Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تجميد إنتاج الفحم الجزائري تفاديا لحرائق الغابات يثير الاستغراب

قرار يوجه أصابع الاتهام إلى منتجي هذه المادة على الرغم من أن التحقيقات كشفت عن أسباب أخرى

أعلنت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية عن تجميد نشاط إنتاج الفحم بصفة مؤقتة (الإذاعة الجزائرية)

حرّك ارتفاع درجات الحرارة في الجزائر الحكومة لاتخاذ تدابير وقائية لحماية الغابات من الحرائق، في خطوة استباقية لمنع تكرار سيناريو السنة الماضية، حيث أعلنت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية عن تجميد نشاط إنتاج الفحم بصفة مؤقتة.

قرار ضمن مخطط

وأوضحت وزارة الفلاحة أنه في إطار تنفيذ المخطط الوطني للوقاية وحماية الغابات من الحرائق لموسم 2021-2022، وتعزيزاً للإجراءات الوقائية المتخذة لهذا الغرض، تم اتخاذ قرار التجميد المؤقت لإنتاج مادة الفحم، لما تشكله من مخاطر اندلاع الحرائق على مستوى المساحات الغابية، مضيفة أنه تم تكليف مصالح الغابات بالسهر على الاحترام الصارم لهذا الإجراء، وحذرت من أن "أي مخالفة لهذه التعليمة تعرض صاحبها لعقوبات طبقاً للنصوص القانونية سارية المفعول".

ويضاف الإجراء المتخذ إلى تدابير كانت وزارة الفلاحة قد أعلنت عنها ضمن مخطط استعجالي عملياتي خاص كشف رئيس مكتب الوقاية ومكافحة الحرائق بالمديرية العامة للغابات رشيد بن عبد الله عن بعض تفاصيله في تصريح للإذاعة الرسمية، ومنها 401 برج مراقبة، و513 فرقة متنقلة، و63 شاحنة صهريج للتزويد بالمياه عبر 3261 نقطة، و1019 ورشة عمل بتعداد 9481 عوناً قابلاً للتجنيد في حال الضرورة القصوى.

تدابير وقائية

كما وضعت الجهات الوصية عدداً من الخطوات الاستعجالية مثل الإنذار المبكر الذي يهدف إلى الإبلاغ والتحكم في نشوب الحرائق، وإعادة تنشيط وتفعيل أبراج المراقبة، والتدخل السريع للحماية للحد من انتشار حرائق الغابات، وإنشاء دوريات مراقبة على مدار 24 ساعة مشكلة من مصالح المديرية العامة للغابات والحماية المدنية والمصالح الأمنية، إضافة إلى تعبئة وسائل التدخل، والتواصل الدائم مع الوكالة الفضائية الجزائرية ومصالح الأرصاد الجوية، وكذلك إشراك السكان المحليين في أي عملية للوقاية والتدخل ضد الحرائق. وشددت الوزارة على أنه "بإمكان المحافظين إصدار قرارات حظر دخول الفضاءات الغابية كلما اقتضى الأمر ذلك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتأتي هذه التحركات من أجل تجنب تكرار سيناريو حرائق الغابات التي شهدتها البلاد، العام الماضي، وتسببت في خسائر بشرية ومادية فادحة في 21 محافظة.

نشاط غير منظم

وأكد عضو جمعية منتجي الفحم بمحافظة معسكر، غرب الجزائر، كمال قرباط، أن المنطقة تتصدر الريادة في إنتاج الفحم على مستوى البلاد، وتغطي نسبة كبيرة من طلبات المطاعم ومحلات الشواء، مبرزاً أن هذا النشاط متوارث عن الآباء والأجداد بين سكان المنطقة، ويعد مصدر رزق آلاف العائلات، غير أنه يبقى يعاني بسبب أنه غير منظم. وقال إن الجمعية تتمسك بضرورة الحفاظ على البيئة وحماية مصدر رزق العائلات من خطر تجميد نشاط إنتاج الفحم، داعياً السلطات العمومية إلى تخصيص أماكن ومساحات لأراضٍ فلاحية غير منتجة لفائدة الناشطين في المجال بعيداً من التجمعات السكنية.

أضاف قرباط أن المساحات التي يشغلها ممارسو نشاط إنتاج الفحم، معظمها أراض مؤجرة من طرف أصحاب الأراضي الذين هجروا الزراعة والفلاحة بسبب الجفاف وندرة المياه وارتفاع أسعار الأسمدة، مشيراً إلى أن معظم منتجي الفحم يمارسون مهامهم بطريقة غير شرعية، ويرفضون الانضواء تحت غطاء وزارة التجارة، داعياً جميع المنتجين إلى تبني طرق عصرية غير مضرة بالبيئة والسكان من أجل ضمان استمرارية نشاط إنتاج الفحم.

"اصعدوا إلى الجبال لتكتشفوا معاناة السكان"

وأوضح أن قرار تجميد إنتاج الفحم الذي لجأت إليه السلطات تحت غطاء مواجهة حرائق الغابات يبقى غير مقبول، على اعتبار أنه يوجه أصابع الاتهام إلى المنتجين دون سواهم على الرغم من أن الجهات الأمنية كشفت في تحقيقاتها بخصوص حرائق، السنة الماضية، عن حقائق وأسباب أخرى. وتابع عضو جمعية منتجي الفحم بمحافظة معسكر أن القرار وضع مصير آلاف العائلات أمام مفترق طرق، وعرضها للبطالة والعوز، مشيراً إلى أنه كان من الأجدر استشارة المعنيين بالنشاط للوصول إلى نتيجة ترضي مختلف الأطراف. وختم، "اصعدوا إلى الجبال لتكتشفوا معاناة السكان".

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة