداخلية بأن "مكتب جوازات سفر صاحبة الجلالة يستمر في العمل على طلبات جوازات السفر، ولكن العملية تستغرق وقتاً أطول من المعتاد نتيجة التغير الحاصل في ممارسات العمل المصممة بهدف الحفاظ على سلامة الموظفين والعملاء في آنٍ معاً [بسبب الإجراءات الوبائية الاحترازية]. نمنح الأولوية لمن هم أكثر حاجة لخدماتنا، وخصوصاً الطلبات التي تحمل أسباباً تعاطفية. ونشجع الذين بوسعهم الانتظار تقديم طلباتهم في وقت لاحق".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسألت "اندبندنت" اليوم وزارة الداخلية عن التدابير المتخذة للتعامل مع الزيادة المتوقعة في الطلبات.
يشار إلى أن الطلب على جوازات السفر ازداد دون مبرر بسبب التفسير المحرف من قبل الحكومة وبعض شركات الطيران لقواعد استخدام جواز السفر بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويتمثل الشرطان المطلوب توفرهما في جواز سفر بريطاني ليكون صالحاً للسفر إلى الاتحاد الأوروبي في ما يلي:
- هل صدر الجواز قبل أقل من عشر سنوات بتاريخ الوصول إلى الاتحاد الأوروبي؟
- هل تبقى في صلاحيته ثلاثة أشهر على الأقل في اليوم المَنوِي فيه مغادرة الاتحاد الأوروبي؟
يكون هذان الشرطان مستقلين الواحد عن الآخر، ولهذا بوسع مسافر بريطاني إلى أوروبا وبحوزته جواز سفر صادر بتاريخ 2 مايو (أيار) 2012، وتنتهي صلاحيته في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 أن يدخل إلى أوروبا في أي وقت حتى الأول من مايو (أيار) 2022.
وفي سياق متصل، سبق للمفوضية الأوروبية أن أكدت القواعد السارية أكثر من مرة لـ"اندبندنت" التي نشرتها وشاركتها مع شركات الطيران والحكومة البريطانية، بيد أنه في مواجهة الأدلة، تستمر الحكومة في الإصرار على أن هناك بعض الغموض المتعلق بما إذا كان الشرطان "غير منفصلان". وفي هذا الإطار، تقوم أكبر شركتين للطيران الاقتصادي في أوروبا، إيزي جت (easyJet) وراين إير (Ryanair) بتطبيق قواعد مرهقة، إذ تصر "إيزي جت" على نحو مغلوط "أنه بتاريخ سفرك يتوجب أن يكون جوازك صالحاً لمدة ستة أشهر على الأقل".
وطلبت "اندبندنت" مراراً من شركات الطيران تعديل شروطها تماشياً مع قواعد المفوضية الأوروبية أو تقديم دليل رسمي لعدم وجوب قيامها بهذه التعديلات - بعيداً من نصائح السفر المضللة لحكومة المملكة المتحدة.
إن كنتم تشعرون بالحيرة بشأن قواعد انتهاء صلاحية جواز السفر الجديدة، أو كنتم غير متأكدين من موعد تجديد وثائق السفر الخاصة بكم، ندعوكم للتواصل مع سايمون كالدر، مراسل شؤون السفر في صحيفة "اندبندنت"، وهو سيجيب عن جميع استفساراتكم في جلسة Ask Me Anything (اسألوني أي شيء) مباشرة في تمام الساعة 4 عصراً. انقروا على هذا الرابط لإرسال أسئلتكم.
© The Independent