Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اتهامات بالقرصنة بين طهران وأثينا بعد احتجاز ناقلتين يونانيتين والحرس الثوري يهدد

إيران تعترف بالواقعة باعتبارها "إجراءً عقابياً" رداً على مصادرة شحنة نفط لصالح واشنطن

قال متحدث باسم الأسطول الخامس الأميركي في البحرين إنه على علم بعمليتي الاحتجاز وإنهما قيد التحقيق (رويترز)

يبدو أن الخلاف الإيراني الغربي سيشهد مرحلة جديدة من التوترات، إذ تبادلت طهران وأثينا الاتهامات بالقرصنة البحرية، بعد احتجاز الأولى ناقلتين تابعتين لليونان، رداً على مصادرة الأخيرة لشحنة نفط إيرانية تنفيذاً للعقوبات الأميركية.

وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن قوات تابعة للحرس الثوري، احتجزت ناقلتين يونانيتين في الخليج الجمعة، بعد قليل من تحذير طهران من أنها ستتخذ "إجراءات عقابية" ضد اليونان بسبب مصادرة الولايات المتحدة شحنة نفط إيرانية من ناقلة محتجزة قبالة ساحل الدولة الأوروبية المطلة على البحر المتوسط.

ونقلت وكالة الأنباء "إيرنا" عن بيان للحرس الثوري قوله، إن القوات البحرية التابعة له احتجزت ناقلتين يونانيتين "لانتهاكهما أصول الملاحة في الخليج"، ولم تذكر تفاصيل أو تفصح عن الانتهاكات المزعومة.

الحرس الثوري قد "يحتجز المزيد"

ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية عن مصدر لم تسمه القول "هناك 17 سفينة يونانية أخرى في الخليج يمكن أن يحتجزها الحرس الثوري إذا واصلت اليونان ممارساتها المزعجة". وقالت الوكالة "شددت مصادر مطلعة أيضاً على أن اليونان يجب أن تتخذ إجراءات تعويضية تجاه ناقلة النفط الإيرانية في أسرع وقت ممكن".

تداعيات على الاتفاق النووي

في غضون ذلك، قال مصدر أمني بحري، إن إحدى الناقلتين هي برودنت ووريار التي ترفع العلم اليوناني. وقالت شركة الشحن بوليمبروس التي تتخذ من اليونان مقراً لها لوكالة "رويترز"، إنه وقع "حادث" مع إحدى سفنها دون الخوض في تفاصيل مضيفة أنها "تبذل قصارى جهدها لحل المشكلة".

وقالت جماعة (متحدون ضد إيران النووية) الأميركية، التي تراقب حركة الناقلات المتعلقة بإيران من خلال تتبع السفن بالأقمار الصناعية، إن برودنت ووريار تحمل شحنة من النفط القطري والعراقي، بينما دلتا بوسيدون محملة بالنفط العراقي.

وأضافت أن كل سفينة تحمل نحو مليون برميل.

وقالت كلير يونجمان كبيرة الموظفين في الجماعة لـ "رويترز": "ينبغي أن يكون لهذا تداعيات مباشرة على مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني) ويزيد من عرقلة أي فرص لإحياء الاتفاق".

وقال متحدث باسم الأسطول الخامس الأميركي في البحرين، إنه على علم بعمليتي الاحتجاز المُبلغ عنهما وإنهما قيد التحقيق.

بداية الأزمة

وكانت السلطات اليونانية احتجزت الشهر الماضي الناقلة بيغاس التي ترفع العلم الإيراني وعلى متنها طاقم روسي من 19 فرداً بالقرب من ساحل جزيرة إيفيا الجنوبية بسبب عقوبات الاتحاد الأوروبي.

وذكرت رويترز، الخميس، أن الولايات المتحدة صادرت في وقت لاحق شحنة النفط الإيراني الموجودة في الناقلة وتخطط لإرسالها إلى أراضيها على متن سفينة أخرى. وأفرجت السلطات اليونانية لاحقاً عن "بيغاس" بسبب اللبس بشأن العقوبات المفروضة على مالكيها.

وفي وقت سابق الجمعة، قال موقع "نور نيوز"، التابع لأحد أجهزة أمن الدولة في إيران على "تويتر"، إنه "بعد استيلاء الحكومة اليونانية على ناقلة نفط إيرانية ونقل نفطها إلى الأميركيين، قررت إيران اتخاذ إجراءات عقابية ضد اليونان". ولم يذكر الموقع نوع الإجراءات التي ستتخذها إيران.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كانت بيغاس من بين خمس سفن حددتها واشنطن في 22 فبراير (شباط)، قبل يومين من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لفرض عقوبات عليها. وفي 19 أبريل (نيسان) احتجزت السلطات اليونانية قبالة جزيرة إيفيا ناقلة النفط الروسية "بيغاس" (تغير اسمها بعد أيام إلى لانا)، وذلك تنفيذاً لعقوبات صادرة من الاتحاد الأوروبي على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.

اتهامات متبادلة بالقرصنة

وفي بيانها الجمعة، أكدت الخارجية الإيرانية أن السفينة "تابعة لسيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلا أن موقع "مارين ترافيك" المتخصص في تتبع حركة الملاحة البحرية، أشار إلى أن السفينة لا تزال قانوناً تحت العلم الروسي حتى بعد تغيير اسمها. وأفادت التقارير بأن الناقلة محملة بـ 115 ألف طن من النفط الإيراني.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إنها استدعت مبعوث سويسرا، التي تمثل المصالح الأميركية في طهران، للاحتجاج على مصادرة الولايات المتحدة شحنة النفط الإيراني التي كانت على متن بيغاس.

ونقلت وسائل إعلام حكومية عن وزارة الخارجية الإيرانية قولها إن "الجمهورية الإسلامية أعربت عن قلقها العميق إزاء استمرار انتهاك الحكومة الأميركية للقوانين الدولية والمواثيق البحرية الدولية"، كذلك، شددت على ضرورة "الرفع الفوري للحجز عن السفينة وشحنتها"، من دون أن تحدد اسمها أو طبيعة ما تحمل، فيما امتنع المتحدث باسم وزارة العدل الأميركية عن التعقيب على مصادرة شحنة النفط.

ونقلت وكالة الأنباء اٌيرانية عن المنظمة الإيرانية للموانئ والبحوث قولها، إن الناقلة لجأت إلى الساحل اليوناني بعد أن واجهت مشكلات فنية وسوء الأحوال الجوية. ووصفت مصادرة شحنتها بأنها "مثال واضح على القرصنة".

في المقابل، اتهمت وزارة الخارجية اليونانية إيران بممارسة "القرصنة"، وقالت في بيان، إن "هذه الافعال هي بمثابة قرصنة"، داعية المواطنين اليونانيين إلى تجنب التوجه إلى إيران.

وأكدت أثينا أن مروحيات تابعة للبحرية الإيرانية أنزلت عناصر مسلحين على متن الناقلتين، وأوضحت أن إحدى الناقلتين "دلتا بوسايدون" كانت تبحر في المياه الدولية، فيما الثانية التي لم تذكر اسمها كانت موجودة قرب السواحل الإيرانية.

وأضافت أن تسعة يونانيين هم ضمن طاقمي السفينتين، رافضة تحديد عدد البحارة الآخرين على متنهما. وتابعت أن السلطات اليونانية أبلغت الاتحاد الأوروبي والمنظمة البحرية الدولية بالحادث.

وفرضت الولايات المتحدة يوم الأربعاء عقوبات على ما وصفتها بأنها شبكة لتهريب النفط وغسل الأموال تابعة لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني وتدعمها روسيا.

مناوشات سابقة

ويشكل موضوع النفط نقطة تجاذب بين الجانبين، إذ تتهم واشنطن طهران بالتحايل على العقوبات لتصدير نفطها إلى دول مثل الصين وسوريا وفنزويلا.

وسبق لإيران أن احتجزت ناقلات كانت تعبر في مياه منطقة الخليج التي تضم مضيق هرمز، أحد أبرز الممرات المائية عالمياً لتصدير النفط. واتهمت واشنطن، التي يتخذ أسطولها الخامس من البحرين مقراً، طهران بالقيام بأعمال "عدائية" في الخليج.

في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، أعلن الحرس الثوري الإفراج عن ناقلة فيتنامية بعد استعادة حمولتها من النفط العائد لإيران، إثر احتجازها لنحو أسبوعين على خلفية ما قال إنها كانت محاولة أميركية لمصادرة هذه المادة.

ونفت واشنطن في حينه ذلك، مشيرة إلى أن قواتها البحرية اكتفت بمراقبة بحرية إيرانية وهي تصادر ناقلة نفط وتنقلها إلى مياهها الإقليمية.

وفي أبريل 2021، أفرجت إيران عن ناقلة نفط ترفع علم كوريا الجنوبية احتجزتها في مياه الخليج في يناير (كانون الثاني) من العام ذاته، عندما كانت طهران تضغط للإفراج عن أصول إيرانية بمليارات الدولارات مجمّدة بموجب العقوبات الأميركية.

وفي يوليو (تموز) 2019، احتجز الحرس الناقلة النفطية "ستينا إمبيرو" التي ترفع علم بريطانيا أثناء عبورها مضيق هرمز. ولم تفرج السلطات الإيرانية عن السفينة إلا بعد شهرين.

وأتى احتجاز "ستينا إمبيرو" بعدما اعترضت بريطانيا قبالة سواحل جبل طارق ناقلة نفط إيرانية قبل أن تفرج عنها رغماً عن الاعتراضات الأميركية.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات